جربوهم يبهروكم
الخميس / 17 / شعبان / 1439 هـ - 18:00 - الخميس 3 مايو 2018 18:00
أعرف سعوديا قبل عشرين سنة متخصصا في ميكانيكا سيارات المرسيدس، وأذكر أن الإقبال عليه كان مهولا لدرجة الحجز المسبق واللجوء للواسطات كي يقبل كشفا على سيارة فلان أو فلان، وباعتراف كل من تعامل معه في ورشته الصغيرة بمكة فإنه جمع بين جودة الخدمة وحسن الخلق.
من هنا لا أظن أن جدلا يستحق أن يستقيم حول مهنية ومهارة وأخلاقيات السعودي في القطاع الخاص، أيا كان شابا أو متوسط عمر أو كبير سن، فالتاريخ الذي لفت نظرنا لقراءته محمد بن سلمان يجبرنا على أن نحذو حذو الأمير في نفض الغبار عن التاريخ المهني للشباب السعودي.
وقطعا سنربط التكوين الطبيعي المهاري النفسي للشابة والشاب السعوديين قبل عام 1979 بشباب الألفية العشرية الجديدة، لنجد أن مناخ العدل والإنصاف في القول تجاه هذه الشريحة من المواطنين بات ملائما بشكل محفز لأن يخلع لابسو النظارة السوداء من متنفذي الكيانات في القطاع الخاص أو العام عنهم سواد التضليل.
أتذكر بأني عينت معلما بثانوية ابن حيان في الهيئة الملكية بينبع، وكنت سادسا لخمسة سعوديين فقط ضمن هيئة تعليمية وإدارية ثلاثة أرباعها إخوة أفاضل من الدول العربية، وبقيت في هذه المدرسة أعاصر شيئا فشيئا تنفيذ استراتيجية الإحلال المنظمة والمنطقية المتدرجة وفق سياسة الهيئة الملكية بينبع، حتى تركتها منتقلا لموقع آخر ونسبة السعوديين فيها 99%.
أقول ذلك لأذكر المتشائمين بإنجازات وتميز مدارس ومعلمي ومديري وطلاب الهيئة الملكية بينبع خلال السنوات العشر الأخيرة بالحصول على جوائز ومراكز ذات أهمية عليا محليا وخليجيا وإقليميا ودوليا، بينما لم يسجل التاريخ تميزا يذكر لذات المؤسسات في سنوات لم يكن السعوديون فيها هم الأكثرية.
وما ذلك أبدا تقليلا من شأن موظفين أكارم وزملاء متميزين من دول شقيقة وصديقة، ولا نكرانا تجاه أدائهم لواجبهم وأعمالهم التي جاؤوا من أجلها، ولكني أعود للتأكيد على دافعية الأداء بروح التميز ومهنية العطاء بجودة الخدمة التي جعل منها الشاب السعودي خطة عمل فأنجز وأحسن في كسب النقاط لصالحه.
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، وكذلك هو شباب وطني اليوم يدفعون بما يحملون من كفاءة الأداء ومعرفة المجالات وبراعة التنفيذ عنهم كل شبهة باطلة رددت زورا وشيطنة توصيف عبارة ممجوجة الإلقاء «السعودي ما يشتغل» وفي الميدان من سعوديات الريادة وسعوديي القيادة من نقلوا مؤسسات بأكملها من الهامشية للمقدمة.
لا أبالغ حين أعتقد بأن 9 بين كل 10 سعوديين من الجنسين هم خلاصة تكوين المورد البشري، جربوهم يبهروكم، حماس عمل والتقاط توجيه وإتقان تنفيذ وإبداع تفعيل ثم سلم ترق وتكاثر مهارات.
أهمس في أذن وزارة العمل التي ربما أضناها الصوت العالي فلربما يدنيها التخافت من أرض الواقع لأقول لها: ليس التوطين وبرامجه وخططه والإعلان عنه ومعاقبة مخالفيه هي السبيل الواحد الأوحد لاقتراب فرص العمل الحقيقية على اختلاف مستوياتها من شباب السعودية، وإنما العصا السحرية في كشف الغطاء عن ثقافة (التدافع) بين جانبين أحدهما مستحق والآخر مستمسك، فلقد وقفت - وغيري كثير - على نمطية تكونت في ذهنية غالب إخوتنا غير السعوديين أنهم إن انشغلوا في أعمالهم ولم يلتمسوا طريق إذكاء للتطفيش والتهميش والتعمية والتجاهل تجاه الشباب السعودي وهو يشاركهم العمل فسيفقدون وظائفهم أمام طوفان المهنية السعودية الشابة.
ليس الكلام موجها لهم، حيث التشبث بمصدر الرزق طبيعة بشرية بامتياز، ولكن الكلام موجه للقادرين في وزارة العمل الذين إن نظروا لروح الخطط والتنظيمات الداعية لتوطين الوظائف لوجدوا طريقة متابعة وتفتيش تتأكد من بيئة العمل وثقافة المنظمة والمكتب الخلفي فيها وقد انخرط السعودي في فرصة عمل مع غير سعوديين.
تاركو وظائفهم في القطاع الخاص، وتاركات وظائفهن في الشركات لم يسألهم صاحب عدل وحيادي استفسار عن السبب بأسلوب المحب الوطني الحريص على مستقبلهم، وحين يحصل ذاك سيسمع عجبا.
أما جامعاتنا السعودية الموقرة التي نراها - ونحن مواطنون عاديون جدا - تنظر لجموع الحاصلين على الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراه نظرة المقلل من شأنهم بعدم توظيفهم، لتصلهم الرسالة بأن أعضاء هيئة التدريس من الوافدين على رأس العمل أفهم وأعلم وأقدر منكم بكثير، للجامعات ولوزارة التعليم أقول: جربوهم يبهروكم، ووالله الذي لا إله غيره لن أخسر الرهان عليهم.
من هنا لا أظن أن جدلا يستحق أن يستقيم حول مهنية ومهارة وأخلاقيات السعودي في القطاع الخاص، أيا كان شابا أو متوسط عمر أو كبير سن، فالتاريخ الذي لفت نظرنا لقراءته محمد بن سلمان يجبرنا على أن نحذو حذو الأمير في نفض الغبار عن التاريخ المهني للشباب السعودي.
وقطعا سنربط التكوين الطبيعي المهاري النفسي للشابة والشاب السعوديين قبل عام 1979 بشباب الألفية العشرية الجديدة، لنجد أن مناخ العدل والإنصاف في القول تجاه هذه الشريحة من المواطنين بات ملائما بشكل محفز لأن يخلع لابسو النظارة السوداء من متنفذي الكيانات في القطاع الخاص أو العام عنهم سواد التضليل.
أتذكر بأني عينت معلما بثانوية ابن حيان في الهيئة الملكية بينبع، وكنت سادسا لخمسة سعوديين فقط ضمن هيئة تعليمية وإدارية ثلاثة أرباعها إخوة أفاضل من الدول العربية، وبقيت في هذه المدرسة أعاصر شيئا فشيئا تنفيذ استراتيجية الإحلال المنظمة والمنطقية المتدرجة وفق سياسة الهيئة الملكية بينبع، حتى تركتها منتقلا لموقع آخر ونسبة السعوديين فيها 99%.
أقول ذلك لأذكر المتشائمين بإنجازات وتميز مدارس ومعلمي ومديري وطلاب الهيئة الملكية بينبع خلال السنوات العشر الأخيرة بالحصول على جوائز ومراكز ذات أهمية عليا محليا وخليجيا وإقليميا ودوليا، بينما لم يسجل التاريخ تميزا يذكر لذات المؤسسات في سنوات لم يكن السعوديون فيها هم الأكثرية.
وما ذلك أبدا تقليلا من شأن موظفين أكارم وزملاء متميزين من دول شقيقة وصديقة، ولا نكرانا تجاه أدائهم لواجبهم وأعمالهم التي جاؤوا من أجلها، ولكني أعود للتأكيد على دافعية الأداء بروح التميز ومهنية العطاء بجودة الخدمة التي جعل منها الشاب السعودي خطة عمل فأنجز وأحسن في كسب النقاط لصالحه.
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، وكذلك هو شباب وطني اليوم يدفعون بما يحملون من كفاءة الأداء ومعرفة المجالات وبراعة التنفيذ عنهم كل شبهة باطلة رددت زورا وشيطنة توصيف عبارة ممجوجة الإلقاء «السعودي ما يشتغل» وفي الميدان من سعوديات الريادة وسعوديي القيادة من نقلوا مؤسسات بأكملها من الهامشية للمقدمة.
لا أبالغ حين أعتقد بأن 9 بين كل 10 سعوديين من الجنسين هم خلاصة تكوين المورد البشري، جربوهم يبهروكم، حماس عمل والتقاط توجيه وإتقان تنفيذ وإبداع تفعيل ثم سلم ترق وتكاثر مهارات.
أهمس في أذن وزارة العمل التي ربما أضناها الصوت العالي فلربما يدنيها التخافت من أرض الواقع لأقول لها: ليس التوطين وبرامجه وخططه والإعلان عنه ومعاقبة مخالفيه هي السبيل الواحد الأوحد لاقتراب فرص العمل الحقيقية على اختلاف مستوياتها من شباب السعودية، وإنما العصا السحرية في كشف الغطاء عن ثقافة (التدافع) بين جانبين أحدهما مستحق والآخر مستمسك، فلقد وقفت - وغيري كثير - على نمطية تكونت في ذهنية غالب إخوتنا غير السعوديين أنهم إن انشغلوا في أعمالهم ولم يلتمسوا طريق إذكاء للتطفيش والتهميش والتعمية والتجاهل تجاه الشباب السعودي وهو يشاركهم العمل فسيفقدون وظائفهم أمام طوفان المهنية السعودية الشابة.
ليس الكلام موجها لهم، حيث التشبث بمصدر الرزق طبيعة بشرية بامتياز، ولكن الكلام موجه للقادرين في وزارة العمل الذين إن نظروا لروح الخطط والتنظيمات الداعية لتوطين الوظائف لوجدوا طريقة متابعة وتفتيش تتأكد من بيئة العمل وثقافة المنظمة والمكتب الخلفي فيها وقد انخرط السعودي في فرصة عمل مع غير سعوديين.
تاركو وظائفهم في القطاع الخاص، وتاركات وظائفهن في الشركات لم يسألهم صاحب عدل وحيادي استفسار عن السبب بأسلوب المحب الوطني الحريص على مستقبلهم، وحين يحصل ذاك سيسمع عجبا.
أما جامعاتنا السعودية الموقرة التي نراها - ونحن مواطنون عاديون جدا - تنظر لجموع الحاصلين على الشهادات العليا من الماجستير والدكتوراه نظرة المقلل من شأنهم بعدم توظيفهم، لتصلهم الرسالة بأن أعضاء هيئة التدريس من الوافدين على رأس العمل أفهم وأعلم وأقدر منكم بكثير، للجامعات ولوزارة التعليم أقول: جربوهم يبهروكم، ووالله الذي لا إله غيره لن أخسر الرهان عليهم.