قنبلة أحمد ودعوة البيت الأبيض

سرت في عروقي قشعريرة غريبة وأنا اقرأ تفاصيل الخبر الخاص «بالمراهق السوداني الأمريكي المسلم»

سرت في عروقي قشعريرة غريبة وأنا اقرأ تفاصيل الخبر الخاص «بالمراهق السوداني الأمريكي المسلم». شعرت في السطور الأولى بالدهشة المصحوبة بالغضب لعنصرية المعلمة الأمريكية التي استدعت الشرطة للتحقيق مع الطالب أحمد، والذين رفضوا بدورهم طلب أحمد الاتصال بوالديه لإخبارهم بما يجري معه، وتعاملوا معه كإرهابي!يقول: “حدثت نفسي بأني أعامل بهذه القسوة وسط خمسة من المحققين لا لشيء إنما لديانتي وعرقي …»وسرعان ما انفجر موقع تويتر بالتعليقات على الحدث من كل العالم عندما دشن هاشتاق بعنوان ‪“I Stand With Ahme‬d‪”‬والغريب أن التفاعل لم يكن من مجموعة نشطاء لحقوق الإنسان، أو من صحفيين مهتمين بشؤون الرأي العام ، بل كان من سياسيين وأصحاب قرار ومديري شركات عالمية كبرى. حيث تفاعل أوباما وغرد في الهاشتاق قائلا “ساعة لطيفة يا أحمد، ما رأيك في إحضارها معك للبيت الأبيض؟ علينا تشجيع أمثالك من الأطفال، هذا ما يجعل أمريكا عظيمة». اتضح للمحققين أن الإرهابي الذي كانوا على وشك اعتقاله ”مخترع عظيم“ ابتكر ساعة وبحماس الأطفال البريء دفعته عفويته أن يأخذها ليريها أصدقاءه ومعلميه في المدرسة. شاهدها أحد المعلمين ونصحة بأن لا يُريها لأحد لأن شكلها يشبه القنبلة! لكنه لم يستمع للنصيحة، وعندما رأتها معلمة الفصل حصل ما كان يخشاه المعلم، وهذا ما دفعها لاستدعاء الشرطة على الفور. “الساعة القنبلة“ جعلت أحمد الذي يعيش في “تكساس“ محط الأنظار والفخر لكل من عرف بالقصة ولم يستطع منع نفسه من التعليق عليها أو اعتبارها حدثا عابرا ليس بتلك الأهمية الكبيرة وسط كومة الأحداث السياسية والاقتصادية الملتهبة. ومن ضمن المتفاعلين مع الحملة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إذا غردت هي الأخرى على تويتر «الخوف والافتراض لا يجلبان لنا الأمان لكنهما يعيداننا للخلف. استمر يا أحمد في الاستكشاف والتطوير». أما مؤسس موقع فيس بوك الشهير، مارك زوكربرج فقال إن ما قام به أحمد يستدعي التشجيع وليس الاعتقال، مؤكدا أن أشخاصا مثل أحمد هم من سيغيرون المستقبل. وفي نهاية رسالته دعا زوكربرج، أحمد لزيارة شركته، مؤكدا أنه يرغب في مقابلته. انتهت قصة أحمد الأمريكي السوداني المسلم وساعته القنبلة، وجاء دور أحمد السوري والمصري والخليجي والعربي نريد أن نسمع دوي قنابل اختراعاتهم تملأ الدنيا بكل أنواع التقنية والاختراعات والاكتشافات التي تروي ظمأ عطشنا القديم الجديد للمجد والنهضة والتنمية. لم يعد الأمر رفاهية نسعى لها للتباهي بل ضرورة ملحة، أن ندعم ونهيئ ونمكن الجيل الجديد من قيادة الدفة نحو الأبحاث والاختراعات والاستثمار فيها، و التي من شأنها تحريرنا من هاجس الاعتماد على النفط كمصدر يتيم للاقتصاد المحلي.