مدى.. جهودكم ذهبت سُدى!
أغرقت شوارع السعودية إعلانات الكاش لـ (مدى)، وهي خدمة تابعة لمؤسسة النقد العربي السعودي، إذ تتيح للعميل الحصول على (كاش) من أي نقطة بيع في المملكة
الاثنين / 1 / ذو الحجة / 1436 هـ - 14:15 - الاثنين 14 سبتمبر 2015 14:15
أغرقت شوارع السعودية إعلانات الكاش لـ (مدى)، وهي خدمة تابعة لمؤسسة النقد العربي السعودي، إذ تتيح للعميل الحصول على (كاش) من أي نقطة بيع في المملكة. ولتوضيح الصورة عندما تتبضع من بندة، وحسابك 50 ريالا، وأردت كاش 30 ريالا، فإنك تطلب من المحاسب أن يضيف الـ30 ليكون مجموع الحساب 80 ريالا يتم دفعها عن طريق نقطة البيع، وهي خدمة جميلة ومجانية للتاجر وللعميل. في كل زاوية تجد إعلانا لمدى، وفي كل لوحة تجد صورة لها، ولكن الإشكالية أنها لا تعطي تفاصيل للمستهلك. فمثلا: لا ندري هل هذه الخدمة مفعلة حاليا؟ أم سيتم تطبيقها بالمستقبل؟ لهذا السبب سألت صديقا يعمل في أحد البنوك السعودية عن خدمة (مدى) ومتى سيتم تطبيق فكرة (الكاش) أو (نقد) كما يسميه العاملون في مدى، ولكن ظل صاحبي مترددا لأنه لا يعلم متى ستدخل حيز التنفيذ!الصديق راشد العقيل والذي يعمل في إم بي سي، ذكر لي أنه حاول طلب (نقد) من ثلاثة محال لماركات شهيرة على مستوى الوطن، وكلهم رفضوا إعطاءه أي نقد! وهذا أدخل الكثير من الناس في لخبطة ولا يدري ما الذي يحدث فعلا. إعلانات (مدى) تملأ المكان، ولكن الجهات والشركات لا تعترف بالخدمة ولا تطبقها، والمستهلك كذلك ليس لديه أي دراية عن حيثيات القرار وعن الجهة التي تتولى تنفيذه! لا يدري المستهلك ماذا يفعل في حال رفضت إحدى الشركات إعطاءه (نقدا) إذا طلب ذلك! والجواب - كما يقول موقع مدى - أن ترفع شكوى لوزارة التجارة، لأنها الجهة المخولة لمتابعة ومعاقبة الجهات المخالفة. ولكن تطبيق وزارة التجارة لم يدرج فيه بعد خيار تابع لمؤسسة النقد! هذا إذا نظرنا لمدى من ناحية المستهلك العادي، أما من ناحية التاجر فهذه قصة أخرى. يتكرر عدم الوضوح واللبس لدى كثير من التجار واستياؤهم من النظام الجديد، وأن خدمة (النقد) سيتم أخذ الفائدة من (ظهر) التاجر، ولكن الواقع - كما يشير موقع مدى - أن هذه الخدمة مجانية للعميل وللتاجر على حد سواء، شريطة ألا يتجاوز النقد اليومي لكل عميل 400 ريال. كثير من التجار لديهم تساؤلات مشروعة تستحق النظر من مؤسسة النقد. مع بالغ الاحترام والتقدير للزملاء في (مدى) وفي (مؤسسة النقد): العمل غير احترافي و(حوسة) ويحتاج لجهة متخصصة في إدارة العمل بشكل أكثر مهنية، لتكون الصورة أكثر وضوحا ولا يكون لدى الناس هذا الكم الهائل من نقص المعلومة. حملة إعلانية ضخمة ميزانيتها بالملايين وفي آخر المطاف تذهب سدى؟