الكتابة على الجدران لغة تواصل بين المراهقين

لا نقول إنها «شقاوة مراهقين» بقدر ما تتمحور في آلية للتواصل بينهم من خلال الكتابة على الجدران، ففي مرحلة المراهقة لا تعوزهم الحيلة في ابتكار كل ما يبغونه ليطوعوه لخدمتهم، فلا يستعصي على هذه الشريحة أبدا منالا وهدفا طالما كان الإقدام على كل شيء هو منهجهم في الحياة، أوجدوا الكتابة على الجدران كلغة تواصل بينهم وكمتنفس لطاقاتهم الهائلة وللتعبير عن ذواتهم نتيجة لدوافع بيئية ونفسية واجتماعية ولتفريغ الضغوط المتكالبة عليهم حتى يقولوا للمجتمع الذي يحسبونه أنه لم يعرهم اهتماما إننا ها هنا موجودون

لا نقول إنها «شقاوة مراهقين» بقدر ما تتمحور في آلية للتواصل بينهم من خلال الكتابة على الجدران، ففي مرحلة المراهقة لا تعوزهم الحيلة في ابتكار كل ما يبغونه ليطوعوه لخدمتهم، فلا يستعصي على هذه الشريحة أبدا منالا وهدفا طالما كان الإقدام على كل شيء هو منهجهم في الحياة، أوجدوا الكتابة على الجدران كلغة تواصل بينهم وكمتنفس لطاقاتهم الهائلة وللتعبير عن ذواتهم نتيجة لدوافع بيئية ونفسية واجتماعية ولتفريغ الضغوط المتكالبة عليهم حتى يقولوا للمجتمع الذي يحسبونه أنه لم يعرهم اهتماما إننا ها هنا موجودون «مكة» بادرت بطرح القضية على المختصين وأصحاب الرؤية علّها تسبر غور هذه الظاهرة الشبابية التي تتخذها فئة المراهقين منطلقا للتعبير عن المشاعر والأحاسيس الإنسانية والمعاناة المكبوتة بين جوانحها في البدء اعتبر عميد شؤون الطلاب بجامعة الجوف الدكتور هزاع الفويهي أن هذه الظاهرة تفصح عن صعوبة بالغة في التعبير عن الذات ومعاناتها بصورة طبيعية وهذا يعني أن المراهق يجد صعوبة في التعبير عن الرأي للآخرين بالطرق التقليدية أو عدم القدرة على التكيف داخل البيئة التي يعيش بها، أو لتدني المستوى الثقافي لدى هذه الفئة أو كمحاولة للنيل من الآخرين وأشار إلى أن الظاهرة لا يقتصر انتشارها في المدرسة فحسب بل نرى أن المدن قد امتلأت مبانيها وأسوارها بأنواعها المختلفة من الكتابات والرسومات، فتظهر مواهب الطلاب على تلك الجدران، فيشبعون هواياتهم عليها، أو يعبرون عن القلق أو الاكتئاب وتنفيس المكبوتات والضغوط النفسية والنزعة إلى تأكيد الذات والتعبير عن الإرادة ونقل مشاعر العاطفة والحب، ويظهر ذلك بصورة أكثر على جدران مدارس البنات، ومن أقوى الدوافع توصيل رسالة للآخرين عبر الجدران تأكيدا للذات أمام الأقران وأشار الفويهي إلى أن بداية العلاج تبدأ من داخل المدرسة، مشيرا إلى أهمية كتابة عبارات إرشادية توضع في أماكن بارزة تبين أضرار هذا السلوك وتوزيع مطويات خاصة بهذه الظاهرة واستغلال الطابور الصباحي للتحذير منها وطرح المقارنة بين بيئة خالية من الكتابات وتلك المشوهة ووضع جوائز للصفوف النظيفة وقال مشرف التوجيه والإرشاد بتعليم القصيم الأستاذ عبدالله الحميدة إن الظاهرة قضية اجتماعية بيئية تربوية وتكثر في حي دون حي وتظهر على شكل ألفاظ وتعليقات ساخرة وتعابير عن مشاعر إيجابية أو سلبية يحاول كاتبها تجسيدها على جدران المساجد أو المدارس أو المنازل أو المواصلات أو غيرها وأوضح الحميدة أن هناك أسبابا منها دافع ملء أوقات الفراغ لدى بعض الشباب المنقطعين عن الدراسة ووجود تربية خفية سلبية، ويقصد بها التربية الأسرية أو الاجتماعية التي لا توضح سلبية مثل هذه الممارسات وينشئ الناشئ كجزء من سلوكه وثقافته على اعتبار أن هذه سلوكيات طبيعية منذ الصغر وغياب المربي فضلا على ضعف الوازع الديني وأشار الحميدة إلى أن علاج هذه الظاهرة يستوجب تضافر الجهود بين المدرسة والمنزل والمسجد والجهات الحكومية جميعا، مقترحا توعية الأسر بالأساليب التربوية المناسبة وتخصيص مراكز شبابية بغرض استثمار أوقات الفراغ وتكوين جمعيات أو لجان في الأحياء السكنية وذلك بغرض تكاتف أهل الحي وافتتاح النوادي الرياضية المناسبة وتفعيل الجانب الإعلامي و فتح المنابر الثقافية مثل الصحف والمجلات أمام الشباب للتعبير عن آرائهم وتخصيص أماكن مخصص للكتابة في بعض الميادين العامة واعتبر مدير ثانوية جعفر الطيار بطريف الأستاذ محمد جازم الرويلي أن السبب وراء هذه الظاهرة هو الصراعات الداخلية التي يعيشها شبابنا ما بين الـ12 والـ19 وهي إما صراعات مع العائلة وعدم تلبية رغباتهم، أو مجتمع الأصدقاء المحيط بهم، والإسقاطات التي يتبادلونها، فيلجأ المراهق إلى تفريغ انفعالاته بالكتابة على الجدران وتكون نوعية الكتابة آهات وحنينا وأماني أو ردة فعل لكتابة من شخص بعيدا عن أعين الناس