مهرجان التمور في طرابزون!
سنابل موقوتة
الاحد / 13 / شعبان / 1439 هـ - 21:45 - الاحد 29 أبريل 2018 21:45
قبل بضع سنوات تعد على ثلاث أصابع كان موضوع «الهجرة الجماعية» للسعوديين في أوقات الإجازات مهما قصرت مادة خصبة للسخرية وتأليف النكات. والجميع ـ دون استثناء ـ كان يعتقد أن تلك «الهجرات» لدول الجوار تعني ببساطة أن السعوديين لا يجدون في السعودية ما يقنعهم بالبقاء وقضاء إجازاتهم داخل السعودية في حال توفرت لديهم القدرة على مغادرتها ولو لبضعة أيام.
الجميع كان يسافر، ويبحث عن شيء من «المتعة» خارج الحدود، ومن جميع التيارات والاتجاهات والمشارب. حتى إن بعض المدن في دول أخرى تتحول إلى مدن سعودية. لدرجة أني توقعت ـ على سبيل المثال ـ مشاهدة مهرجان التمور في قادم الأيام في مدينة طرابزون التركية.
الكل كان يؤمن بوجود المشكلة، لكن المشكلة الأخرى كانت الخلاف على الحلول، مع أنه لا يوجد سوى حلين لا ثالث لهما ـ حسب رأيي بالطبع ـ الأول هو العمل على أن يجد السعوديون ما يغريهم بالبقاء في السعودية، والحل الآخر المتاح هو منعهم من السفر مع عدم تغيير أي شيء على أرض الواقع.
لا أظن أنه يوجد حل ثالث يضمن أن يقضي كثير من السعوديين إجازاتهم في السعودية. الحل الثاني يبدو غير منطقي ويمكن اعتباره حلا تخيليا ساخرا لا أكثر، لولا أن «بعض» الذين كانوا يمتعضون من الهجرة لا يرضيهم الحل الأول أيضا.
وأظن ـ والله أعلم ـ أن فكرة مهرجانات شد الحبل واستضافة أطول رجل وأقصر رجل لم تعد تعجب أحدا ممن يبحثون عن الترفيه في أوقات فراغهم.
وأنا ـ والحمد لله أني أنا ـ لا أهاجم أحدا ولا أدافع عن أحد، لكني أريد أن أفهم فقط، ماذا يريد بالتحديد من ينتقد المشاريع التي تهدف إلى إقناع السعودي بالبقاء، وهو الذي لا يجد حرجا في شد الرحال إلى أماكن مماثلة شرقا وغربا دون أن يرف له جفن أو أن يعتبر ذلك طريقا للضياع وطمس هوية الأمة!
ولعل الكلام في حد ذاته حول هذا الأمر باب من أبواب الترفيه المباح، فالدولة فيما يبدو ماضية في طريقها ومتجهة نحو أهدافها دون أن تلتفت كثيرا لهواة الاحتجاج على أي شيء، وهذا يعني أن غياب «الديموقراطية» قد يكون له محاسن في بعض الأحيان.
وعلى أي حال..
كثير ممن ينتقد برامج الترفيه يحسبون على جماعة «أحب الصالحين ولست منهم» وأنا أحترم آراءهم، ولا أجد في توجههم مشكلة، لكني أحب «المترفهين ولست منهم»، فلم أكن أسافر سابقا ولا أعتقد أني سأسافر لاحقا، وترفيهي لا يكلف الدولة أي شيء، وكل ما أحتاجه لأقضي يوما سعيدا لا يتعدى شاشة تلفزيون أشاهد فيها مباريات كرة القدم وبعض الأفلام، وكتابا أقرأ منه الصفحة الأولى وأؤجل ما تبقى منه حتى يتعطل التلفزيون.
@agrni
الجميع كان يسافر، ويبحث عن شيء من «المتعة» خارج الحدود، ومن جميع التيارات والاتجاهات والمشارب. حتى إن بعض المدن في دول أخرى تتحول إلى مدن سعودية. لدرجة أني توقعت ـ على سبيل المثال ـ مشاهدة مهرجان التمور في قادم الأيام في مدينة طرابزون التركية.
الكل كان يؤمن بوجود المشكلة، لكن المشكلة الأخرى كانت الخلاف على الحلول، مع أنه لا يوجد سوى حلين لا ثالث لهما ـ حسب رأيي بالطبع ـ الأول هو العمل على أن يجد السعوديون ما يغريهم بالبقاء في السعودية، والحل الآخر المتاح هو منعهم من السفر مع عدم تغيير أي شيء على أرض الواقع.
لا أظن أنه يوجد حل ثالث يضمن أن يقضي كثير من السعوديين إجازاتهم في السعودية. الحل الثاني يبدو غير منطقي ويمكن اعتباره حلا تخيليا ساخرا لا أكثر، لولا أن «بعض» الذين كانوا يمتعضون من الهجرة لا يرضيهم الحل الأول أيضا.
وأظن ـ والله أعلم ـ أن فكرة مهرجانات شد الحبل واستضافة أطول رجل وأقصر رجل لم تعد تعجب أحدا ممن يبحثون عن الترفيه في أوقات فراغهم.
وأنا ـ والحمد لله أني أنا ـ لا أهاجم أحدا ولا أدافع عن أحد، لكني أريد أن أفهم فقط، ماذا يريد بالتحديد من ينتقد المشاريع التي تهدف إلى إقناع السعودي بالبقاء، وهو الذي لا يجد حرجا في شد الرحال إلى أماكن مماثلة شرقا وغربا دون أن يرف له جفن أو أن يعتبر ذلك طريقا للضياع وطمس هوية الأمة!
ولعل الكلام في حد ذاته حول هذا الأمر باب من أبواب الترفيه المباح، فالدولة فيما يبدو ماضية في طريقها ومتجهة نحو أهدافها دون أن تلتفت كثيرا لهواة الاحتجاج على أي شيء، وهذا يعني أن غياب «الديموقراطية» قد يكون له محاسن في بعض الأحيان.
وعلى أي حال..
كثير ممن ينتقد برامج الترفيه يحسبون على جماعة «أحب الصالحين ولست منهم» وأنا أحترم آراءهم، ولا أجد في توجههم مشكلة، لكني أحب «المترفهين ولست منهم»، فلم أكن أسافر سابقا ولا أعتقد أني سأسافر لاحقا، وترفيهي لا يكلف الدولة أي شيء، وكل ما أحتاجه لأقضي يوما سعيدا لا يتعدى شاشة تلفزيون أشاهد فيها مباريات كرة القدم وبعض الأفلام، وكتابا أقرأ منه الصفحة الأولى وأؤجل ما تبقى منه حتى يتعطل التلفزيون.
@agrni