سرابية جسد
الجمعة / 20 / رجب / 1439 هـ - 20:30 - الجمعة 6 أبريل 2018 20:30
مر بي موقف جعلني أتساءل: هل يرى عقلنا الآخرين وتصرفاتهم على أنها إما شر أو خير محض!؟ هل نرى نحن فلانا على أنه الملاك الذي لا يخطئ، وإن أخطأ أو سها التمسنا له العذر من غير تفكير، وعلى الجانب الآخر نحكم على آخرين بالسوء والخطأ، ولا نحاول أساسا أن نبحث عن عذر لأفعالهم؟ ماذا سيحدث لنا حين تتبدل الأدوار، حين يصبح من كنا نراه ملاكا قد صار شيطانا، ومن كنا نراه مليئا بالنواقص قد أصبح أحب شخص لدينا!
في الواقع إن تأملنا في قاعدة (فألهمها فجورها وتقواها) عرفنا أنه يوجد في دواخلنا الخير والشر، النور والظلام، الفجور والتقوى، فينا الحب والكره، فينا كل ذلك. والعقل هو من يختار ويلهم. ولنا في قصة نعيم بن مسعود قائد غطفان خير مثال، حيث أسلم قبيل اشتباك المسلمين في معركة الخندق بعد أن خاض مع نفسه حوارا ذاتيا نتج عنه إسلامه وقلبه لموازين المعركة بفضل الله. إن لاحظنا جيدا فسنجد أنه جاء للمعركة وهدفه قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج منها وهو صاحب الفضل بعد الله في انتصار المسلمين، جاء ومعه الشر وانتهى وهو يحمل كل الخير، الشخص نفسه، والمكان نفسه، لكن تفكيره اختلف.
في بعض الأحيان نتعامل مع الآخرين، وربما مع أنفسنا، بما يسمى بمفهوم «التجزئة»! نقوم بتجزئة تصرفات الآخرين فلا نرى منهم في الغالب إلا جانبا واحدا، شرا أو خيرا، نورا أو ظلاما، فجورا أو تقوى! وللأسف قد تكون هذه التجزئة أكبر ظلم نفعله تجاه الآخرين أو تجاه أنفسنا. في واقع الأمر نحن نحتاج إلى تقبل وإدراك أن وجود الظلام لا يعني انعدام النور، بل قد يكون ذلك النور أحد مصادر جمال ذلك الظلام، فالنور لا يخرج إلا من أعماق الظلام، كانبثاق الفجر بعد ظلمة الليل. نحتاج أن نؤمن أن الشر والخير حينما يكونان جنبا إلى جنب في نفس الشخص فذلك لا يعني سوى أننا بشر. نحتاج أن نؤمن بأن الفجور والتقوى ليسا في صندوقين مختلفين بل هما في صندوق واحد يدعى الإنسان، وأن وجود أحدهما لا يلغي الآخر، فالإنسان السعيد على سبيل المثال ليس بالضرورة أنه غير متألم، والغضب ليس نقيض الصفح، فكظم الغيض خطوة نحو التسامح. حينما ندرك أن الإنسان عبارة عن مشاعر وأحاسيس مختلطة وليس عبارة عن «إما أبيض أو أسود» حينها سنشعر أن «أجزاءنا» قد اقترب بعضها من بعض، وأنها تصالحت مع أنفسنا.
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تبصر
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
في الواقع إن تأملنا في قاعدة (فألهمها فجورها وتقواها) عرفنا أنه يوجد في دواخلنا الخير والشر، النور والظلام، الفجور والتقوى، فينا الحب والكره، فينا كل ذلك. والعقل هو من يختار ويلهم. ولنا في قصة نعيم بن مسعود قائد غطفان خير مثال، حيث أسلم قبيل اشتباك المسلمين في معركة الخندق بعد أن خاض مع نفسه حوارا ذاتيا نتج عنه إسلامه وقلبه لموازين المعركة بفضل الله. إن لاحظنا جيدا فسنجد أنه جاء للمعركة وهدفه قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج منها وهو صاحب الفضل بعد الله في انتصار المسلمين، جاء ومعه الشر وانتهى وهو يحمل كل الخير، الشخص نفسه، والمكان نفسه، لكن تفكيره اختلف.
في بعض الأحيان نتعامل مع الآخرين، وربما مع أنفسنا، بما يسمى بمفهوم «التجزئة»! نقوم بتجزئة تصرفات الآخرين فلا نرى منهم في الغالب إلا جانبا واحدا، شرا أو خيرا، نورا أو ظلاما، فجورا أو تقوى! وللأسف قد تكون هذه التجزئة أكبر ظلم نفعله تجاه الآخرين أو تجاه أنفسنا. في واقع الأمر نحن نحتاج إلى تقبل وإدراك أن وجود الظلام لا يعني انعدام النور، بل قد يكون ذلك النور أحد مصادر جمال ذلك الظلام، فالنور لا يخرج إلا من أعماق الظلام، كانبثاق الفجر بعد ظلمة الليل. نحتاج أن نؤمن أن الشر والخير حينما يكونان جنبا إلى جنب في نفس الشخص فذلك لا يعني سوى أننا بشر. نحتاج أن نؤمن بأن الفجور والتقوى ليسا في صندوقين مختلفين بل هما في صندوق واحد يدعى الإنسان، وأن وجود أحدهما لا يلغي الآخر، فالإنسان السعيد على سبيل المثال ليس بالضرورة أنه غير متألم، والغضب ليس نقيض الصفح، فكظم الغيض خطوة نحو التسامح. حينما ندرك أن الإنسان عبارة عن مشاعر وأحاسيس مختلطة وليس عبارة عن «إما أبيض أو أسود» حينها سنشعر أن «أجزاءنا» قد اقترب بعضها من بعض، وأنها تصالحت مع أنفسنا.
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تبصر
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر