اسمع مني وناقشني..
لقد أكرم الله تعالى الإنسان عن باقي مخلوقاته بعدد من المزايا، منها الحواس الخمس التي تتكامل عند بني البشر ويظهر بعضها عند الحيوانات، ولكن الله تعالى ميز الجنس البشري بنعمة العقل عن باقي مخلوقاته، فعودة إلى العصور القديمة نجد أن الحيوان أقوى من الإنسان، ولكن بنعمة العقل تغلب الإنسان على الكائنات المفترسة، فما بالنا ونحن في عصور متقدمة ومتطورة أهملنا هذه الخاصية، فبدلا من أن نحرك عقولنا عطلناها وجعلنا غيرنا يفكر عنا ويقرر مصيرنا؟ما نعانيه الآن من ضياع فكري لبعض الأحداث عندنا يعود برأيي لتعطيل هذه الخاصية، وكذلك لإهمال البيت والأسرة والمدرسة والمسجد لتنمية هذه القدرة لدى الأبناء في سن مبكرة! ففي البيت الأبناء ينفذون الأوامر فقط ولا يشاركون فيها! وفي المدرسة يستمعون ولا يناقشون! وفي المسجد يحفظون ولا يفهمون!فالناتج واحد
الثلاثاء / 24 / ذو القعدة / 1436 هـ - 13:45 - الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 13:45
لقد أكرم الله تعالى الإنسان عن باقي مخلوقاته بعدد من المزايا، منها الحواس الخمس التي تتكامل عند بني البشر ويظهر بعضها عند الحيوانات، ولكن الله تعالى ميز الجنس البشري بنعمة العقل عن باقي مخلوقاته، فعودة إلى العصور القديمة نجد أن الحيوان أقوى من الإنسان، ولكن بنعمة العقل تغلب الإنسان على الكائنات المفترسة، فما بالنا ونحن في عصور متقدمة ومتطورة أهملنا هذه الخاصية، فبدلا من أن نحرك عقولنا عطلناها وجعلنا غيرنا يفكر عنا ويقرر مصيرنا؟ما نعانيه الآن من ضياع فكري لبعض الأحداث عندنا يعود برأيي لتعطيل هذه الخاصية، وكذلك لإهمال البيت والأسرة والمدرسة والمسجد لتنمية هذه القدرة لدى الأبناء في سن مبكرة! ففي البيت الأبناء ينفذون الأوامر فقط ولا يشاركون فيها! وفي المدرسة يستمعون ولا يناقشون! وفي المسجد يحفظون ولا يفهمون!فالناتج واحد..جيل ليس لديه قدرة على تحليل الأمور، ولا على فهم الواقع، ويكون صيدا سهلا لمجرد وقوعه بيد شخص يمارس نفس الطريقة ولكن بمميزات أكثر، فقط يجلس ويحمل جوالا بيده ويستمع لشخص يبعد عنه مئات أو آلاف الكيلومترات ويتأثر بفكره، فقط لأنه كان نتاج مدرسة فكرية جامدة..لم تنم لديه قدرة التحليل والتميز بين الخطأ والصواب. ويستغل دائما أصحاب الفكر الضال هذه النوعية ويحركونهم بالريموت كنترول، وذلك تجلى بعدد من العمليات الإرهابية، وأكبر شاهد ما حدث بتفجير مسجد الصادق بدولة الكويت الشقيقة من قبل مراهق حرك بهذه الطريقة. يستغلون أيضا فئة عمرية معروفة لم يتبلور الفكر عندها أو يكتمل النمو الذهني لديها، وخاصة من أعمارهم بين 15و 21 سنة، من الذين تتحرك لديهم العاطفة قبل العقل. يتلاعبون أيضا بالمؤثرات الصوتية الحزينة أو الأناشيد التي تدعو للقتال والبطولة، حسب وجهة نظرهم، مستغلين بذلك مدى تأثير الصوت والصورة على هذه الفئة العمرية. يفسرون النصوص الدينية حسب فهمهم ويعرضونها عليهم كمادة جامدة غير قابلة للتغيير أو حتى المناقشة، فمثلا ما بينك وبين الجنة والحور العين إلا كبسة زر، وأن عشرات الحور العين بانتظارك بعدها، وبل يقنعونهم بالاستعجال إلى لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك حسب زعمهم الباطل. فمتى يكون أبناؤنا محصنين من هذه الفئات الضالة التي دمرتهم وألقت بهم ما بين قتيل وسجين؟ الإجابة: عندما ننمي لديهم القدرة على السماع والفهم والتحليل في سن مبكرة، بحيث لا يكونون مستمعين فقط ومنفذين للأوامر دون الفهم. المسؤولية حسب وجهة نظري تقع على البيت والأسرة أولا، وعلى مناهج التعليم والمدارس التقليدية ثانيا، والمسجد الذي يجب أن تهتم السلطات بمراقبة القائمين عليه ومعرفة توجههم. نعم يا بني..استمع مني ولكن ناقشني واسألني لماذا؟ ولديك الحرية باتخاذ قرارك وقبول فكرتي أو رفضها.