مشايخ يعترضون على وصف الرسول بالسيد

واجه لفظ »السيد« كمدح للرسول - صلى الله عليه وسلم- في مقرر التوحيد للصف الأول المتوسط مواقف متباينة، فقد أيده بعض المهتمين بالشأن الديني، واعترض البعض الآخر على مضمونه، باعتبار أن إدراجه في مراحل مبكرة يصعب على الطلاب تميز مقاصده

u0636u0648u0626u064au0629 u0644u0644u062du062fu064au062b u062fu0627u062eu0644 u0645u0646u0647u062c u0627u0644u0635u0641 u0627u0644u0623u0648u0644 u0645u062au0648u0633u0637 (u0645u0643u0629)

واجه لفظ »السيد« كمدح للرسول - صلى الله عليه وسلم- في مقرر التوحيد للصف الأول المتوسط مواقف متباينة، فقد أيده بعض المهتمين بالشأن الديني، واعترض البعض الآخر على مضمونه، باعتبار أن إدراجه في مراحل مبكرة يصعب على الطلاب تميز مقاصده. والحديث الذي ينص على أن عن عبدالله بن الشخير - رضي الله عنه - قال»انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله فقلنا أنت سيدنا، فقال «السيد الله تبارك وتعالى» قلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال «قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان». وفي رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم كرر ذلك ثلاثا، فقال «السيد الله، السيد الله، السيد الله»، ويدرّس للطلاب تحت إنكار النبي على من يبالغ في إطرائه بلفظة «سيد»، رفضه بعض المشايخ وقبله آخرون.

نرفض الإطراء

اعتبر مدير فرع الشؤون الإسلامية بمكة المكرمة الشيخ مصعب الحجاجي إدراجه وما يشابهه من أحاديث تحمل مضامين النهي عن إطراء الرسول أمرا لا خلاف فيه، ويحارب إفراط الغلو في المدح والثناء على النبي. ويضيف الحجاجي: إن مثل هذه الأحاديث تأتي ضمن منهج دولتنا الوسطية في محاربة الغلو والتطرف الذي يسير عليه بعض الأحزاب، في أمور لم يفعلها النبي، ولم يأمر بها أصحابه رضوان الله عليهم والتابعين. ويوضح «تتوافق هذه الأحاديث مع ما يحتاجه الطلاب صغار السن لتنشئتهم في بيئة إسلامية صحيحة، دون وقوعهم في مخالفات قد تواجههم فيما بعد».

نؤيد الإطراء

ويخالفه عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى، ومعهد الحرم المكي الدكتور فيصل معلم، حيث يؤكد بطلان الأحاديث التي تدعو لوقف الإطراء عن الرسول، مستشهدا بقول النبي «أنا سيد ولد آدم ولا فخر». ويضيف: هو أمر لا يجانب احترام وتقدير البشرية لسيد الأمة صلوات الله وسلامه عليه، ويوضح «لا يُنكر ما قد يحدثه الشيطان من غلو مما قد يُبالغ في إجلاله، غير أن الإسلام أغلق باب الشرك» ونبذ التشدد، منوها إلى أنه كان الأفضل تجنب الأحاديث المثار حولها الجدل، والتي لا تزال محل تداول بين العلماء والمختصين. الصمت حول الإطراء وخشي بعض معلمي الشريعة بالمدارس التصريح بأسمائهم، مكتفين بالنقاشات التي دارات بينهم، غير أن النسبة الكبيرة غير راضية على وجود هذا الحديث وغيره، مبينين أنها بحاجة إلى شروحات تفصيلية، ولا يكفي زمن الحصة الواحدة لشرحها، مؤكدين على أن صغر سن الطالب يفاقم صعوبة إيصال المعنى الصحيح إليهم.

«تحمل هذه الأحاديث اختلافا يضر ولا ينفع، فما هو مبرر إقحامها بمناهج التعليم للمراحل المبكرة؟ كان ينبغي على القائمين على وزارة التعليم تجنيب الناشئة المسائل الدينية التي تحتاج إلى تفسير، لئلا تحار عقولهم الصغيرة ويختلط عليهم الأمر. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بأن يقوموا لسيدهم زيد، إذ قال «قوموا لسيدكم»، وشبهة ذلك بأنه مخالف تماما للحديث الذي أُدرج بالمنهج المدرسي، من باب إنكار إطرائه، فقد آن الأوان للإجابة عليها، إذ كيف يُقبل مديح الأبناء لآبائهم والعامة لخواصهم، بينما يُستنكر مدح سيد الأمة والثناء عليه، وهو الشفيع المُشفع عند ربه لأمته؟».

  • عبدالله فدعق _ فقيه ومفكر إسلامي

«على الجهات ذات العلاقة أن تتجنب تناول الأحاديث التي يكثر حولها اختلاف العلماء والفقهاء في المقررات المدرسية، وتعليمها للطلاب خاصة صغار السن، إذ تقلل من مكانة وعظمة الرسول - صلى الله عليه وسلم- وتجرده من منزلته الرفيعة والمكانة العظيمة، مما قد يقتل في نفوسهم غيرتهم عليه وولاءهم له».

  • ماجد العباس _ مؤذن الحرم المكي