لماذا الجميلة بلا حظ؟
الأميرة الراحلة ديانا سبنسر التي سحرت العالم وفتنته بجمالها وأناقتها وأنوثتها ورقتها وعفويتها، وقبل ذلك بإنسانيتها، تأتي الذكرى 18 لوفاتها وما زالت أميرة القلوب بلا منازع
السبت / 28 / ذو القعدة / 1436 هـ - 16:15 - السبت 12 سبتمبر 2015 16:15
الأميرة الراحلة ديانا سبنسر التي سحرت العالم وفتنته بجمالها وأناقتها وأنوثتها ورقتها وعفويتها، وقبل ذلك بإنسانيتها، تأتي الذكرى 18 لوفاتها وما زالت أميرة القلوب بلا منازع. أذكرها في زمن كانت الفجوة فيه كبيرة بين الشرق والغرب، فكانت نظرتهم لنا دونية، ونظرتنا لهم مليئة بالكراهية. وكنا نتعلم أنه لا يجوز حبهم أو حتى الإعجاب بهم أو مديحهم أو الاغترار بحضارتهم والافتتان بتقدمهم. إلا أن هذه الراحلة استطاعت كسر ما تعلمناه وتجاوز ما آمنا به، فعشقناها حتى الثمالة، وتتبعنا أخبارها في زمن لم يكن من السهل الحصول فيه على الأخبار. وهذا لم يأت من فراغ، فقد كانت أول من ارتدى الحجاب من أهل السياسة وزار المساجد الإسلامية، في زمن لم يكن هذا مألوفا. لقد استطاعت ـ برأيي ـ تقريب المسافة بين الشرق والغرب بقدر ما تستطيع مما تملكه، ولو كانت في هذا الزمن لاستطاعت فعل الكثير. غير أن الحديث عنها يشير دائما إلى تعاستها ودموعها وأحزانها؛ و يطرح هذا السؤال الدائم: لماذا الحظ والجمال عند النساء لا يجتمعان! ومنذ قديم الزمان كثرت القصص والأمثال التي تؤكد على أن الحظ ـ غالبا ـ بجانب الأقل وسامة ولفتا للنظر، من شبيهات القمر. ولعل ذلك يعود للإنصاف الرباني، فكمال الحياة لا يكون، ومثالية الأحداث غير ممكنة، فتعطى شيئا لتحرم آخر. كما أن الجميلة تهواها قلوب كثيرة، فقط لجمالها والذي سينتهي بريقه مع أول خلاف، أما قليلة الوسامة فإنه سيختارها لأنه أحب روحها أو شيئا من صنيعها، والذي بدوره يحافظ على مكانتها لديه، لأنه بني على جوهر لا مظهر. إضافة إلى أن الجميلة ليس عليها الاجتهاد لتكون مثقفة أو خلوقة أو ربة بيت جيدة، لأن الخطاب سيكثرون من طرق بابها دون حاجتها لإتقان شيء مما سبق. لهذا قد لا تكون مهيأة كما غيرها التي تسعى لنيل إعجاب زوجها، لأنها لا تملك القدر الكافي من الجمال الذي يجعله يستحسنها بمجرد النظر إليها. كما أن الجمال مدعاة للغرور والاستعلاء وهذا أكثر ما يمقته الرجل، وإن نجت من الغرور فقد لا تنجو من إهمالها لكثير من الأشياء التي ترى أنها في غنى عنها. كما أن الجميلة محط إعجاب الكثيرين الذين يهوون الوصول إليها، مما قد يوقعها في كثير من المتاعب والمشاكل التي تحول حياتها إلى جحيم. بالتأكيد لا أعمم لكن يبقى الجمال مطلبا وإن كثرت سلبياته، ويظل متصدرا لأهواء الرجال وإن خسروا بسببه الكثير، ويظل أول اهتمامات أهل العريس وهم يبحثون لابنهم عن عروس..وكما قيل قديما الزينة حظها شين والشينة حظها زين..لهذا ربما تمنت الجميلة أن تكون أقل جمالا، والأقل وسامة أن تكون أكثر جمالا..!