كتاب يطال 4 أعضاء في هيئة كبار العلماء ووزراء ومسؤولين بتهمة التصوف

أثار كتاب صادر لهذا العام عنوانه (حركة التصوف في الخليج العربي ـ دراسة تحليلية نقدية) لعضو هيئة التدريس في جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز البداح جدلا بعد توزيعه في معرض الكتاب الدولي بالرياض عن طريق دار التوحيد للنشر

أثار كتاب صادر لهذا العام عنوانه (حركة التصوف في الخليج العربي ـ دراسة تحليلية نقدية) لعضو هيئة التدريس في جامعة تبوك الدكتور عبدالعزيز البداح جدلا بعد توزيعه في معرض الكتاب الدولي بالرياض عن طريق دار التوحيد للنشر. والكتاب في أصله رسالة علمية تقدم بها المؤلف إلى قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في ربيع الآخر 1434 وأجيزت بتقدير ممتاز مع درجة الشرف الأولى من لجنة أشرفت عليها ضمت كلا من رئيس قسم العقيدة الدكتور صالح العقيل مشرفا، وأستاذ العقيدة بالكلية سليمان السحيمي مناقشا داخليا، ورئيس قسم العقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبدالله السند مناقشا خارجيا. والكتاب الذي جاء في 860 صفحة من القطع الكبير مطبوعا على نفقة المؤلف نشر بدون دار للنشر أو إيداع أو تصريح بنشره وتوزيعه رسميا في السعودية من وزارة الثقافة والإعلام، كما هو متبع في إصدارات الكتب بالسعودية. اتهامات صريحة وشن المؤلف السعودي عبدالعزيز البداح نقدا حادا واتهامات لعدد كبير من المؤسسات الرسمية والمنظمات الدينية في السعودية ودول الخليج العربي إلى جانب إيراده لأسماء مشايخ من الأسر الحاكمة في الخليج، وعلماء دين بارزين في العالمين العربي والإسلامي من بينهم أربعة من أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية، إلى جانب وزراء سابقين ومسؤولين حاليين في الأجهزة الحكومية السعودية والخليجية والعربية وأعيان ورجالات مال وأعمال، خصوصا من العائلات الحجازية المقيمة في مختلف مدن المنطقة الغربية، وفي الأحساء طالهم جميعا بالنقد والتحريض الشديد تحت عنوان التصوف. زاعما وقوفهم جميعا وراء نشر البدع والخرافات الصوفية وتخريب عقائد المسلمين. كما شمل الكتاب على أسماء عدد من الإعلاميين ومقدمي البرامج التلفزيونية إلى جانب تناوله لقنوات فضائية وبرامج تلفزيونية زعم أنها منابر تروج للصوفية والبدع وزيارة القبور، وربطها بالليبرالية ومذهب الرافضة. المضامين كارثية ووصف أساتذة أكاديميون الكتاب بأنه كارثة في محتواه ومضامينه وتوصياته الخطيرة، مستغربين من إجازة هذه الأطروحة بالصيغة التي أتت بها من مؤسسة علمية جامعية وحكومية كالجامعة الإسلامية، ومن مشرفين أكاديميين سعوديين لما جاء فيها من اتهامات مباشرة وبأسماء صريحة ضد شخصيات اعتبارية وهيئات ومؤسسات دينية لا تتناسب مطلقا مع توجهات السعودية ورعايتها للحوار الوطني داخليا، وتشجيع حوار الأديان. مطالبين بالسعي إلى وقف نشره بين العامة، وعدم السكوت على خطورة محتواه وإثارته للبلبلة والقدح في اللحمة الوطنية. وعلق مصدر أكاديمي من المدينة المنورة لـ'مكة' عن محتواه بقوله: نحن أحوج ما يكون إلى تضافر جميع مكونات المجتمع الوطني والخليجي، خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بنا بلادنا. مضيفا أن المؤلف تعمد أن يذكر بعد كل اسم لشخصية سعودية لقب الحجازي وكأنها تهمة في أهليته الوطنية. توصيات متشددة وشملت توصيات الرسالة العلمية التي نشرها المؤلف مطالبته الصريحة بإبعاد عدد كبير من الأسماء الحجازية، إلى جانب بعض العلماء العرب المسلمين وعدّهم وافدون ويجب إقصاؤهم، حيث خصص عنهم في قسم التوصيات فقرة كاملة بقوله 'التنبه لخطورة الشخصيات الصوفية الوافدة، سواء كانت ظاهرة..، أم مستترة، والرفع عنهم لولاة الأمر'. إلى جانب (التوصية رقم 21) 'منع الشخصيات الصوفية الوافدة إلى الحجاز من الاستيطان فيه لما لها من أثر في نشر التصوف وتثبيته'. كما اتهم المؤلف في التوصية رقم (10) عددا كبيرا من العلماء والأكاديميين والباحثين من الذين دأبوا على إحياء البدع تحت اسم المحافظة على الآثار والأمكنة النبوية، أو من خلال المعارض والمتاحف بقوله 'التحذير من إحياء الآثار المكانية غير المشروعة التي ينفذ منها الصوفية إلى باطلهم'. وأكد المصدر الأكاديمي ـ فضل عدم الكشف عن اسمه ـ اطلاعه على الكتاب مستغربا شموله بالنقد والتحريض على أربعة أسماء على الأقل من أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية لموقفهم الأخير من الآثار التاريخية وزيارتهم لمدائن صالح ومنطقة الآثار في العلا العام قبل الماضي. موضحا أنها 'أطروحة مثيرة للفتنة وتأتي على خلاف منهج الحكومة السعودية وسياستها الرشيدة، ومخالفة للنظام الأساسي للحكم، حيث تنص المادة الـ12 من النظام على أن (تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة. مما يستوجب التصدي الحازم لها لما ستجلبه من مشاكل على البلاد والعباد) ونحن في غنى عنها خصوصا في هذه الفترة التي تعصف بالمنطقة بعد عاصفة الحزم في اليمن الشقيق'. لم تفسحه الوزارة ومن جانبه قال مصدر وثيق الصلة بوزارة الثقافة والإعلام لـ'مكة' بأن الكتاب لم يفسح من وزارة الثقافة والإعلام بتاتا ويباع بشكل مخالف لنظام المطبوعات والنشر ومثل هذا الكتاب من المستحيل أن تفسحه الوزارة أو تسمح بتوزيعه، حيث يخالف المادة التاسعة من نظام المطبوعات والنشر التي تنص في فقراتها على أنه يحظر أن تُنشر أي مطبوعات يحتوي مضمونها على (التعرض أو المساس بالسمعة أو التجريح أو الإساءة الشخصية إلى مفتي عام المملكة أو أعضاء هيئة كبار العلماء أو رجال الدولة أو أي من موظفيها أو أي شخص من ذوي الصفة الطبيعية أو الاعتبارية الخاصة. أو إثارة النعرات وبث الفرقة بين المواطنين). ويأمل المصدر أن تتخذ الإجراءات الرسمية ضد الكتاب ومؤلفه والتحقيق مع المشرف على الرسالة والمناقشين للتأكد من صحة هذه الرسالة الجامعية مقارنة بما جاء في الكتاب وفهم ظروف إجازتها ومنحها التقدير العالي مع درجة الشرف الأولى. الجامعة تتحمل المسؤولية وعبر المصدر عن رأيه بقوله 'تقع المسؤولية في الدرجة الأولى على الجامعة الإسلامية باعتبارها مؤسسة أكاديمية أشرفت على إجازتها بما احتوته من قدح طال أعيانا وشخصيات معتبرة في المجتمع الوطني السعودي ودول الخليج العربي'. مضيفا 'لا يعقل أن تجاز أطروحة علمية تحمل مضامين تقدح في العلماء ورجال خدموا الدولة إلى جانب إثارتها للنعرات والانقسام والطبقية مما يخالف لتعاليم الدين الإسلامي، خاصة في الوصف المتكرر بالحجازي'. مشددا على حق جميع من ذكروا بالاسم والصفة أن يقيموا دعاوى أمام المحاكم الشرعية ضد المؤلف. وأضاف: من يتصفح الكتاب يجد إشارة في الهامش وضعها المؤلف توضح قيامه بوضع إضافات على أطروحة الدكتوراه في النسخة التي قام بطبعها. فإذا كان الأمر كذلك فيجب أولا إعلان براءة الجامعة الإسلامية منها وسحب الإقرار بمنح درجة الدكتوراه لمؤلفها، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تعاقب حكومة دولة الكويت مغردين يسيئون للسعودية يجب معاقبة حكومة بلادي للمسيئين لدولة الكويت والإمارات العربية المتحدة وشخصياتها الدينية ومنظماتها الإسلامية، وكاتب الرسالة يستحق المحاكمة لسوء أدبه ولمحاولته زعزعة أمن وحدتنا الوطنية. ___________ تم توزيع الكتاب للمرة الأولى في معرض الكتاب الدولي بالرياض عن طريق دار التوحيد للنشر، وهي فيما يبدو الموزع الرسمي للكتاب. كما تقوم دار التدمرية في الرياض وبريدة بتوزيعه حسب ما أشارت الدار في حسابها على تويتر. أما في المدينة فتوزعه مكتبة المغامسي. ومن المتوقع توفره في معرض الكتاب المقام حاليا بالجامعة الإسلامية التي حصل منها المؤلف على درجة الدكتوراه.