تفاصيل القاعة.. في تاريخ البناء المكي
الثلاثاء / 18 / جمادى الآخرة / 1436 هـ - 16:30 - الثلاثاء 7 أبريل 2015 16:30
تعددت أجزاء البيت المكي، وكتب عن بنائه وساحاته، ومن تلك الأجزاء «القاعة» وتجمع على قاعات، وهي ساحة الدار أو المكان الفسيح الذي يتسع لجمع غفير من الناس، عرفت منذ العصر المملوكي، وأوائل العصر العثماني. وفي البيت العربي، كانت تعد المكان الرحب الذي يستقبل فيه الزوار ومن أكبر الوحدات فيه، ويغالى في تصميمها وتنسيقها وفرشها، تصمم كجزء مستقل عن البيت، إلا أن لها مدخلا آخرا، مما يعطي خصوصية للنساء في المنزل. وجاء في الدر الكمين للنجم ابن فهد وصفا لها، حيث قال »أنشأ سعيد جبروه، مولى السيد عجلان حديقة عظيمة، وبنى بها قاعة عظيمة، وجعل بها بركة، داخل القاعة، وبركة خارجها، وكان يخرج بأهله في بعض الأوقات فيقيم بها مدة«. ولعل أتم وصف لها، ما جاء في قصيدة الشيخ عبدالرحمن بن عيسى المرشدي (975-1037)، التي يصف فيها قاعة الآغا بهرام، حيث يقول: غنى على عود السعود هزاريوشــدا على الأوتار بالأوطـارفي قاعة حل السعود بقائهاوبقــاعها حلى اللجين الجارمدت على المسعى الشريف ظلالهالتفيــؤ الحجــاج والعمـــارطاف الطراز بها كمنطقة حوتلجـواهر قـدر رصعت بنضارومياه بركتها المباركة التيقد أشبهت صرحـا من البـلارطرحت أشعتها كواكب سقفهافيهــا وقـام المـاء بالفـواربسطت بها البسط من وشيهاحاكت رياض خمائل الأزهاروغدت نمارقها بها مصفوفةبــأرائك مســـدولـة الأسـتار وحسب الوصف يتضح أن للقاعة مظلات خارجية، امتدت ظلالها حتى المسعى، ولها بركة تتوسطها نافورة، ومن المعروف أن البرك أو الأحواض تبنى في البيوت الضخمة قديما، لتخفف من حرارة المكان، وقد رصع السقف بقطع من الزجاج الشفاف، حتى يسمح بدخول الضوء إلى القاعة، وذلك ما شبهه في القصيدة بالكواكب في توهجها ولمعانها، وقد طاف بجدار القاعة من الداخل طراز شبهه في القصيدة بالنضار أو الذهب المرصع بالجواهر، مختتما وصفه بالتغني بفرشها الذي هو عبارة عن بسط موشاة، وأرائك سدلت عليها الأستار، وهذه التي عرفت في العامية المكية بالكرويتة، وهي مقاعد عالية تسدل عليها أنواع خاصة من السجاجيد الخفيفة يطلق عليها «الستائر».
makkawi@makkahnp.com