جماجم الحيوانات تطرد الجن
احتلت الحيوانات بمختلف أنواعها مساحة كبيرة من أعمال السحرة الذين تفننوا في استخدام أجزاء كثيرة من أجسادها، فمرة يكون جلد الذئب علاجا من الحسد، وأخرى تكون أنيابه لطرد الشر المصاحب للجن
الأربعاء / 3 / ذو الحجة / 1436 هـ - 17:15 - الأربعاء 16 سبتمبر 2015 17:15
احتلت الحيوانات بمختلف أنواعها مساحة كبيرة من أعمال السحرة الذين تفننوا في استخدام أجزاء كثيرة من أجسادها، فمرة يكون جلد الذئب علاجا من الحسد، وأخرى تكون أنيابه لطرد الشر المصاحب للجن. وتتعدد الأدوار لتصل إلى الجماجم الخاوية، ولكن لماذا الجمجمة تحديدا، هل لأنها فارغة من المخ، أم إن الأرواح الشريرة لا تسكنها وتخاف منها؟ففي مجتمعات كثيرة تصدرت جماجم الحيوانات الأليفة وصفات السحرة والعرافين وقراء الفناجين، لمن يقصدونهم من المرضى الذين يشتكون من الحسد، أو وجود أرواح شريرة في بيوتهم وأماكن عملهم، فيأمرونهم بتعليق جمجمة خروف فارغة على حواف أروقة المنزل، وتكون مرتفعة عن الأرض بحيث لا يصلها عبث الصبية، حتى لا تسقط ويبطل مفعولها، ويشترط المشعوذ على قاصده ألا تحتوي الجمجمة على بقايا لحم، بل تكون تجويفا عظميا خالصا، وهي أوهام يصعب على المريض تفسيرها حتى يصدقها، ويتعدى ذلك إلى غسلها كلما اتسخت وتبخيرها أحيانا. الخرافة ليست وليدة قرن أو قرنين، بل هي موجودة منذ دهور. ويرى مفندون للأساطير أن مرد التعلق بها آت من أن الحيوانات تشعر بأشياء قد لا يشعر بها عامة البشر، وأنها ترى أشياء لا يمكننا رؤيتها، ويظل هذا الوهم باقيا حتى بعد موتها، بل إن دماءها ولحومها وفضلاتها دخلت على خط الخرافة. وجمجمة الضبع يستخدمها «الخرافيون» لوضع أعمال الشعوذة فيها، لأنه يتغذى على الجيف والجثث، ويزعمون أنها تجلب الأرواح الشريرة والشياطين التي يستعين بها السحرة، وهناك فرق عندهم بين جماجم الحيوانات المفترسة والأليفة، فالأولى تستخدم في الضرر بالآخرين والتفريق بين الأزواج، والثانية في طرد الشياطين والحسد. ومهما يكن فإن هذه الخرافة عاشت لسنين، وبدأت تختفى تماما في المجتمعات المتحضرة والمتدينة.