الشاقة الجنوبية.. رمال زاحفة وعطش
من الشاقة الجنوبية التي تبعد عن محافظة الليث 50 كلم، خرج كل من عوض وحسين الحاتمي بسيارتهما إلى الأشياب بحثا عن الماء الذي لا يصل منازلهما إلا ساعة واحدة في اليوم، وذلك من خلال بئرين ارتوازتين تم حفرهما في منطقتهما لتخدم ست قرى تشمل الحواتيم والحراتيت والحسانية والصعبي والبركاتي والنعيري.
الثلاثاء / 11 / جمادى الآخرة / 1436 هـ - 16:15 - الثلاثاء 31 مارس 2015 16:15
من الشاقة الجنوبية التي تبعد عن محافظة الليث 50 كلم، خرج كل من عوض وحسين الحاتمي بسيارتهما إلى الأشياب بحثا عن الماء الذي لا يصل منازلهما إلا ساعة واحدة في اليوم، وذلك من خلال بئرين ارتوازتين تم حفرهما في منطقتهما لتخدم ست قرى تشمل الحواتيم والحراتيت والحسانية والصعبي والبركاتي والنعيري. يقول حسين الحاتمي «نعاني الأمرين في إيجاد الماء الذي لا نراه إلا في الخامسة وحتى السادسة صباحا، والآبار التي تم حفرها في الشاقة تخدم قرى المنطقة كافة، وهناك بعض المناطق لا يصلها الماء نهائيا». ولم تكن مشكلة المياه الوحيدة التي يعانيها أبناء الشاقة الجنوبية، فالقرية لا يوجد فيها مستشفى أو مركز صحي، ويعاني شبابها من غياب مناطق التنزه، ويضيف لـ»مكة» عوض الحاتمي «معظم الخدمات غائبة عن القرية، حتى الهواتف الثابتة غير مفعلة في المنطقة، كما أن شبكة الجوال ضعيفة جدا، وخدمات الانترنت متقطعة، بل تكاد تنعدم تماما رغم وجود أبراج اتصالات، إلا أنها تفتقر لدعم خدمات الانترنت». فهد عبيدالله من سكان القرية يقول «الشاقة تعاني من غياب الدوريات الأمنية ولا يوجد بها مركز للشرطة أوالهلال الأحمر، لافتا إلى أن معظم سكان الحي تحولوا إلى مسعفين نتيجة ما يرونه من حوادث بشكل يومي في مدخل القرية الذي أصبح يشكل خطرا على القادمين من خلال التحويلة التي تتوسطه»، وأضاف «في ظل تأخر عربات الهلال الأحمر يتطوع الشباب لنقل المصابين إلى الليث بسيارتهم الخاصة، إضافة إلى افتقار الطرق للسفلتة». على الجانب الآخر، يرى سعيد الحاتمي أن غياب النظافة عن الشاقة يعد من أبرز المشكلات التي يواجهها السكان يوميا، وزاد «لا يحضر عمال النظافة إلا يوما واحدا في الأسبوع، وبمجرد انتهائهم من عمليات النظافة يرمون النفايات على أطراف القرية، حتى تحول مدخلها إلى مردم للنفايات، إلى جانب زحف الرمال ونقص المياه التي تسببت في نفوق كثير من المواشي». من جهته، قال ناصر الحاتمي «للأسف تفتقد الشاقة لكثير من الخدمات الأساسية، فبالرغم من عدد السكان الكبير في الشاقة إلا أن الرعاية الصحية مفقودة تماما، حيث لا يوجد بها أي مركز صحي، ومن دعته الحاجة إلى ذلك، يتحتم عليه قطع مسافة 20 كلم ذهابا وإيابا لأقرب مركز صحي، وهذه يمثل معاناة كبيرة لكثير من السكان الذين لا يملكون وسائل مواصلات»، وأضاف «يعاني 5 آلاف نسمة من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وارتفاع أسعار الفواتير». إلى ذلك، طالب عبدالعزيز الحاتمي أحد سكان القرية بضرورة إيجاد مركز للشرطة، مرجعا ذلك إلى انتشار عمليات سرقة الأغنام التي يتعرض لها العديد من الرعاة والتي تعد مصدر الرزق الوحيد لمعظم سكان القرية.