سري للغاية.. ملاحدة العرب

ليس من الشجاعة العلمية تجاهل اهتزاز ثقافي يحدث في أحد مكونات هذا المجتمع بشقيه العربي والمحلي

ليس من الشجاعة العلمية تجاهل اهتزاز ثقافي يحدث في أحد مكونات هذا المجتمع بشقيه العربي والمحلي. ظاهرة الإلحاد تنمو بشكل متزايد في دول عربية بما فيها السعودية، صحيح أنه لا يوجد رقم معتمد أو نسبة مبنية على دراسة علمية، لكن تظل هذا الحالة في تكاثر بمناطق مختلفة: القاهرة وبيروت والرباط والخرطوم والقصيم وجدة والشرقية وتبوك وصولا للخميس! هم مجموعة من الشباب والشابات، في بعض الأحيان لهم لقاء أسبوعي سري للغاية، وفي أحيان أخرى مجرد قروبات واتس اب. الخطورة تكمن أن الغالبية الساحقة من هؤلاء حاصلة على تعليم جيد، وربما تلقى بعضهم تعليمه - في الحالة السعودية - خارج الوطن في بعض دول الابتعاث. ملحد مصري أو لبناني أو سعودي كان مسلما والآن لا يؤمن أن هناك ربا، فلا يصلي ولا يصوم وليس في قاموسه بعث ولا حياة ولا نشور! الغالب في هذه التجمعات أن تأثرها السريع بهذا الفكر ليس ناتجا عن قناعة بأدبيات الإلحاد، بقدر ما هو جهل (بالإسلام) وتركيبته الفلسفية، حتى إن المتابع يشك هل القناعة الإلحادية هي بالفعل عملية ناتجة عن إدراك وبحث فلسفي عميق، أم انتقام لواقع لم يستطيعوا التعامل معه أو فهمه! القضية خطيرة جدا وهي أشد خطورة لدى الشابات، وليس عبثا أن الكتب الخمسة الأكثر مبيعا في مكتبة محلية شهيرة اثنان منها يناقشان قضية الإلحاد في المملكة! وهذا يدفعنا لأن نأخذ الموضوع بجدية وندرك التحدي. كثير من الملحدين يقع في شَرَكِه لأنه أصبح أسيرا لعقدة (التقدم العلمي)، ولكن هناك أشياء كثيرة حولنا ليس بالضرورة أن نسلم بها، ولو كانت تحظى بقبول علمي يا صديقي! ستيفن واينبيرق عالم فيزيائي كبير وفائز بجائزة نوبل، ومع هذا يقول: نظرية الانفجار الكبير والبق بانق تظل مبنية على شواهد وظنون، وبكل تأكيد لا يمكننا الجزم بصحتها، بالرغم من انتشار هذه النظرية والقبول الواسع الذي تحظى به! الوطن بالمقابل ينبغي ألا يلتزم الحياد وهو يرى المئات من أبنائه وبناته في طابور التشتت الفكري، ورحلة التيه والبحث عن الذات، والواجب الديني والوطني يتضاعف على (مركز الأمن الفكري) الذي أنشأه الوزير الجديد عزام الدخيل، ليكون نبراسا يستدل به التائهون هنا وهناك. ومن أطرف وألطف الردود أن أحمد ديدات سأله ملحد ذات مساء: ما هو شعورك لو مت واكتشفت أن الآخرة كذب؟ فقال ديدات: ليس أسوأ من شعورك إذا مت واكتشفت أن الآخرة حقيقة!! m.hathut@makkahnp.com