الأخوة الإسلامية في الحج

وتمضي مسيرة الحجيج بيسر وسهولة بتوفيق الله عز وجل، وأرى الحجاج وهم يتعانقون ويتعارفون ويتأمل كل واحد منهم الآخر، ومثلهم في ذلك مثل الذي يفقد صاحبه مدة وينتظر لقاءه

وتمضي مسيرة الحجيج بيسر وسهولة بتوفيق الله عز وجل، وأرى الحجاج وهم يتعانقون ويتعارفون ويتأمل كل واحد منهم الآخر، ومثلهم في ذلك مثل الذي يفقد صاحبه مدة وينتظر لقاءه. هذا هو الإسلام وهذه هي الأخوة الإسلامية التي جمعتهم في هذا الموقف وسوف تجمعهم بإذنه تعالى في مقعد صدق عند مليك مقتدر. هذا جانب والجانب الآخر أليس من منافع وآداب الحج احترام المكان والزمان لأن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه 'الحج أشهر معلومات' الآيات .. وقوله جل شأنه 'إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين' الآيات. فاحترام المكان والزمان والأدب معهما يوجب على العاكف والباد والمقيم والقادم لفريضة الحج احترام البيت الحرام والمشاعر المقدسة من عرفات ومزدلفة ومنى، ويدخل في هذه القدسية مكة المكرمة والمدينة المنورة كيف لا وهما أقدس بقعتين على وجه الأرض. ومن هذا الباب ينبغي لحجاج بيت الله العتيق التفرغ الكامل للعبادة .. من ذكر وصلاة ودعاء وطواف وقراءة للقرآن الكريم. وأما الرفث والفسوق والجدال ورفع الصوت من غير تلبية واستعمال القوة البدنية ضد الشيوخ وكبار السن والنساء وإيذاء المسلمين في الطواف والسرقة ليس هذا من منافع الحج ولكنه مناف لأعمال الحج ومن الأمور المنهي عنها شرعا لأنها تفسد هذه الفريضة العظيمة. أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول 'من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه'، إذا الحذر الحذر من مفسدات الحج ابتداء من دخول الحاج إلى مكة وانتهاء بخروجه منها بطواف الوداع. ومضة: إن للمدينتين المقدستين مكة والمدينة مكانة خاصة عند المسلمين. قال الشاعر المكي اللواء علي زين العابدين - رحمه الله تعالى-: كيف (أم القرى) يجلجلها النور فتغفو على السلام هنية كيف في جرول هدوء الليالي كيف أجياد والمصافي النقية كيف أحد كيف العقيق وبدر حيث شع الهدى على البشرية