سقوط رافعة يخلف عشرات الشهداء في الحرم
استشهد عشرات الحجاج والزائرين في حادثة في الحرم المكي بعدما اقتلعت عاصفة ورياح شديدة، ضربت مكة المكرمة عصر أمس ، رافعة فسقط جزء منها على الطائفين في صحن المطاف.
السبت / 28 / ذو القعدة / 1436 هـ - 01:00 - السبت 12 سبتمبر 2015 01:00
استشهد عشرات الحجاج والزائرين في حادثة في الحرم المكي بعدما اقتلعت عاصفة ورياح شديدة، ضربت مكة المكرمة عصر أمس ، رافعة فسقط جزء منها على الطائفين في صحن المطاف. وأعلنت إحصاءات أولية لإدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة عن 87 وفاة و184 إصابة على الأقل. وفيما استنفرت كل الجهات الحكومية في مكة ورفعت المستشفيات حالة التأهب للون الأحمر، أحضرت أمانة العاصمة المقدسة أكبر سيارة لنقل الموتى تتسع لنحو 25 جثمانا. وجاءت الحادثة بعد يوم من إيقاف العمل في الحرم إلى ما بعد الحج، وقرار المقاول الإبقاء على النظافة ورفع المخلفات وتعزيز وسائل السلامة.
.. وولي العهد يتابع منذ لحظة السقوط
تابع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي منذ لحظة وقوعها، حسبما قال المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد المنصوري.
توفي 87 شخصا وأصيب نحو 184 أمس جراء سقوط رافعة في المسجد الحرام بسبب ارتفاع سرعة الرياح المصحوبة بالأمطار التي شهدتها العاصمة المقدسة، وهرعت على إثره 15 فرقة للدفاع المدني على الفور لمباشرة الحادث، جنبا إلى جنب مع فرق البحث والإنقاذ السعودي والشؤون الصحية والهلال الأحمر. ووجه مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب حادث سقوط الرافعة والرفع بنتائجها عاجلا. وأوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام بمنطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري أن أمير منطقة مكة يتابع مع الجهات المختصة الحادث، لافتا إلى أن الأمير خالد الفيصل وجه جميع الجهات ذات العلاقة بتوفير كل الدعم للمصابين وتقديم العلاج لهم. وقبل الفاجعة بيوم قرر مقاول مشروع توسعة الحرم إيقاف أعمال التوسعة موقتا وفق خطاب حصلت «مكة» على نسخة منه، يفيد بإيقاف الأعمال بجميع المواقع بمشروع توسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة به وإخطار جميع مديري المشاريع قبل يومين تحديدا بالإيقاف والسماح فقط بأعمال النظافة ورفع المخلفات وأعمال الطوارئ والسلامة. وأوضحت مصادر لـ»مكة» أنه تم نقل المتوفين والمصابين عبر جهات عدة إلى مستشفيات العاصمة المقدسة عبر الهلال الأحمر والشؤون الصحية قبيل صلاة المغرب نتيجة سقوط رافعة ضخمة في الساحة الشرقية للمسجد الحرام من جهة الغزة ووقوع الوفيات والإصابات في المطاف نظرا لارتفاع الرافعة الشاهق، والتي ما زالت على وضعية الميلان ومستندة على المسعى. وباشر المدير العام للدفاع المدني الفريق سليمان العمرو الحالة مع قوات إنقاذ وإسعاف وإطفاء نقل الحالات ومباشرة ما بعد السقوط وأثنائه، حيث صاحب سقوط الرافعة ارتفاع في سرعة الرياح والتي قدرتها هيئة الأرصاد وحماية البيئة بأنها نشطة ومرتفعة مع كمية من الغبار والأتربة. وعلى إثر ذلك أعلنت الشؤون الصحية حالة استنفار واسعة على جميع مستشفياتها وأطلقت الحالة الحمراء وهو ما دفع بالجهات الأمنية إلى منع فوري لدخول المركبات إلى داخل المنطقة المركزية والسماح فقط لسيارات الأمن والسلامة وتخصيص الطرق الرئيسة من المسجد الحرام طرق إسعاف لنقل المصابين والحالات الحرجة نتيجة سقوط الرافعة. وجندت قوات أمن الحرم كل إمكاناتها واستعداداتها للتعامل مع الحادث وسط وصول 40 سيارة إسعاف للهلال الأحمر السعودي وانقطاع كامل للكهرباء في منطقة الغزة وسقوط مظلات، وفرض طوق أمني على منافذ المركزي لفك الاختناقات المرورية وتحويلها بعيدا عن المركزية.
68 فرقة تباشر موقع الحدث
باشرت فرق الهلال الأحمر السعودي حالة سقوط الرافعة المتحركة في الحرم المكي بأكثر من 68 فرقة إسعافية، وتم تسجيل وصول أول فرقة إسعافية بعد ثلاث دقائق من البلاغ الذي ورد غرفة العمليات في تمام الساعة 5:19 مساء. وأكد مدير عام الإدارة العامة للحج والعمرة الدكتور خالد الحبشي، أنه تم نقل 49 حالة مصابة جراء سقوط الرافعة للمستشفيات القريبة من الحرم المكي، بالإضافة لمعالجة عدد من الحالات التي كانت إصابتها طفيفة ولا تستدعي النقل. وأشار الحبشي إلى أنه تم الاستعانة بفرق إسعافية من المراكز الموجودة بمكة المكرمة وجدة والطائف وعرفة، للتدعيم والمساندة، بالإضافة إلى الفرق الموجودة في نقاط الفرز على باب علي وباب المروة والشبيكة وباب السلام في الحرم المكي، يأتي ذلك في إطار حرص الهلال الأحمر والاستعداد لأي ظرف طارئ خارج عن الإرادة. وأضاف »رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله كان على اتصال دائم مع القيادة المركزية بمكة المكرمة وتابع الحدث لحظة بلحظة، ووجه باستيعاب جميع الحالات من خلال مباشرة الفرق الإسعافية والكوادر الطبية ونقل المصابين«.
نقل 75 حالة بثلاجات عملاقة تعمل للمرة الأولى
أخرج حادث سقوط رافعة الحرم المكي آليات احتياطية لم تشهدها شوارع مكة مسبقا، ولا الحالات التي تم إسعافها في مختلف الحوادث، إذ أرسلت إدارة التجهيز بأمانة العاصمة المقدسة ثلاجات عملاقة مخصصة لنقل جثامين الموتى توقفت وسط الساحة الشرقية لنقل 25 جنازة في وقت واحد، في الوقت الذي تنقل فيه بقية الإسعافات حالة واحدة من بين كل الحالات المصابة والمتوفاة في الحادث. وأوضح مدير إدارة التجهيز المهندس عبدالله عقيل لـ»مكة»، أن الثلاجات الـ3 التي حضرت أمس لنقل الجثامين تتسع كل واحدة منها لـ25 سريرا لنقل المتوفين إلى مجمع الطوارئ بالمعيصم، حيث توجد هناك ثلاجات معدة لمثل هذه الحالات. وأبان عقيل أن إدارة التجهيز دفعت بـ10 إسعافات إضافية للثلاجات تتسع كل سيارة منها لحالتين من الوفيات، مبينا أنه بعد نقل الحالات إلى مجمع الطوارئ تعمل الجهات المختصة على فرزها والتعرف عليها، بالإضافة إلى التعامل مع كل حالة بحسب وضعها المناسب قانونيا، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة من وزارة الصحة ووزارة الحج وغيرها. ونوه عقيل إلى أن الثلاجات خرجت للعمل للمرة الأولى، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لأي طارئ، الأمر الذي مكنها من مساعدة الجهات الحكومية في موقع الحادث لنقل الحالات في وقت قياسي رغم تجاوز أعدادها العشرات.
صحة مكة تنفي نقص الدم بمستشفياتها
نفى الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة عبدالوهاب شلبي أي نقص للدم في مستشفيات العاصمة المقدسة، موضحا أن الدم متوفر بكميات كبيرة فيها، جاء ذلك بعد إطلاق بعض الأشخاص حملة هاشتاق للتبرع بالدم لمصابي حادثة الحرم. وأكد شلبي لـ»مكة« أن وحدات الدم في المستشفيات بلغت 2000 وحدة، كما أنها دعمت بـ340 وحدة دم إضافية في المستشفيات، مما يعني توفر الدم للمصابين المحتاجين لنقل الدم وعدم نقصه، لافتا إلى أنه تم رفع حالة الطوارئ بمستشفيات العاصمة المقدسة وتم استدعاء عدد من الكوادر الطبية من جدة والطائف للمشاركة في علاج الحالات المحولة إلى المستشفيات. وأبان شلبي في حديثه لـ»مكة« أن مستشفى أجياد استقبل الحالات الطارئة، وتم تحويل عدد منها إلى مستشفيات الملك عبدالعزيز بالزاهر والملك فيصل بالششة والنور.