تكتب على خير يا عبده بوكر!!

طبيب قلوب المثقفين والمثقفات، الأحياء منهُمْهُنَّ والأموات، الدكتور/ فهد النوري، خرج هذه المرة عن وقار الحكماء وبرودهم، وزأر بلهجةٍ مكاوية ترتج لها (البيبان): يا بويا هلكتونا إنتَ وصاحبك! وبعدين في إهمال عبده لصحتو؟ ترى مو كل مرة تسلم الجرة!

طبيب قلوب المثقفين والمثقفات، الأحياء منهُمْهُنَّ والأموات، الدكتور/ فهد النوري، خرج هذه المرة عن وقار الحكماء وبرودهم، وزأر بلهجةٍ مكاوية ترتج لها (البيبان): يا بويا هلكتونا إنتَ وصاحبك! وبعدين في إهمال عبده لصحتو؟ ترى مو كل مرة تسلم الجرة! لم يهمل (عبده) صحته لحظة، لأنه لم يعرفها أصلاً، إلا تاجاً على رؤوس الأصحاء! وكل ما في الأمر أنه أراد أن يهمل المرض قليلاً؛ ليغوص في أعماق الموت، بعد أن رآه يمرُّ مرور الكرام وأمن الطرق، إذ لم يكن في قرية (السوادي) ساهرٌ يرصده! وها هو ينهي، أمس الأربعاء، ثلاث (ليالٍ خارج الذاكرة)، لن تكون إلا المقدمة، لرواية طبخت دماغه طبخ غرائب الإبل، ربما اختار لها عنوان: (لقاء مع الموت)، أو(سهرةٌ مع عزرائيل)! وربما (وربما فقط) أجابنا فيها على الأسئلة التي طرحناها على سيد البيد (محمد الثبيتي)، ولكن الموت لم يسمح له بنشرها! أما (عبده خال) فهو ثاني مبدعٍ سعودي، يتيح له القدر أن يرى الموت رأي العين، ثم يعود إلينا ليحكي ما رأى وسمع وأحس! كان المبدع الأول هو عميد المسرحيين السعوديين (محمد العثيم)، الذي دخل المستشفى مغمى عليه؛ نتيجةً لموت كبده (الأصلية)؛ ومع وصوله جاءت البشرى من الكويت، بوفاة رجلٍ (شِقَرْدي) تبرع ورثته فوراً بكبده (الطازجة)! ولم ينتظر أطباء مستشفى الحرس الوطني حتى يفيق (أبوالبدر)، وأجروا العملية التي لا يتجاوز احتمال نجاحها نسبة (2%)؛ على اعتبار أنه (كذا كذا ميت)! ونجحت العملية، لكنه ظل في العناية المركزة عام (2002) كاملاً، ليعرف كل تفاصيل الموت، حتى ناديه المفضل، ولونه الأثير، وأحبُّ أولاده وزوجاته ومعجباته إلى نفسه! هيا يا عم عبده.. احكِ لنا.. من استقبلك في براثنه الزكية؟ أسمهان، ولكن ليست أختك العظيمة، صح؟ لا لا.. لا أسمهان ولا الست بكبرها يمكن أن تسبق (طلال مداح)! وهل غنى لك (زل الطرب) بعد مَجَسّ (... نحن قومٌ إذا نظرنا عشقنا)؟ اكتب يا (أبا وشل)، و(تكتب على خير)، وهي تحية مسجلة لـ(صَبَا السحيمي) تطبعها على جبهة والدها، كلما رأت عفاريت الدنيا (تُطَعِّسُ) فيها!!

so7aimi.m@makkahnp.com