السينما والقيس والأهازيج تضيء حارة السادة
تبعد حارة السادة عن الحرم المكي الشريف نحو 900 متر، فهي من أقدم الحارات المكية التي دخلتها عوائل من وادي فاطمة لتتمركز داخل تلك الحارة، واختارت تسميتها على اسم شيخهم لتكون لهم بصمة على مر السنين
الخميس / 20 / جمادى الآخرة / 1436 هـ - 16:15 - الخميس 9 أبريل 2015 16:15
تبعد حارة السادة عن الحرم المكي الشريف نحو 900 متر، فهي من أقدم الحارات المكية التي دخلتها عوائل من وادي فاطمة لتتمركز داخل تلك الحارة، واختارت تسميتها على اسم شيخهم لتكون لهم بصمة على مر السنين. من الدوح للسادة بدأت حارة السادة عندما نزح سكان وادي فاطمة من قرية الدوح الكبير 4 عوائل منهم منتقلين في العام 1320هـ إلى مكة المكرمة للعمل في التجارة، حيث سكنوا في حارة السادة، وبجانبهم سكنت قبائل الحربي، وقبائل العباسية، وكان كبير السادة هو يوسف بن زيد، حيث كانت له صلة بالسلطة الحاكمة في ذلك العهد، فمثل همزة وصل قوية بينهم وبين سكان حارة السادة لتلبية طلباتهم وبين أهله في الوادي. كانت المنازل في الحارة عبارة عن عشش وصناديق وغرف صغيرة تجمع أهالي الحي، حيث كان سكان الحي يعرفون من يدخل عليهم ومن يخرج، فيستفسرون عن كل غريب داخل وسبب دخوله للحارة. اشتغل أهالي حارة السادة بمهن عدة منها تجارة الخضار، حيث فتحت أول حلقة لبيع الخضار بجرول القريبة من حارة السادة، وكان أهلها هم من يبيعون داخل تلك الحلقة، وأيضا كان المزارعون يأتون لبيع منتجاتهم في تلك الحلقة، واشتهرت الحلقة أيضا ببيع الحطب وعلف المواشي بالإضافة إلى البيض والدواجن والسمن، وبعد مرور سنوات عدة انتقلت تلك الحلقة إلى حي الكعكية وأصبحت حلقة الخضار المركزية هناك. وعندما يركب الشخص فوق جمل أو فوق المواشي ينزلونه من على ظهره، لأن المساكن كانت عبارة عن عشش وصناديق، وفي ذلك كشف على حرمات المنزل، فيجبر الراكب على المشي راجلا حفاظا على النساء، حيث كن يعملن في المشغولات اليدوية من الصباح إلى فترة الظهيرة، ومن بعدها يتجهن إلى منازلهن لإدارة شؤونها، وكانت المنتجات سفر السعف والمراوح اليدوية. غيث بن طه الهاشمي ----------------------- سينما التسلية لم نستقبل الحجاج منذ زمن بعيد، لكن بعد التوسع وكثرة الحجاج في مواسم الحج والعمرة أصبحنا نستقبلهم في منازلنا، حيث النساء والعوائل ينقلون إلى سطح المنازل ويتركون البيوت للحجاج للمبيت فيها في موسم الحج، حيث كان يرضى الحاج بالمبيت في أي منزل فقط لأداء فريضة الحج، إذ المنازل لم تكن فندقية مثل الوقت الحالي. عند إحياء حفل زواج أو حفلات الأعياد تقوم النساء بإحضار مغنية شعبية لتسلية النساء، أما الرجال فقد كانوا بعد تناول طعام العشاء يجهزون السينما لمشاهدة أفلام الأبيض والأسود، حيث كانوا يستأجرون الأفلام ومشغل أو عارض السينما من شخص يدعى'البلجون' يسكن في المسفلة وتنتهي سهرة مشاهدة الفيلم إلى الساعة 12 ليلا. وعندما تزوج الأبناء وتوسعت العوائل ودخل التطور العمراني للحارات القديمة خرج الأبناء إلى المخططات والأحياء الجديدة، وتركوا منازلهم، حيث رغب العديد منهم بتأجير منزله للحجاج والأجانب للاستفادة من عائداته. عبدالرحيم العباسي ---------------------------- قاعة الأفراح كان هناك حوش لشخص يدعى عبدالله بن مصلح يعدّ هذا الحوش للزواجات والمناسبات السعيدة والمحزنة والأعياد، فعند كل مناسبة يتم وضع الإضاءات والكراسي وتشيد كوشة للنساء للاحتفال، حيث كان الموقع بمثابة قاعة أفراح يجتمع فيها سكان الحارة، حتى جاءت فكرة إنشاء قاعة للأفراح لتلافي قضية تلاصق المنازل، فأتى أحدهم بفكرة بناء قاعة تحتضن المناسبات، ونجحت وبدأ كثير من التجار والمستثمرين ببناء قاعات إلى أن توسعت الفكرة ودخلت إلى أحياء مكة المكرمة. عبدالله محمد الهاشمي ---------------------------- أيام الخليف بدأ القيس من حارة السادة، حيث كان من وادي فاطمة وانتقل معنا إلى حارة السادة، وقد كان السيدات يتنكرن بملابس أزواجهن، منهم العسكري والعسة وبعض الأزياء التنكرية، ويخرجن للحارة والاحتفال بها، حيث الحارة في وقت الحج لم يكن بها أحد من الرجال لذهابهم في موسم الحج إلى المشاعر المقدسة وخدمة الحجاج، وكانت تسمى تلك الأيام بأيام الخليف. هاشم غيث الهاشمي