المعالم التاريخية في وادي السدر بمكة
يعد وادي السدر الجزء الأكبر من وادي فخ، ويشمل شارع الحج وريع ذاخر والعسيلة ووادي جليل اليوم، وعندما تجتمع فروع وادي فخ بالصفيراء والمحدث يكون مبتدؤه، أما منتهاه فقبيل موقع السجن العام اليوم، وذكره المؤرخ محمد الأزرقي في كتابه تاريخ مكة بقوله «مكة السدر من بطن فخ إلى المحدث» وذهب المؤرخ محمد الفاكهي إلى ما ذكره الأزرقي.
الثلاثاء / 18 / جمادى الآخرة / 1436 هـ - 16:30 - الثلاثاء 7 أبريل 2015 16:30
يعد وادي السدر الجزء الأكبر من وادي فخ، ويشمل شارع الحج وريع ذاخر والعسيلة ووادي جليل اليوم، وعندما تجتمع فروع وادي فخ بالصفيراء والمحدث يكون مبتدؤه، أما منتهاه فقبيل موقع السجن العام اليوم، وذكره المؤرخ محمد الأزرقي في كتابه تاريخ مكة بقوله «مكة السدر من بطن فخ إلى المحدث» وذهب المؤرخ محمد الفاكهي إلى ما ذكره الأزرقي. وكتب المؤرخ عاتق البلادي في كتابه معالم مكة التاريخية والأثرية في عهد الأزرقي هذا الاسم يطلق على اجتماع فروع وادي فخ، حيث تجتمع أودية: جليل، وأذاخر، وشعب بني عبدالله من آل أسيد، يسمى اليوم وادي العسيلة، فإذا اجتمعت هذه الأودية، كان يسمى مكة السدر، أما اليوم فيسمى الصفيراء». وبالرغم من عدم اتفاق المؤرخين على ضبط مكانه، فمن المرجح أن امتداده من العسيلة إلى قبيل موقع الورش الصناعية الحالية اليوم. وظل يسمى بوادي العشر، وفق ما هو مثبت ضمن خارطة جغرافية صممتها مصلحة المساحة المصرية في عام 1367هـ. ومعلوم أن الاسم كان دارجا قبل ذلك وعليه صار الناس.
معالمه التاريخية:
1 جبل حراء
يقع شرق مكة، ويقول عنه البلادي «من أشهر جبال مكة على الإطلاق، جبل يقع شرقي مكة إلى الشمال، فيه الغار الذي تعبد فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام»
2 وادي جليل
واد يسيل من حراء ثم يصب في مكة السدر «شارع الحج، وما زال يعرف إلى اليوم بوادي جليل، كتب عنه ياقوت الحموي «وذو الجليل واد قرب مكة، قال بعضهم: بذي الجليل على مستأنس وحد»، وقال البلادي «شعب يصب من حراء في الصفيراء «مكة السدر»، مقابل شعب أذاخر من الشرق مع ميل إلى الشمال».
3 أذاخر «ريع ذاخر»
وهي ثنية ما زالت تذكر وتعرف اليوم بريع ذاخر، وهو محرف عن أذاخر، منها دخل النبي - عام فتح مكة، كتب عنه الأزرقي في أخبار مكة «ثنية أذاخر التي تشرف على حائط خرمان، ومن أذاخر دخل النبي يوم فتح مكة»، وكتب الجغرافي عبدالله البكري في كتابه معجم ما استعجم «أذاخر ثنية بين مكة والمدينة». كما أكد البلادي أن أذاخر هذا هو الجبل الذي يشرف على الأبطح من الشمال، يتصل بالحجون من الشرق وما زالت هناك ثنية تعرف منذ القدم بثنية أذاخر، وفي هذا الموقع دفن الصحابي عبدالله بن عمر رضي الله.
4 المحدث
وهو الساحة الواقعة عند رأس شارع الحج وتتبطنها الأسواق الشعبية المعروفة هناك، ومن هذه الفسحة ينطلق وادي فخ بعد أن يستجمع قدرا من مياهه، وقال المحقق بن دهيش «أما المحدث فهو تلك الفسحة من الأرض التي يلتقي بها شعب آل عبدالله بن خالد بن أسيد وشعب أذاخر ليتكون منهما وادي فخ، ويحد الفسحة اليوم ثلاثة رؤوس، الأول: شارع الحج، والثاني: سد اللصوص، والثالث: مجزرة مكة القديمة» وهذه الفسحة تحولت اليوم إلى منازل ومخططات ولم تعرف بهذا الاسم.
5 شعب بني عبدالله
وهو المنطقة الواقعة ما بين الجعرانة ومكة السدر، ويمتد من جبال النقواء إلى شارع الحج حدده الأزرقي، «ما بين الجعرانة إلى المحدث»، وقال ابن دهيش «هذا الشعب هو الذي كان فيه طريق الجعرانة القديم، وما زالت آثاره بائنة، ويمتد هذا الشعب من جبال نقواء إلى شارع الحج، ويلتقي سيل هذا الشعب مع وادي فخ «خريق العشر» عند أسواق الدواس في شارع الحج، وهناك يلتقي بفخ أيضا شعب أذاخر الشامي» ولم يعد يعرف اليوم بهذا الاسم. ويعتبر مكة السدر أوسع معالم وادي فخ وأشملها مكانا، إذا ما قيس ببقية الأمكنة الأخرى للوادي، كما سنعرف في معرض حديثنا عن بقية أجزاء الوادي، وقد بقيت منطقة صغيرة جدا في طريق شارع الحج تسمى عرجة فخ، وهي بقية ثقافية تاريخية يسيرة تبقت في ذاكرة الناس.