هل نحن جاهزون للتحول نحو التعليم الرقمي؟
الأربعاء / 16 / شعبان / 1439 هـ - 19:15 - الأربعاء 2 مايو 2018 19:15
نشهد اليوم مع رؤية 2030 نشاطا ملحوظا في التحول الرقمي بمختلف مجالاته، وبما أن التعليم أهم تلك المجالات، وهو أساس نهضة المجتمع الذي نطمح له، كان لا بد من إعادة النظر في العملية التعليمية، وإيجاد حلول مفيدة لجميع مشاكل التعليم، وتطويره بشكل عام.
ولو تأملنا في تعليمنا نجد أن من أهم أسباب معوقات التعليم كثرة أعداد الطلاب، وعدم تنوع مصادر التعلم بما يكفي لشد انتباه الطلاب، وكثير منهم يفقدون التركيز بعد مرور الدقائق الأولى للدرس، ولا ننسى معاناة أغلب المعلمين من تكرار شرح الدروس لأكثر من مرة، واستهلاك طاقاتهم دون حل جذري للمشكلة، خصوصا في عصر شغف أبنائنا بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة، فاختلفت الرؤية في التعليم وأصبح من الضروري تغيير نظام التعليم الحالي واستخدام وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع. ومن أبرز تلك الوسائل نظام التعليم الالكتروني، وهو نظام تفاعلي يعتمد على تقديم المحتوى التعليمي، وإيصال المهارات للطالب، وعرض المقررات الدراسية في أي وقت وأي مكان عبر شبكة الانترنت.
ومن خلال دراستي لتخصص التعليم الالكتروني بالولايات المتحدة وجدت أن التعليم القديم المعتمد على التلقين يعطي المعلومة ولا يعطي فرصة للتحليل والدراسة، بينما التعليم الالكتروني يعطي فرصة للحوار والاكتشاف والإبداع.
وكسياق آخر فقد تحول التعليم التقليدي الآن من غاية إلى وسيلة من أجل الحصول على الوظيفة، بينما التعليم الالكتروني هو وسيلة للتفكر وفتح الآفاق، ومن ثم الإبداع والإنجاز، محققا بذلك الغاية السليمة من التعليم.
لذلك وتوافقا مع رؤية المملكة 2030 دشن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى برنامج بوابة المستقبل، كإحدى مبادرات التحول الوطني 2020 المعنية بالتحول نحو التعليم الرقمي لعدة أهداف، أهمها: ضمان جودة التعليم، وتعدد مصادر التعلم وأساليب عرض المعلومة لتسهيل المتابعة وإدارة العملية التعليمية بشكل جيد من قبل جميع منسوبي العملية التعليمية، أي إنه يقوم بدور الوسيط لربط جميع أطراف العملية التعليمية من قائد ومشرف تربوي ومعلم وطالب في الوقت نفسه.
وتتمحور فكرة البوابة حول خلق بيئة دراسية تفاعلية محفزة للطالب يتم من خلالها تقديم محتوى الكتروني، بالإضافة إلى استخدام الصور، والإنفوجرافيك، والفيديو، وغرف النقاش والاختبارات الالكترونية، والتي من أهدافها ترسيخ المعلومات في الذاكرة، وتسهيل استرجاعها على الطالب في المستقبل، فعقليات أبنائنا الآن لم تعد تحتمل استيعاب الطرق التقليدية المعتمدة على حشو أذهانهم بالمعلومات، بل إكسابهم المهارات اللازمة وتنمية مداركهم العقلية وجذب انتباههم، وبالتالي زيادة قدرتهم على التركيز الذي يعد أهم مقومات النجاح.
ومعروف لدى علماء النفس التربويين أن التعلم يمر بثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى يكون الانتباه، وفي المرحلة الثانية يكون الإدراك، وفي المرحلة الثالثة يكون الفهم، وكلما زاد الانتباه زاد الإدراك، وبالتالي يزيد الفهم لدى الطالب، ويقطع حدة الموقف التعليمي الروتيني ويمنع شرود ذهن المتعلم.
أما بالنسبة للمعلم فإنه سيحل الكثير من الإشكالات لديه، بتوفير وقته وجهده وحفظ تحاضير الدروس الالكترونية للأعوام القادمة، وتطوير قدراته وتبادل الخبرات مع معلمين في مدارس أخرى، كما ستمكنه البوابة من الاطلاع على المحتويات الدراسية مع جميع المعلمين في نفس المادة الدراسية، ليتم التصويت لأفضل محتوى وأفضل شرح، وبالتالي مشاركة جميع طلاب المملكة بنفس الفائدة. كما سيتمكن قائد المدرسة والمشرف التربوي من متابعة المعلمين والاطلاع على تحاضير الدروس الكترونيا، وتقييمها عبر البوابة في أي وقت، وذلك لإدارة العملية التعليمية بشكل فعال.
وسيتمكن ولي الأمر من متابعة سلوك أبنائه والاطلاع على سجل الحضور والغياب والدرجات عبر حساب خاص به في البوابة. بالإضافة إلى أن بوابة المستقبل تضيف شرح الدروس عبر الفصول الذكية (الفصول الافتراضية)، وهي التقاء المعلم بالطلبة عن طريق غرف الكترونية في أوقات مختلفة، للعمل على شرح الدروس أو إنجاز المشاريع، خاصة في حال مراجعة المادة الدراسية مع الطلاب في فترة ما قبل الاختبارات النهائية أو في حال تعليق الدراسة لأي سبب كان، كسوء الأحوال الجوية، بمعنى أنه لن يكون هناك أي عائق للتعليم.
لذلك فإن الرسالة الأساسية من التعليم الالكتروني هي استخدام أسلوب جديد في التعليم، والتركيز على تحفيز التفكير لدى الطالب والمعلم وبناء شخصيات قادرة على التفاعل والإنجاز.
ولم يغب عن ذهني الكثير من قصص النجاح التي حققت نجاحا مميزا في المرحلتين الأولى والثانية، والإنجاز المبهر الذي قدمه الكثير من المعلمين والمعلمات من خلال تفاعلهم في البوابة، وبتعاوننا جميعا سنجعل من بلادنا نموذجا رائدا في التعليم.
ختاما، الجيل القادم لا يفكر كما كنا نفكر، ولا يلعب كما كنا نلعب، ولن يتعلم بنفس الطريقة التي تعلمنا بها، وربما ما زال البعض يتساءل: هل نحن حقا جاهزون لهذا التحول أم لا؟!
وسأجيبكم بصفتي المشرفة على المدارس المطبقة للتحول الرقمي ومن خلال النتائج التي استعرضناها. نعم نحن جاهزون لتطوير التعليم في وطننا وكما نصت رؤية 2030، نحن نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا، لدينا قدرات ستقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل، وقد حان الوقت لبناء مجتمع عصري وإعداد أجيال تستحق أن نفخر بها.
ولو تأملنا في تعليمنا نجد أن من أهم أسباب معوقات التعليم كثرة أعداد الطلاب، وعدم تنوع مصادر التعلم بما يكفي لشد انتباه الطلاب، وكثير منهم يفقدون التركيز بعد مرور الدقائق الأولى للدرس، ولا ننسى معاناة أغلب المعلمين من تكرار شرح الدروس لأكثر من مرة، واستهلاك طاقاتهم دون حل جذري للمشكلة، خصوصا في عصر شغف أبنائنا بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الحديثة، فاختلفت الرؤية في التعليم وأصبح من الضروري تغيير نظام التعليم الحالي واستخدام وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع. ومن أبرز تلك الوسائل نظام التعليم الالكتروني، وهو نظام تفاعلي يعتمد على تقديم المحتوى التعليمي، وإيصال المهارات للطالب، وعرض المقررات الدراسية في أي وقت وأي مكان عبر شبكة الانترنت.
ومن خلال دراستي لتخصص التعليم الالكتروني بالولايات المتحدة وجدت أن التعليم القديم المعتمد على التلقين يعطي المعلومة ولا يعطي فرصة للتحليل والدراسة، بينما التعليم الالكتروني يعطي فرصة للحوار والاكتشاف والإبداع.
وكسياق آخر فقد تحول التعليم التقليدي الآن من غاية إلى وسيلة من أجل الحصول على الوظيفة، بينما التعليم الالكتروني هو وسيلة للتفكر وفتح الآفاق، ومن ثم الإبداع والإنجاز، محققا بذلك الغاية السليمة من التعليم.
لذلك وتوافقا مع رؤية المملكة 2030 دشن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى برنامج بوابة المستقبل، كإحدى مبادرات التحول الوطني 2020 المعنية بالتحول نحو التعليم الرقمي لعدة أهداف، أهمها: ضمان جودة التعليم، وتعدد مصادر التعلم وأساليب عرض المعلومة لتسهيل المتابعة وإدارة العملية التعليمية بشكل جيد من قبل جميع منسوبي العملية التعليمية، أي إنه يقوم بدور الوسيط لربط جميع أطراف العملية التعليمية من قائد ومشرف تربوي ومعلم وطالب في الوقت نفسه.
وتتمحور فكرة البوابة حول خلق بيئة دراسية تفاعلية محفزة للطالب يتم من خلالها تقديم محتوى الكتروني، بالإضافة إلى استخدام الصور، والإنفوجرافيك، والفيديو، وغرف النقاش والاختبارات الالكترونية، والتي من أهدافها ترسيخ المعلومات في الذاكرة، وتسهيل استرجاعها على الطالب في المستقبل، فعقليات أبنائنا الآن لم تعد تحتمل استيعاب الطرق التقليدية المعتمدة على حشو أذهانهم بالمعلومات، بل إكسابهم المهارات اللازمة وتنمية مداركهم العقلية وجذب انتباههم، وبالتالي زيادة قدرتهم على التركيز الذي يعد أهم مقومات النجاح.
ومعروف لدى علماء النفس التربويين أن التعلم يمر بثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى يكون الانتباه، وفي المرحلة الثانية يكون الإدراك، وفي المرحلة الثالثة يكون الفهم، وكلما زاد الانتباه زاد الإدراك، وبالتالي يزيد الفهم لدى الطالب، ويقطع حدة الموقف التعليمي الروتيني ويمنع شرود ذهن المتعلم.
أما بالنسبة للمعلم فإنه سيحل الكثير من الإشكالات لديه، بتوفير وقته وجهده وحفظ تحاضير الدروس الالكترونية للأعوام القادمة، وتطوير قدراته وتبادل الخبرات مع معلمين في مدارس أخرى، كما ستمكنه البوابة من الاطلاع على المحتويات الدراسية مع جميع المعلمين في نفس المادة الدراسية، ليتم التصويت لأفضل محتوى وأفضل شرح، وبالتالي مشاركة جميع طلاب المملكة بنفس الفائدة. كما سيتمكن قائد المدرسة والمشرف التربوي من متابعة المعلمين والاطلاع على تحاضير الدروس الكترونيا، وتقييمها عبر البوابة في أي وقت، وذلك لإدارة العملية التعليمية بشكل فعال.
وسيتمكن ولي الأمر من متابعة سلوك أبنائه والاطلاع على سجل الحضور والغياب والدرجات عبر حساب خاص به في البوابة. بالإضافة إلى أن بوابة المستقبل تضيف شرح الدروس عبر الفصول الذكية (الفصول الافتراضية)، وهي التقاء المعلم بالطلبة عن طريق غرف الكترونية في أوقات مختلفة، للعمل على شرح الدروس أو إنجاز المشاريع، خاصة في حال مراجعة المادة الدراسية مع الطلاب في فترة ما قبل الاختبارات النهائية أو في حال تعليق الدراسة لأي سبب كان، كسوء الأحوال الجوية، بمعنى أنه لن يكون هناك أي عائق للتعليم.
لذلك فإن الرسالة الأساسية من التعليم الالكتروني هي استخدام أسلوب جديد في التعليم، والتركيز على تحفيز التفكير لدى الطالب والمعلم وبناء شخصيات قادرة على التفاعل والإنجاز.
ولم يغب عن ذهني الكثير من قصص النجاح التي حققت نجاحا مميزا في المرحلتين الأولى والثانية، والإنجاز المبهر الذي قدمه الكثير من المعلمين والمعلمات من خلال تفاعلهم في البوابة، وبتعاوننا جميعا سنجعل من بلادنا نموذجا رائدا في التعليم.
ختاما، الجيل القادم لا يفكر كما كنا نفكر، ولا يلعب كما كنا نلعب، ولن يتعلم بنفس الطريقة التي تعلمنا بها، وربما ما زال البعض يتساءل: هل نحن حقا جاهزون لهذا التحول أم لا؟!
وسأجيبكم بصفتي المشرفة على المدارس المطبقة للتحول الرقمي ومن خلال النتائج التي استعرضناها. نعم نحن جاهزون لتطوير التعليم في وطننا وكما نصت رؤية 2030، نحن نتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا، لدينا قدرات ستقوم بمضاعفة دورها وزيادة إسهامها في صناعة هذا المستقبل، وقد حان الوقت لبناء مجتمع عصري وإعداد أجيال تستحق أن نفخر بها.