مفسرو الرؤى دجالون يتاجرون بالفرد ليهرب من الواقع للخيال

أضغاث أحلام تراود النفس البشرية في اللاوعي وفي المنام، فيهرع البعض إلى المفسرين لهذه الأحلام والرؤى علهم يصيبون فيما أخفقوا في تحقيقه في حياتهم العملية، إذ يحاولون استنباط الفأل الحسن من تلك الأحلام علها تسعفهم في واقعية الحياة بكل ضراوتها وقسوتها وفشلهم في الوصول إلى غاياتهم، ولكن كما قيل «فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا»

أضغاث أحلام تراود النفس البشرية في اللاوعي وفي المنام، فيهرع البعض إلى المفسرين لهذه الأحلام والرؤى علهم يصيبون فيما أخفقوا في تحقيقه في حياتهم العملية، إذ يحاولون استنباط الفأل الحسن من تلك الأحلام علها تسعفهم في واقعية الحياة بكل ضراوتها وقسوتها وفشلهم في الوصول إلى غاياتهم، ولكن كما قيل «فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا» ومع توق النفس البشرية لتجيير كل إيجابي من تلك الرؤى والأحلام لمنفعتها، أضحت العملية ظاهرة وصنعة اجتماعية من قبل البعض، وكثر مفسرو تلك الأطياف المنامية وأصبح لهم برامج إعلامية يقصدها الناس، علهم يجدون ضالتهم المفقودة في تلك الأحلام «مكة» وقفت على القضية ورصدت مطالبة بعض المختصين في مجال الشريعة وعلم النفس والاجتماع بوزارة الشؤون الإسلامية أن يحذوا حذو وزارة الثقافة التي سارعت إلى إيقاف استضافة أو تخصيص برامج لمفسري الرؤى والأحلام

القرار صائب

وقال رئيس مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي عن قرار وزارة الثقافة والإعلام حول منع معبري الرؤى والأحلام: «كان قرارا صائبا وكنا نتمنى أن يكون هذا القرار في بداية انتشار برامج تأويل الرؤى والأحلام إعلاميا»، مؤكدا أن برامج التأويل مخالفة للشريعة الإسلامية جملة، ومبينا أنه لم يعرف عن السلف الصالح أنهم خصصوا أوقاتا وأماكن لاستقبال الرؤى وتأويل الأحلام، لافتا إلى أن هؤلاء يتاجرون بآيات الله ويتاجرون بعقول البسطاء والسذج من الناس بتفسيراتهم للرؤى تفسيرات مطاطية تحتمل معاني كثيرة

قداسة دينية

ويشير الدكتور سعد المشوح، أستاذ علم النفس بجامعة الإمام، إلى اتخاذ الأحلام وقضية التفسير للرؤى أبعادا ثقافية ودينية متعددة وهذا ما يزيد الأمر تعقيدا ويجعل الكثيرين يحاولون الخروج بتصورات تحمل في طياتها نوعا من القداسة الدينية وهذا بدوره جعل الكثيرين يشيرون إلى أنه من مسؤوليتهم التفسير أو إحداث تغيير في طموحات أبناء المجتمع من خلال الأحلام والرؤى، مشيرا إلى أن المجتمع السعودي، ونتيجة لهذه التحولات المتسارعة، أصبح يبحث عن مكان للهوية الذاتية والتي ترتبط بطموحات أو تطلعات قد لا تتناسب ووضعه أو قدراته الحالية فتكون الأحلام الملاذ الآمن له للوصول إلى إشباع ذاتي

استغلال الحاجة

وأوضح المشوح أنه في ظل عدم وجود استراتيجيات نفسية واجتماعية لحل المشكلات نجد الناس يتخذون من مفسري الأحلام الوجهة والمكان الآمن لتحقيق طموحاتهم التي يسعون لتحقيقها، لافتا إلى استغلال مفسري الأحلام حاجة الناس إلى بصيص الأمل في تحقيق طموحاتهم مما يجعلهم يستخدمون أساليب لا يمكن لعامة الناس التعامل معها، مثل إعطاء رموز للحلم ومحاولة التضليل عن محتوى الحلم والسؤال عن الزوج والزوجة وقال: غالبا تكون التفسيرات في حدود المشكلات الذاتية وتحقيق الطموحات والمشكلات الأسرية والاجتماعية مثل الطلاق والعنوسة والمشكلات الاقتصادية التي يتعرض لها بعض الأفراد، كما نجد أن الكثيرين امتهنوا غفلة الناس وعدم وجود أنظمة صارمة وغياب الوعي فيقومون بتسويق تفسيراتهم واستغلال القنوات الفضائية والربحية ليقوموا بتفسير أحلام وهم في حقيقة الأمر لا يملكون مؤهلات شرعية أو علمية أوثقافية أو نفسية، بل إن الغالبية منهم وجد ذلك تجارة رائجة ومدرة للمال والكسب وجني الأرباح عبر الأفراد الذين يريدون أن يهربوا من واقعهم الحقيقي إلى عالم خيالي وافتراضي

انتشار في أوساط النساء

من جهته أكد المستشار الاجتماعي عبدالعزيز المحسن أن كثرة القنوات الفضائية المخصصة لمفسري الرؤى أسهمت في تفشي ظاهرة المعبرين إعلاميا، فاستغلوا ضغوط الحياة والمشكلات النفسية والاجتماعية، خاصة عند (النساء) والتعلق بأي موضوع يخفف عنهم ذلك فيضطرون لتفسير كل حالة تمر عليهم، سواء حدث أو حلم كما سببت كثرة الكلام في أوساط النساء (خاصة) عن الرؤى والأحلام والمفسرين للتركيبة العاطفية للمرأة، بالإضافة إلى تأثر المرأة بقصص الرؤى وإعطاء الرؤى والأحلام أكبر من حجمها إلى جانب الفراغ وأرجع القضية إلى ما سماه تسلق المفسرين على آلام البشر وجراحاتهم إلى ظهورهم بشخصيات تتسم بصفات الالتزام الديني لتتلاعب بنفسيّاتٍ أرهقتها مصاعب الدنيا وهموم الحياة ومشاكلها ليستغلوا حاجاتهم وتهافتهم على ما يُخلّصهم من أوجاعهم وأكد تصدر منحرفين وسائل الإعلام التي صنعت منهم نجوما تتاجر بهم وتتراقص على جراحات بعض نسائنا وتزيد من ضلال المسلمين وانحرافهم