إلا الحرمين
أن نحظى بأن يكون الحرمان الشريفان جزءا من بلادنا فهو مغنم وشرف لا يضاهيه أي شرف.. أقدس وأطهر بقاع الأرض وأشرفها.. وأحبها وأعزها على الله وعلى عباده.. قدمنا ونقدم لهما الكثير.. ولا فخر.. كدولة وكمواطنين.. ونشرف بخدمتهما وخدمة قاصديهما وزائريهما.. ضيوف الرحمن.
الثلاثاء / 2 / ذو الحجة / 1436 هـ - 13:45 - الثلاثاء 15 سبتمبر 2015 13:45
أن نحظى بأن يكون الحرمان الشريفان جزءا من بلادنا فهو مغنم وشرف لا يضاهيه أي شرف.. أقدس وأطهر بقاع الأرض وأشرفها.. وأحبها وأعزها على الله وعلى عباده.. قدمنا ونقدم لهما الكثير.. ولا فخر.. كدولة وكمواطنين.. ونشرف بخدمتهما وخدمة قاصديهما وزائريهما.. ضيوف الرحمن. ونحن كدولة وكمواطنين لا نسلم من العيوب ولا نخلو من التقصير ولا ندعي الكمال في أي من شؤوننا وأمورنا إلا فيما يخص الحرمين.. فهما تاج البهاء ودرة العقد.. خصصت لهما الدولة منذ إنشائهما الكثير من المال والرجال، ولم تسمح ولن تسمح بأي نقص أو تقصير أو تهاون بشأنهما، ليس فقط لما يعنيان للمسلمين في كل بقاع الأرض، وإنما لما يعنيان لنا كخدام وأهل بيت، وقبل ذلك وبعده لمكانتهما وقدسيتهما وعزتهما على الله سبحانه وتعالى. ومن لا يعرف ضخامة الحرمين والأعداد الهائلة للحجاج والمعتمرين والاستعدادات الضخمة التي وضعتها الدولة وسخرتها في خدمة قاصديهما هو من يتشدق بالتقصير ويرمي بالتهم جزافا على الدولة والمسؤولين، وبأنهم بتقصيرهم وإهمالهم كانوا السبب وراء الحادث الأليم لسقوط الرافعة بالمسجد الحرام وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وهم لا يعلمون أن حادثا يؤدي إلى وفاة أو حتى إصابة شخص واحد في هذه البقعة المباركة هو أمر جلل في عرف المسؤولين، بدءا بالملك وانتهاء بأصغر عامل في الحرم.. فالحرمان وحدهما يمثلان المشروع الوحيد الذي يشرف عليه الملك شخصيا في كل مرحلة من مراحله، وعلى تفاصيل التفاصيل فيه ويتابع تنفيذه في الموقع وعلى الطبيعة، ويحاسب كل مسؤول وأي مسؤول عن أي تقصير أو تهاون يبدر منه. تعرف الدولة قدسية الحرمين ومكانتهما وتوليهما حقهما، وهما ضخمان جدا، فهما ليسا أي مسجدين أو جامعين، كما قد يتصور بعض السذج، وإنما كل منهما عبارة عن مدينة كاملة متكاملة.. ومشروع التوسعة في كل منهما عمل جبار ومنجز ضخم يستهلك طاقات وموارد لا حصر لها.. وما حصل من أعاصير تسببت في إسقاط الرافعة بالحرم المكي أوضحته قناة سي إن إن في تقرير منصف شامل واضح.. ومع كل ذلك نقول إن الخطأ وارد ولن يفلت، أيا من كان، من المحاسبة والمحاسبة العسيرة.. ومع ذلك جاء من جاء وبكل أسف من بيننا ومن أهلنا ومن أبناء هذا الوطن لينفث حقده ومرضه وغباءه بكل صفاقة، وليتهم الدولة بالإهمال والتقصير والتسيب، جهلا وسذاجة حتى قبل أن تتضح الحقائق ويعرف تماما ما حدث ويرى الصور والفيديوهات التي صورت الحادث في حينه.. والمؤلم حقا هو أن ينصفك الغريب ويتهمك ويشكك فيك ويظلمك القريب. ترفعوا يا هؤلاء واتركوا هرطقاتكم وسفهكم وسذاجتكم وعبثكم.. فكل شيء في هذا البلد يمكن التجاوز عن الخطأ فيه إلا الحرمين.