أمانة العاصمة وشعارها الجديد

لم يكن ظهور شعار أمانة العاصمة المقدسة الجديد بمفاجأة على الكثيرين، فقد اعتدنا كمواطنين حرص بعض القطاعات الحكومية على تغيير شعارها بين الفينة والأخرى،

لم يكن ظهور شعار أمانة العاصمة المقدسة الجديد بمفاجأة على الكثيرين، فقد اعتدنا كمواطنين حرص بعض القطاعات الحكومية على تغيير شعارها بين الفينة والأخرى، وسعيها الحثيث على توفير مكاتب أنيقة وسيارات فارهه لكبار مسؤوليها لتتواكب مع الشعار الجديد، أما مستوى أداء الخدمات المقدمة للمواطنين، فقد يكون بعيدا عن مثل هذه الاهتمامات، وهذا ما يتضح في معاناة المواطنين بالبلديات الفرعية لاستخراج رخص البناء أو رخص المحلات، وقد يكون السبب في ذلك ابتعاد مثل هذه الطلبات عن البرستيج الذي يبحث عنه جل مسؤولي الأمانة! وإن كان الشعار الجديد لأمانة العاصمة المقدسة، كما قيل عنه، ترجمة للخدمات التي تقدمها الأمانة للمواطنين والمعتمرين والحجاج، فقد يكون من قال هذا مخطئا في مقولته، فالشعار الجديد بعيد كل البعد عن الواقع الذي نراه ونعيشه، فلم أر ولم ير غيري وجود أي توافق بين الشعار الجديد ودور الأمانة وخدماتها. فحينما جعلت الأمانة البيئة وجمالها محورا أساسيا لشعارها الذي تنطلق منه، لم تكن مصيبة في هذا المحور، باعتبار أن البيئة النقية تعني نظافة جيدة للشوارع والطرقات والأحياء السكنية، وهذا ما لا نراه فواقع الحال يؤكد مخالفة الأمانة لاختيار هذا المحور. أما الخضرة التي يتحدث عنها الشعار فلا نعرف من أين جاءت، فالخضرة التي نراها ونجدها بجمالها منحصرة بالشوارع الرئيسية المهمة، التي يسلكها كبار مسؤولي الدولة، ولا نرى أي وجود لها في المناطق التي يسلكها ويقطنها المواطنون! وإن ذهبنا للحدائق العامة للتنزه، والتي يفترض وجودها بالمناطق السكنية الحديثة وفقا لمخططاتها المعتمدة مسبقا من الأمانة، فلا نرى لها أي وجود يذكر بهذه المناطق، وإن عثرنا على واحدة وفرحنا بوجودها، فإننا سنصاب بغيبة أمل ومقتل، لأننا لا نجد سوى مساحة أرض مسورة أو غير مسورة، توجد بها كميات من النفايات، والتي تشكل ملتقى للحشرات والجرذان التي ترعب السكان، فأي نقاء للبيئة تتحدث عنه الأمانة؟ فهل يمكن القول إن شعار أمانة العاصمة المقدسة الجديد يتوافق وخدماتها؟ إن ما نريده من أمانة العاصمة المقدسة وغيرها من القطاعات الحكومية ذات العلاقة بخدمات المواطنين، البعد عن صيحات الشعارات العالمية، والنظر صوب مهامها ومسؤولياتها، والسعي الحثيث للارتقاء بخدماتها المقدمة للمواطنين، والعمل على تحسين مستوى أدائها وخدماتها قبل أن تسعى للبحث عن تصميم شعار جديد، وتوفير مكاتب فاخرة وسيارات فارهة لكبار مسؤوليها، والدولة حينما أوجدت المسؤول على قمة الهرم، ووفرت له كل الإمكانات والقدرات، استهدفت أن يسعى للعمل من أجل خدمة المواطنين، ومكة المكرمة تشكل مقصدا لكل مسلم معتمرا كان أو حاجا، وهو ما يعني عمل الأمانة على توفير خدمات بشكل جيد لهم. والمؤلم أن الأمانة ترى أن خدماتها للمعتمرين والحجاج ليست من مسؤولياتها الأساسية، وهذا ما سأتناوله لاحقا بالتفصيل، خاصة وأن الأمانة بدأت خطواتها لإلزام أصحاب الفنادق والدور السكنية للمعتمرين والحجاج بالتعاقد مع شركات نظافة متخصصة لنقل النفايات من المقار السكنية، إضافة إلى إلزام مؤسسات الطوافة بتنظيف مواقعها في المشاعر المقدسة قبل وصول الحجاج وبعد مغادرتهم لها! فأين دور الأمانة في الخدمات المقدمة للمعتمرين والحجاج؟ أملنا أن تنظر الأمانة لخدماتها قبل أن تسعى لتغيير شعارها.