جحا.. ركب حماره بالمقلوب في ملتقى مكة
فاجأ «جحا» الحاضرين أمس الأول في ملتقى أهالي أجياد بحضوره الفكاهي، مرتديا لبسا خاصا يميزه عن باقي الحضور، كان الجميع يعرفون أنفسهم بعائلاتهم، بينما كان يردد على أسماعهم بأنه «جحا» فيتلقفونه بأحضانهم ويتذكرون معه المواقف المضحكة والذكريات الجميلة، وأحاط الصبية بجحا أجياد بعد أن سمعوا من آبائهم قصصه وحكاياته.
الجمعة / 7 / ربيع الثاني / 1435 هـ - 22:15 - الجمعة 7 فبراير 2014 22:15
فاجأ «جحا» الحاضرين أمس الأول في ملتقى أهالي أجياد بحضوره الفكاهي، مرتديا لبسا خاصا يميزه عن باقي الحضور، كان الجميع يعرفون أنفسهم بعائلاتهم، بينما كان يردد على أسماعهم بأنه «جحا» فيتلقفونه بأحضانهم ويتذكرون معه المواقف المضحكة والذكريات الجميلة، وأحاط الصبية بجحا أجياد بعد أن سمعوا من آبائهم قصصه وحكاياته. في حي أجياد بمكة المكرمة، نشأ وترعرع «فهد سمكري» والمعروف بجحا، ويروي لـ»مكة» تفاصيل الانطباع الذي عرفه الناس عن شخصية جحا، ويقول ترجع تسميتي «جحا « إلى أكثر من 50 عاما، لارتباطي الحميم بحماري الذي يعادل أفخم سيارة في عصرنا الحاضر، إذ درجت على ركوبه بالمقلوب، وأردد في أزقة أجياد أهازيج من الشعر، وتعلمت من والدي رحمه الله، كيفية ملاعبة الحمار وترقيصه بالعصا، وقصصي مع الحمار لا تنسى. الكل بين أهالي أجياد يعرفني باسم جحا، وأفتخر بذلك، وقليل ممن سكن أجياد يعرف اسمي الحقيقي، بل إنني أكاد أجزم أنه لا يعرف اسمي إلا المقربون مني فقط، فقد نشأت منذ الصغر على هذا اللقب، وذلك لجراءتي المطلقة وشيطنتي وخفة دمي وفكاهتي، فالجميع يحبني وأنا سعيد بذلك، وجحا عرف علي ناس كنت لا أعرفهم، وأنادى من كثير منهم بجحا. فهد سمكري يمتلك شخصية فكاهية ويقلد جحا في كل قصصه وحكاياته، واشتهر بين كل من سكن أجياد بالطرفة الظريفة، والفكاهة العجيبة، والتي بقيت حاضرة في ذاكرتهم رغم مضي السنين وافتراق الصحبة، لكن شخصيته أعادت إلى الأذهان من جديد ذكريات الماضي بكل تفاصيله، إذ إن حكاياته أصبحت متعة للسامعين ومثلا للعابرين من أجيال أجياد المتعاقبة الذين استمعوا لحكاياته من آبائهم وتهافت الصبية أمس ليتعرفوا على حجا الذي لا تزال ذكراه عالقة في أجياد ولا يزال حيا يرزق يتجول بروحه العذبة وطرائفه العجيبة ونكته الجميلة ذات الصلة بالابتسامة العريضة. ويعود فهد سمكري الملقب بجحا بالذاكرة إلى الوراء إذ يقول»اشترى لي أخي حمارا كبير القامة وكنت أصعد على ظهره، وأركبه بالمقلوب كعادتي، وحينما يسألني من يشاهدني أخبره بأن الهدف من ذلك هو ضمان لسلامتي إذ سأتولى مراقبة الطريق من الخلف والحمار يتولى ذات المهمة من الأمام» وزاد «أهالي أجياد القدامى يبحثون عني في أزقة أجياد التي كانت يطلق عليها زقاقا البيت العجيب وزقاق السمنودي، وزقاق الكباريتي، على الرغم من المكائد والمقالب التي يتعرضون لها جراء تصرفاتي المضحكة وفي كل المناسبات التي أحضرها يتحول الجو إلى مرح وفكاهة، وكثيرة هي المواقف فخلال عملي في مدينة الرياض في مهمة للدفاع الجوي حيث أعمل، قابلني شخص وناداني بجحا و أنا لا أعرفه» وأردف فهد سمكري بالقول أطلق على حماري اسم «الأزرق» لنعومة ظهره وسهولة ركوبته، والجميع لا يزال يذكرني بمواقفي فعندما تمتزج الشقاوة بروح المرح والدعابة، تجعل منك شخصية فريدة تتمتع بروح الدعابة لتجلب المتعة بغرض الترفيه عن النفس، وعن أبرز الحمير التي مرت عليه، يتذكر حمار والده المسمى «وز العراق» وهو من الحمير الجيدة التي يصعب أن تجد مثيلا لها. مواقف جحا كانت بالنسبة للسمكري، عبارة عن مرح وفكاهة في تقليد تلك الشخصية، إذ قلد كل حكايات ومواقف حجا، واستبعد أن يكون للزعل مكان في حياته، يقول ذات مرة وبعد أن تهرب أحد أصدقائي عن عزيمة زملائه وأصدقائه، رغم إلحاحي المتكرر عليه وحرصه الدائم على الالتفاف وعدم الموافقة، فتجاهلته حتى تغيب ذات يوم عن الحضور للعمل فوضعت له المكيدة وسارعت لإبلاغ الزملاء والأصدقاء بدعوتهم لعزيمة صديقهم ورغم استغرابهم لرفضه ذلك أكثر من مرة، إلا أنني أكدت عليهم بضرورة الحضور، وبعد وصولنا لمنزله عقب صلاة المغرب تفاجأ، فما كان منه سوى طبخ العشاء وهو يتمتم بعبارات سمعت فيها بعض الوعيد لي، ولكن تجاهلتها. وعن آخر مرة ركب فيها الحمار قال في 1995، صدر قرار بمنع الدواب من المرور بالشوارع الرئيسية، وكان استيراد السيارات أحد أكبر العوامل التي عملت على التخلي عن الدواب.