7 طرق من الاتجاهات الـ4 تؤدي إلى مكة

سبعة طرق فقط كان لزاما على الحاج أن يسلك أحدها ليصل إلى مكة المكرمة، والمدينة المنورة، محفوفة بالمصاعب والمشاق وخطر التعرض للنهب أو قطع الطريق

u0625u062du062fu0649 u0642u0648u0627u0641u0644 u0627u0644u062du062c u0642u062fu064au0645u0627 (u0645u0643u0629)

سبعة طرق فقط كان لزاما على الحاج أن يسلك أحدها ليصل إلى مكة المكرمة، والمدينة المنورة، محفوفة بالمصاعب والمشاق وخطر التعرض للنهب أو قطع الطريق. فيما كانت بعض قوافل الحجاج ترافقها الجيوش لحمايتها، قبل أن تتطور وسائل النقل والطرق لتصبح رحلة الحاج من موطنه في أقصى الأرض لا تستغرق سوى ساعات في أمن وأمان توفره السعودية، بعد أن كانت رحلات الحجاج من بلدان قريبة جغرافيا تستلزم أسابيع أو شهورا.

الرحلة الحجازية

يوضح الباحث والمؤرخ علي المطرفي أن المتتبع لرحلات الحج قديما، يجد أنها كانت ذات طابع خاص، ومن تسمياتها الرحلة الحجازية، ويقبل الحجاج والمعتمرون من مختلف الجهات الأربع تلبية لأمر الله تعالى بالحج والعمرة، وهي سنة الله في خلقه وكونه بأن جعل في تلك الرحلات الكثير من المصالح الدينية، والدنيوية، كالتعارف، والتكاتف، والتفقه في أمور الدين، ومعرفة الأحكام المتعلقة بالحج وغيرها، والتوجيه، والإرشاد، والمصالح التجارية وتبادل المنافع. وأضاف المطرفي: ذكر كثير من الرحالة المعاصرين أن الطريق اختلف عما كان عليه من نواح عديدة، وأهمها ناحية فقدان الطمأنينة والسلب والنهب الذي كانت تتعرض له رحلات الحج.

1 - طريق الكوفة - مكة

يعد من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي، واشتهر باسم «درب زبيدة»، نسبة إلى السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد، التي أسهمت في عمارته فخلد ذكراها على مر العصور. خطط بطريقة عملية وهندسية فريدة، حيث أقيمت على امتداده المحطات والاستراحات، ورصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية والموحلة، فضلا عن تزويده بالمنافع والمرافق اللازمة من آبار وبرك وسدود، ويبلغ عدد المحطات الرئيسة في هذا الطريق 27 محطة.

2 - طريق البصرة - مكة

الطريق الثاني في الأهمية، إذ يبدأ من مدينة البصرة مرورا بشمال شرق الجزيرة العربية عبر وادي الباطن، مخترقا عدة مناطق صحراوية أصعبها صحراء الدهناء، ثم يمر بمنطقة القصيم التي تكثر فيها المياه العذبة والوديان الخصبة والعيون، وبعدها يسير الطريق محاذيا لطريق الكوفة – مكة المكرمة، حتى يلتقيا عند محطة أم خرمان «أوطاس»، التي تقع على مسافة 10 أميال من موقع ذات عرق، ويلتقي طريق البصرة بالطريق الرئيس الممتد من الكوفة عند منطقة معدن النقرة، التي يتفرع منها طريق يتجه إلى المدينة، ويبلغ طول الطريق نحو 1200 كلم.

3 - طريق الحج المصري

يسلكه حجاج مصر ومن رافقهم من حجاج المغرب والأندلس وأفريقيا في طريقهم إلى مكة، متجهين إلى شبه جزيرة سيناء للوصول إلى أيلة «العقبة»، وهي أول محطة في الطريق، وبعد أيلة تمر قوافل الحجاج على حقل ثم الشرف ثم مدين مغائر شعيب – البدع، وكان لحجاج مصر طريقان بعد رحلتهم من مدين أحدهما داخلي والآخر ساحلي.

4 - طريق الحج الشامي

يربط بلاد الشام بالأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وعرف باسم التبوكية، نسبة إلى بلدة تبوك التي يمر عليها، ويبدأ مساره من دمشق ويمر ببصرى الشام «درعا»، وبمنازل أخرى أهمها أذرعات، ومعان، والمدورة «سرغ»، ثم يدخل أراضي المملكة ليمر على حالة عمار، ثم ذات الحاج بتبوك، ثم الأقرع، ثم الأخضر الذي تقع فيه محطة المحدثة، ثم محطة المعظم، ثم الحجر، ثم العلا ثم قرح.

5 - طرق الحج اليمني

تعددت طرق الحج التي ربطت بين اليمن والحجاز منذ العصور القديمة واختلفت مساراتها، وتعددت كذلك المدن التي تسير منها، ولعل أهم المدن اليمنية التي كانت تنطلق منها جموع الحجاج اليمنيين إلى مكة هي: عدن، وتعز، وصنعاء، وزبيد، وصعدة في شمال اليمن. وكانت مسارات تلك الطرق يلتقي بعضها ببعض في نقاط معينة، مثل طريق تعز زبيد، وطريق صنعاء الداخلي إلى صعدة، حيث كان حجاج اليمن يسلكون ثلاثة طرق هي الطريق الساحلي والطريق الداخلي أو الأوسط، والطريق الأعلى، ولكل منها مساراته ومحطاته.

6 - طريق الحج العماني

من الطرق التي يسلكها حجاج عمان إلى المشاعر، ويتجه من عمان إلى يبرين ثم إلى البحرين ومنها إلى اليمامة ثم إلى ضرية. وتشير المصادر الجغرافية إلى أن ضرية كانت ملتقى حجاج البصرة والبحرين، حيث يفترقون بعدها إذا انصرفوا من الحج، فيتجه حجاج البصرة يسارا، وحجاج البحرين يمينا، كما كان بإمكان القوافل القادمة من عمان اجتياز منطقة الأحساء لتلتقي بطريق اليمامة مكة المكرمة. وهناك طريق آخر لحجاج عمان يتجه إلى فرق ثم عوكلان ثم إلى ساحل هباه، وبعدها إلى شحر، ثم تتابع القوافل سيرها على أحد الطرق اليمنية الرئيسة المؤدية إلى مكة.

7 - طريق حج البحرين – اليمامة

هو رافد مهم من روافد طريق حج البصرة، إذ إنه يعبر الأجزاء الوسطى من الجزيرة العربية، مارا بعدد من بلدانها وأقاليمها، ويربط بين الحجاز والعراق مركز الخلافة العباسية، وحظي حجاج هذا الطريق برعاية الدولة الإسلامية، خصوصا في توفير الخدمات المهمة، وحماية الحجاج السائرين عليه من أي اعتداء يقع عليهم من قطاع الطرق. وأشار الجغرافيون المسلمون الأوائل إلى التقاء طريق اليمامة مع طريق حج البصرة، إذ لليمامة طريقان إلى مكة، طريق من القريتين، والآخر على مرات، وبعد التقاء طريق البحرين بطريق البصرة في ضرية، يمر الطريق عبر محطات جديلة، وفلجة، والدفينة، وقبا، ومران، ووجرة، وأوطاس، وذات عرق، والبستان حتى يصل إلى مكة المكرمة.