قصف طهران في اليمن: التطبيق العملي للسياسة السعودية
رقَص الحوثي بدعم المخلوع علي صالح على وتر استفزاز السعودية في الآونة الأخيرة بشكل جريء، وقوبلت جدية السعودية في جهودها الديبلوماسية للمقاربة بين أطراف الخصام اليمني باستخفاف من الطرف الانقلابي اليمني المنتشي بوعود الدعم الإيراني، ونتيجة لذلك كان آخر الحوار الضرب! حقيقة تثلج الصدر لكل سعودي وتعيد الأمور لنصابها الصحيح وتسترجع الصياغة السليمة لمفهوم الحوار الديبلوماسي على الطاولة حتى يعي المتحاورون مستقبلا على الطاولة السياسية أن الحوار المنطقي والجهود الديبلوماسية الراقية لحل النزاعات بين المتخاصمين لا تكون بين طرف جاد في حل النزاع والتسوية مع طرف بلطجي
الاحد / 9 / جمادى الآخرة / 1436 هـ - 13:15 - الاحد 29 مارس 2015 13:15
رقَص الحوثي بدعم المخلوع علي صالح على وتر استفزاز السعودية في الآونة الأخيرة بشكل جريء، وقوبلت جدية السعودية في جهودها الديبلوماسية للمقاربة بين أطراف الخصام اليمني باستخفاف من الطرف الانقلابي اليمني المنتشي بوعود الدعم الإيراني، ونتيجة لذلك كان آخر الحوار الضرب! حقيقة تثلج الصدر لكل سعودي وتعيد الأمور لنصابها الصحيح وتسترجع الصياغة السليمة لمفهوم الحوار الديبلوماسي على الطاولة حتى يعي المتحاورون مستقبلا على الطاولة السياسية أن الحوار المنطقي والجهود الديبلوماسية الراقية لحل النزاعات بين المتخاصمين لا تكون بين طرف جاد في حل النزاع والتسوية مع طرف بلطجي. ومع ذلك فلم يكن قصف الحوثيين في اليمن لمجرد أنهم حركة سياسية سعت لانتزاع الشرعية في اليمن فقط، ولكن منذ السنوات العشر الأخيرة وإيران تستقوي بمخالبها في المنطقة العربية، والسعودية في المقابل تراقب هذه التحركات بصمت وتنأى عن استخدام الخيار العسكري أملا في تفعيل المبادرات والحلول الديبلوماسية الأخرى منتهجة سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول حتى وإن سلمتها حكوماتها لإيران بالكامل، ومع اليقظة الدائمة للسعودية لأوضاعها الداخلية والحدودية وحول ما يجري بالمنطقة واستقراء ما يحاك ضدها واستعدادها الدائم لساعة الصفر في أية لحظة. ولكن إيران بوكيلها الحوثي وباتحادها مع المخلوع علي صالح ودول الهلال الشيعي بدأت تجسيد حلم الإمبراطورية العظمى في المنطقة، ساعدها في ذلك موجات الاضطراب السياسي التي عصفت بالحكومات العربية وأشغلتها عن الاتحاد القومي، ومع ذلك السعودية تراقب وتتابع الركض الفارسي في الميدان العربي بصمت، إلى أن توسعت المطامع الفارسية إلى الوصول على تخوم حمى باب المندب «خاصرة السعودية» من خلال تفعيل علاقاتها بإريتريا ودخولها مع إسرائيل في المنافسة للوجود بأرخبيل إريتري مطل على باب المندب حتى تستشعر عظمة المستقبل الاقتصادي إذا ما هيمنت على الملاحة البحرية في المضيق الذي تعبر من خلاله ما حصته 38% من التجارة الدولية من خلال وجودها عبر الوكلاء الحوثيين في اليمن. ومنها عادت بعد الربيع العربي وفشلها في التغلغل في مصر إلى اليمن لتنطلق بشكل قوي من خلال عصابة الحوثي المتلونة التي صممت بأسلوب زئبقي فلا هي بالمنظمة الإرهابية التي يمكن وضعها على اللائحة السوداء، ولا هي بالحزب السياسي المنضبط الذي يمكن أن يلتزم بالشروط والمعاهدات، وذلك لكي تسعى إيران لالتهام السعودية بعد تقويض دورها الإقليمي وشن الحملات الإعلامية العدائية ضدها في ظل تمزق وضعف دول المنطقة، وبعد تطويقها من الشمال بالحكومات الموالية لإيران وباستغلال برود الموقف الأمريكي تجاه المنطقة العربية، الذي ربما راهن على المستقبل الفارسي في المنطقة العربية والذي من الممكن أن يتنازل عن الملف النووي مقابل التمكين الجغرافي على تخوم مضيقي البحر الأحمر والخليج العربي والذي سيمكنها من الانتعاش الاقتصادي ويقص ظهر باقي الدول العربية المطلة على المضيقين! هذه الأحلام الفارسية التي لم تنتصح من التاريخ الحربي المرير لها مع العرب هو ما ضمن لهم بزعامة الحوثي أن يصلوا إلى الجرأة في عمل المناورات العسكرية بالقرب من الحدود السعودية والتطاول بالتهديدات إلى توسيع نفوذهم الجغرافي إلى المقدسات الإسلامية على الأراضي السعودية. القصف الشرعي الذي تقوده السعودية الآن في الساحة اليمنية ضد الوكيل الفارسي اليمني الحوثي والخائن علي صالح يجب أن يستأصل الشوكة الإيرانية من اليمن، وأن يكون درسا يسجله التاريخ للأجيال الفارسية القادمة. لم تستوعب إيران خلال تجرؤها في غرس مخالبها في دول الاضطراب الحكومي العربي أن السعودية قادرة على قيادة الأمة العربية والإسلامية في لحظة، وتجاهلت تماما ما المغزى من التمرينات العسكرية السعودية الأضخم في منطقة الشرق الأوسط العام الماضي، والتي دشنت تحت شعار سيف عبدالله. أرادت إيران أن تستفز السعودية إلى الحد الذي تكشر فيه السعودية عن قوى أنيابها الدفاعية فكان لها ما تريد، وهناك من الأنياب الدفاعية ما لا يعلمه في الغيب إلا الله. أحلام العبث بالمنطقة العربية واحتلالها قوضتها ضربة عاصفة الحزم وهي ليست إلا البداية لتسوية الصفوف ولتصفية عبث وتسرب إيراني للمنطقة بدأ يتدفق بغزارة منذ عشر سنوات. وهذا الردع الاستباقي السعودي هو الحل الأسلم لوقف تدهور الأمور وانجرافها لتهديد الأمن الوطني وأمن دول الجوار.