صلاة الجنازة على العائن تبطل الحسد
ليس ثمة رابط بين صلاة الجنازة والتخلص من عين الحسود التي تصيب الأشخاص، سوى أن «الغريق يتعلق بالقشة»، ولعل العامل الروحي الذي كان وراء هذه الأسطورة الشعبية هي الاشتراك في الموت، فالعين حق وتدخل القبر، والمتسبب فيها شخص «حسود له قدرة على نفث الحسد فيما يعجب فيه فيصيبه»
الاحد / 22 / ذو القعدة / 1436 هـ - 14:30 - الاحد 6 سبتمبر 2015 14:30
ليس ثمة رابط بين صلاة الجنازة والتخلص من عين الحسود التي تصيب الأشخاص، سوى أن «الغريق يتعلق بالقشة»، ولعل العامل الروحي الذي كان وراء هذه الأسطورة الشعبية هي الاشتراك في الموت، فالعين حق وتدخل القبر، والمتسبب فيها شخص «حسود له قدرة على نفث الحسد فيما يعجب فيه فيصيبه». ولجأ أناس في مجتمعات عربية كثيرة بإقامة صلاة الجنازة على شخص يعتقدون أنه العائن/النضال الذي أصاب ابنهم، وجعله طريح الفراش، ولا يقوى على فعل أي شيء، لأنه رآه متفوقا أو ذا إطلالة جميلة بين أقرانه في المدرسة، والصلاة هذه تقام عليه غائبا أو حاضرا بينهم أو هو نائم، والتخيل النفسي أن عين العائن سيبطل تأثيرها أو يتحجم بمجرد سماع تكبيرات الجنازة الخمس، فالمصلون مسلمون طاهرون من لوثة الحسد والبغض، على العكس من الرجل الذي ملئ قلبه حقدا وحسدا، وهذه التكبيرات من شأنها تقييد حركة عيونه وتطهير نظراتها، طبعا الأسطورة صبغت بطابع ديني، وموروث قوي وحزين، ولا تؤدى إلا في أوقات معينة بدون تحديد زمن زوالي أو غروبي. والصلاة ليست مرتبطة بمرض أحد، بل حتى سكان الحي إذا اشتهر بينهم أن فلانا «عائن» يمارسون عليه الطقوس دون علمه كـ»ضربة استباقية»، ولكن الرافضين للخرافة يردونها بدليل شرعي ونقلي، إذ لا دليل على صحة هذا العمل، وكذلك فإن نفس العائن لا تزال على ما هي عليه من الشر والحسد، فلا يزول أثرها ما دامت الروح في الجسد إلا أن يشاء الله، فكونهم يشبهونه بالميت لا يعد تشبيها واقعيا ولو ادعوا التجربة وحصول التأثير، فإن ذلك وإن حصل به نفع أو تخفيف فإنه غير مطرد. والتخلص من أثر العائن لا يتوقف بصلاة الجنازة، بل يؤخذ من ثوبه ومتاعه، ثم يحرق دون علمه، ويكون التأثير أكثر إذا أخذ من تراب بيته الذي يمشي عليه، فباعتقادهم أن ذلك سيؤدي لشفاء وإزالة العين والحسد، وهذا مشابه لما يقوم به السحرة من إطلاق البخور واستخدامها في الطلاسم والتمائم السحرية، كما يؤكد مختصون.