القنفذة.. فرص سياحية يهددها نقص الخدمات
لا تحتاج أكثر من يوم واحد في مدينة القنفذة الساحلية لتصل إلى قناعة راسخة بأن هذه المدينة على مفترق طرق، وأنها متجهة نحو قفزة كبيرة ستدخلها مصاف المدن الكبرى سياحيا واقتصاديا وثقافيا، فحجم التطور الذي شهدته المدينة خلال السنوات الأخيرة شكل نقلة نوعية لها خاصة في المجال السياحي، وأضاف لموقعها الجغرافي أهمية كبرى، ودفع بها لمقدمة اهتمامات المستثمرين والسياح في السعودية
الأربعاء / 5 / جمادى الآخرة / 1436 هـ - 16:15 - الأربعاء 25 مارس 2015 16:15
لا تحتاج أكثر من يوم واحد في مدينة القنفذة الساحلية لتصل إلى قناعة راسخة بأن هذه المدينة على مفترق طرق، وأنها متجهة نحو قفزة كبيرة ستدخلها مصاف المدن الكبرى سياحيا واقتصاديا وثقافيا، فحجم التطور الذي شهدته المدينة خلال السنوات الأخيرة شكل نقلة نوعية لها خاصة في المجال السياحي، وأضاف لموقعها الجغرافي أهمية كبرى، ودفع بها لمقدمة اهتمامات المستثمرين والسياح في السعودية.
استثمارات سياحية
أكد محافظ القنفذة فضا البقمي لـ»مكة» قرب الانتهاء من بناء فندقين من فئة الـ5 نجوم، إضافة إلى مدينة ترفيهية على مستوى عال وخمس بحيرات جديدة تضاف لبحيرة القنفذة الشهيرة داخل المدينة، مشيرا إلى التعاقد مع عدد من المطاعم العالمية الشهيرة لافتتاح أفرع لها، إضافة إلى إنشاء أندية رياضية متخصصة للشباب. وبين أن مطار القنفذة الذي سيسهم في أن ترتدي المدينة أبهى حللها، كما عملت بلديات محافظة القنفذة في كل من القنفذة والقوز والحلي والمظيليف وسبت الجارة والعرضية الشمالية والجنوبية على تهيئة المواقع السياحية والترفيهية وتوفير كل الخدمات الضرورية وإنشاء المراكز الحضارية وميادين الاحتفالات والمهرجانات المختلفة. وأشار البقمي إلى وجود شراكات ثلاثية بتوجيه من أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، وبالاشتراك مع الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية والقروية، لاستثمار الواجهات البحرية لمحافظة القنفذة والتعاون مع مختلف الجهات كحرس الحدود ووزارة الزراعة والنقل والكهرباء وغيرها، لاستثمار هذه الواجهات وكذلك الجزر البحرية التي ما تزال تنتظر المستثمرين لتقديم لوحة جمالية فريدة قادرة على استقطاب الزوار.
تراث بني عيسى
مركز ثلاثاء بني عيسى يقع في الشمال الشرقي من القنفذة بمسافة 65 كلم يوجد به عدد من المباني والمواقع الأثرية، التي تعرض بعضها للعبث فتهدمت بعض المباني الحجرية وسرق ما بداخلها من أدوات قديمة. وحفاظا على هذه الممتلكات الثمينة وما تحويه من آثار ذات قيمة تاريخية عظيمة، عمد بعض الشباب إلى حفظها والاعتناء بها، وما زالت بعض تلك المعالم الأثرية التي تحكي تاريخ أقوام سكنوها وعاشوا فيها زمنا طويلا.
متنزه القنع
أحد أسرار الجمال في المحافظة (على بعد 10 كلم جنوب القنفذة) يشكل لوحة فنية امتزجت بجمال البحر وبياض الرمال، فعلى امتداد جبل القنع المكسو بالبياض تقبع شواطئ الجمال، حيث تعانق البحر أشجار النخيل في لوحة بديعة تعزف سيمفونية الجمال، على أصوات طيور النورس والفلامنجو وسط المياه الفيروزية.
جزيرة جبل الصبايا
جزيرة صخرية ترابية كبيرة تقع إلى الغرب من بلدة مخشوش بوادي حلي بنحو 18 كلم داخل البحر الأحمر، ويمتد طولها من الشمال إلى الجنوب بمسافة تقدر بنحو 7 كلم وعرضها يتراوح بين 400 متر و2 كلم، وهي ذات تضاريس متعددة بين الهضبة والوادي والمسطح والمستوى وكانت مأهولة بالسكان منذ القدم وإلى عهد قريب.
جزيرة أم القماري
وهي محمية تقع في البحر، وتعد أرضا لتكاثر طيور القماري، لذلك سميت باسم تلك الطيور التي تتخذها موطنا موقتا لها في طريق هجرتها إلى أفريقيا، وتتألف من جزيرتين أم القماري البرانية ومساحتها 120.000 متر مربع، وتقع على درجة عرض 18 19 شمالا وخط طول 06 41 شرقا، وأم القماري الفوقانية ومساحتها 62500 متر مربع والمسافة بينهما 3 كلم.
رأس محيسن
متنزه يقع في شمال القنفذة بنحو 75 كلم، ويتبع مركز دوقة وهو عبارة عن جبل يطل على البحر ويمتاز بوفرة الأسماك وجمال مناظره، وتكثر به أشجار الشورى، ويرتاده السائحون من داخل المحافظة وخارجها.
واديا يبة وحلي
يقع وادي يبة جنوب غرب العرضية الجنوبية، وهو من أشهر الأودية في العرضيتين، وقد ورد ذكره في عدد من مراجع التاريخ والجغرافيا، أما وادي حلي في مركز حلي الذي يمثل 20% من مساحة المحافظة، فيرجع تاريخه إلى القرن الثالث الهجري، حيث زاره ابن بطوطة، ويتميز الوادي بموقعه الاستراتيجي، حيث يعد بوابة منطقة مكة الجنوبية، كما أنه يعد مركزا زراعيا غنيا بالمزارع والآبار الارتوازية، وتنوع المنتجات الزراعية فيه جعل منه سلة مناسبة تصدر للأسواق القريبة والبعيدة، ويتوقع زيادة إنتاجه بعد الانتهاء من مشروع سد وادي حلي.
الكدوف
على امتداد ذلك الشاطئ الذي تفترشه الرمال الذهبية، يقضي السائح لحظات ماتعة لا تنسى، وهو تابع لمركز كنانة الذي يوجد به مرسى للصيادين، لكنه ما زال بحاجه للتطوير ومزيد من الاهتمام، حيث يعد بوابة سياحية لجزيرة جبل الصبايا وجزيرة قطنة التي لا تبعد سوى 20 كلم عن الشاطئ.
سبت الجارة ووادي قنونا
متنزه وادي قنونا تحفه الأشجار والمياه الجارية على مدار العام بجانب الوادي الذي تحيط به الأشجار دائمة الخضرة وأشجار الدوم التي تشبه النخيل، وأشجار السدر ذات الأحجام الكبيرة، وتكسو سماءه دوما السحب المحملة بالمطر، مما جعله بانوراما جميلة، وهو مكان مناسب لهواة الذبح والشوي على الحطب أو الطهي في التنور لعمل الحنيذ.
قرية عشم الأثرية
تقع قرية عشم على بعد 60 كلم تقريبا شمال شرق القنفذة، وتتبع لمركز المظيلف، وتعد من أكبر المعالم الأثرية جنوب منطقة مكة المكرمة، ويعود تاريخها إلى ما بين القرن الأول والخامس الهجري. ويتجاوز ركام مبانيها القديمة مساحة 4 كلم يتوسطها مسجد بني في القرن الخامس، يحمل نقشا يشير إلى أن من بناه هو الأمير يعلي بن عويل.
الجانب الصحي
وبرغم الاهتمام الذي باتت تحظى به المحافظة، إلا أنها ما زالت تحتاج إلى كثير في المجال الصحي، حيث يشكو السكان في تلك المحافظة من تردي الخدمات الصحية وغياب الكفاءات وخاصة الاستشاريين عن المستشفى الوحيد المركزي الذي يستفيد منه كل سكان المحافظة والقرى التابعة لها. وينتقد محمد الناشري (شيخ أحد القبائل) نقص الخدمات الصحية بالمحافظة، عادا أن هذا الأمر أحد أبرز الأسباب التي تؤثر في الإقبال على المنطقة وتزعج سكانها، فمستشفى واحد لا يكفي، إضافة إلى نقص الخدمات به.