وكم ذا بمصر من المضحكات!
(وَكَمْ ذَا بِمِصْرَ مِنَ المُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا) أحياناً ـ وهي أحيان كثيرة ـ أكاد لا أشك لوهلة أن المتنبي حين قال بيته الشهير أعلاه في قصيدته الأقل شهرة فإنه كان «يتنبأ» بما سيكون عليه حال الإعلام المصري، فالسطحية الممزوجة بالفجور في الخصومة تكاد تكون سمة لكثير من البرامج والصحف في هذا البلد العريق، إلا من رحم ربي، وأنا لا أعمم مع أني أحمق بما يكفي لارتكاب حماقة التعميم
الثلاثاء / 11 / جمادى الآخرة / 1436 هـ - 22:45 - الثلاثاء 31 مارس 2015 22:45
(وَكَمْ ذَا بِمِصْرَ مِنَ المُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا) أحياناً ـ وهي أحيان كثيرة ـ أكاد لا أشك لوهلة أن المتنبي حين قال بيته الشهير أعلاه في قصيدته الأقل شهرة فإنه كان «يتنبأ» بما سيكون عليه حال الإعلام المصري، فالسطحية الممزوجة بالفجور في الخصومة تكاد تكون سمة لكثير من البرامج والصحف في هذا البلد العريق، إلا من رحم ربي، وأنا لا أعمم مع أني أحمق بما يكفي لارتكاب حماقة التعميم.متابعة بعض برامج «التوك شو» في الإعلام المصري يمكن تقبلها على أنها من «المضحكات» التي تنبأ بها المتنبي قبل مئات السنين، أما التعامل معها بجدية فإنها ستنقلها إلى خانة المبكيات التي تنبأ بها أيضا في ذات البيت!وبالطبع فإني لا أقول بأننا أو أي إعلام عربي آخر أفضل حالاً منهم، لكن مشكلة المصريين أنهم القدوة ورواد الإعلام الذين يفترض أن الآخرين يتعلمون منهم!المصريون الذين كتبوا على ورق البردي قبل آلاف السنين يستحقون إعلاماً أفضل وأقوى وأكثر مصداقية ومهنية من الإعلام الحالي، مصر الفن والحضارة والأدب تستحق صورة إعلامية أفضل من تلك التي يقدمها للعالم مجموعة من المهرجين التافهين في برامج التوك شو، تستحق إعلاماً أفضل من إعلام «معاهم معاهم عليهم عليهم»، وحين يحدث هذا في مصر العظيمة فسيحدث تلقائياً في كل العالم العربي.ثم أما بعد: يقول الراحل مصطفى أمين أحد رواد الإعلام في مصر والعالم العربي: (مهمة الصحافة الحرة أن تقول للحاكم ما يريده الشعب، وليست أن تقول للشعب ما يريده الحاكم).