تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين ، امير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل ، اقيمت الندوة الثقافية الكبرى ( الملك سلمان ... الانسان والتاريخ ) بتنظيم نادي مكة الثقافي الادبي ، وحضور نخبة من العلماء وكبار الشخصيات ، جمعتهم هذه الأمسية تحت سقف واحد ، تناولوا فيها قصصا لم تحكى من قبل ولم تنشر عن حياة الملك سلمان وشخصيته ، استعرضوا فيها وقفات ومحطات عاشوها شخصيا معه، برز فيها الجانب الانساني والخيري فيه ، كما الجانب السياسي والتاريخي له . سلمان الفقيه ذكر معالي الدكتور راشد الراجح – مدير جامعة ام القرى ونائب رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني - قصة جمعته مع الملك سلمان ، يظهر فيها مدى المامه بأمور القرآن وتفقهه في الدين فيقول ( كنا في جلسه مع الملك سلمان ، في مجلس منزلي وذلك في زيارة له والتقائه بأهالي مكة المكرمة ، فأدركتنا صلاة المغرب ، فقمنا فصلينا ، وقرأ الامام في الركعة الاولى سورة الضحى ، وفي الركعة الثانية سورة التين , وبعد الصلاة استدعى سلمان الامام ، اثنى عليه ، وقال له : لماذا تجاوزت سورة الشرح الى التين ؟ فقال : هذه سنة . فقال سلمان : الافضل تقرأها متتاليه ولا تنكس القرآن . وتحدث اثناء ذلك عن طريقة نطق الحروف من تفخيم وترقيق واختلاف اللهجات في انحاء المملكة ، فتعجب الامام والخطيب من دقته في امور التجويد والقرآن ). وفي موقف اخر يقول الراجح عن الملك سلمان ( وبعد مرور عام تقريبا ، جمعتنا الصدفة للمرة الثانية معه ، وادركتنا صلاة المغرب مرة اخرى ، وقمنا فصلينا ، فقرأ الامام سورة الضحى والشمس ، فقام سلمان بعد الصلاة وسأل الامام متعجبا ، لماذا اعدت سورة الضحى فقد قرأتها السنة الماضية !؟ فدهش الامام من ذاكرته القوية التي يتمتع بها حفظة الله ) . تلقى الملك سلمان واخوته تعليمهم الابتدائي ، على يد علماء عظماء ، فقد درس سلمان على يد الشيخ عبدالله خياط ، فكان يقوم بتعليمهم علوم القرآن والتفسير ، في الخيام . وعن نسب الملك سلمان يقول الراجح ، ولد سلمان لأب يعود نسبه الى عدنان ، وام سديريه يعود نسبها لقحطان ، فجمعت المملكة في النسبين. سلمان التواضع ويكمل الراجح في سرد القصص ، وذكر موقفا لطيفا جمعه بالملك يقول :( كنت خارجا من الديوان الملكي ، وذلك بعد تعيني بأمر ملكي استاذا في جامعة ام القرى ، فقابلت في طريقي شاب ، سلم علي وصافحني ، وبارك لي بالتعين ، ثم سألت عن هذا الشاب ، فقالوا لي هذا سلمان بن عبد العزيز ، فلم اعرفه وعرفني ، فتعجبت من المامه وانتباهه رغم صغر سنه ) . سلمان الخير اختار الدكتور علي النملة _وزير العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً_ مقطع فيديو للملك سلمان وهو يبكي ويكفكف دموعه في حفل للأيتام بأحدى الجمعيات الخيرية ، ويقول النملة هذا هو الجانب الانساني الذي لا يعرفه الكثيرين عن الملك سلمان ، فرغم حزمه وشدته التي تظهر عليه في كثير من المواقف ، الا انه يملك قلبا حساسا واحساسا قويا بالأيتام والمساكين ، وهذا الجانب لا يحب ان يظهره او يتحدث عنه امام الناس ، ويقول النملة لقد شاء الله ان يفقد الملك سلمان اثنين من ابناءه في سنة واحده ، ولعله في هذا المشهد رأى ابناءه وتذكرهم في وجوه هؤلاء الاطفال . وعن مساهمته في الاعمال الخيرية يذكر النملة : الملك سلمان حريص جدا على الوقوف بنفسه في الاعمال الخيرية ، وعلم هذا الامر لأبنائه فكان يدربهم ويعودهم على ان يقفوا بأنفسهم في المواقع الخيرية ، وهذا ما شهدته ورأيته بنفسي فترة تولي منصب وزير للشؤن الاجتماعية سابقاً. ويقول النملة كنت في حفل لهيئة الاغاثة الاسلامية و وصلت التبرعات في ذلك الحفل الى 30 مليون ريال تقريبا ، كان الملك سلمان من اهم الحاضرين في الحفل واكتشفت لاحقا انه كان اول المتبرعين قبل ان يكون من الح اضرين ، وهذه بعض من الوقفات والمحطات التي جمعتني مع الملك سلمان حفظه الله . سلمان والكتاب اذا اهديت الملك سلمان كتابا فتوقع انه سيتصل عليك لاحقا ، اما ليثني على الكتاب ، او يناقشك فيه ، هذا ما ذكره الدكتور فهد السماري - مستشار الديوان الملكي - ويكمل حديثه :تأكد دائما انه حينما يقرأ الكتاب فإنه يقرأه قراءة واعيه ، بدقة وتركيز متناهي ، فأذكر انه كان يقسم يومه في القراءة ، فيقرأ جزءا من كتاب اول النهار ، ويستريح قليلا ، ثم يكمله بعد الظهر ، وبعد الغداء يقرأ جزءا اخر منه ، وهكذا ، فهو يقسم يومه بنظام معين ‘يكون الكتاب فيه جزاء مهما وكبيرا من روتينه اليومي . كما انه يحفظه الله يتابع الصحفيين والكتاب ويناقشهم ويتصل بهم فهو صديق الصحفيين يتابع ما يكتبون ويجيب على تساؤلاتهم. وكان الملك سلمان يمتلك حسا ناقدا ، فكان يردد دائما عبارة ( الكاتب يضيقه النقد ، والصحفي يضيقه النقد ، والتاجر يضيقه النقد ، والنقد هو البناء ! ) ولا يتردد دائما بالنقد البناء اذا دعت الحاجة ، لأنه يؤمن بأن في النقد تغير وبناء . هذا وقد ادار الندوة واشرف عليها معالي الدكتور – اسامة البار- امين العاصمة المقدسة والذي عبر عن سعادته وفخره بالأشراف على ندوة كبرى كهذه تتناول شخصية كشخصية الملك سلمان . كما اوضح الاستاذ الدكتور حامد الربيعي ، رئيس مجلس ادارة نادي مكة الثقافي الادبي ان هذه من اهم الفعاليات التي ينظمها النادي والتي يتركز حديثها عن شخصية استثنائية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز . فشخصية الملك سلمان متعددة الافعال : اجتماعيا وسياسيا وثقافيا فكريا فلذلك اخترنا ان يكون اسم الندوة ( الملك سلمان .... الانسان والتاريخ) لنغطي كافة جوانب شخصيته. كما قدم الربيعي شكره وتقديره لرجل الاعمال المكي الشيخ عبدالعزيز سندي الذي قدم دعما كاملا لهذه الندوة . كما اقيم على هامش الندوة معرض مصاحب ، يحتوي على اكثر من 100 صورة لشخصية الملك سلمان ، ومخطوطات تاريخية نادرة ، ولوحات تشكيلية من طلاب وطالبات التربية الفنية من مناطق المملكة المختلفة .