الملك سلمان يواصل مسيرة ٦ ملوك خلدت بصماتهم في عمارة الحرم

بدأت جهود وأوامر خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بالعناية والمتابعة الكاملة لأعمال توسعات الحرم المكي الشريف تؤتي أكلها بإذن ربها، حيث شدد في خطابه الذي ألقاه مؤخرا بحضور العلماء والوزراء وكافة شعبه على أن أولى مهامه حراسة المقدسات الإسلامية والعناية بها، كما هو شأن قادة هذه البلاد بداية من الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه من بعده إلى هذا العهد الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل

بدأت جهود وأوامر خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بالعناية والمتابعة الكاملة لأعمال توسعات الحرم المكي الشريف تؤتي أكلها بإذن ربها، حيث شدد في خطابه الذي ألقاه مؤخرا بحضور العلماء والوزراء وكافة شعبه على أن أولى مهامه حراسة المقدسات الإسلامية والعناية بها، كما هو شأن قادة هذه البلاد بداية من الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبنائه من بعده إلى هذا العهد الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل. ويتجلى ذلك الاهتمام في أصوات الآليات المخصصة للمشاريع التي تزمجر في أرجاء المساحات المخصصة للتوسعات التي يتم العمل بها داخل الحرم المكي وخارجه في الساحات والمصليات التابعة له. وكانت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله قد صدرت قبل شهرين بالاستفادة من المساحات التي تم الانتهاء منها من مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – لتوسعة المسجد الحرام,وذلك لمايشهده المسجد الحرام من إقبال كثيف من المعتمرين والزائرين في ظل تنفيذ أعمال المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، وأضافت المساحات التي تمت الاستفادة منها من توسعة الملك عبدالله للمسجدالحرام مزيداً من السهولة والانسيابية لقاصدي المسجدالحرام، حيث قامت رئاسة الحرمين الشريفين بتهيئة الأجزاء التي تم فتحها للاستفادة منها وإمدادها بالفرش والسجاد وماء زمزم والمصاحف والصوتيات والإضاءة وكذا الساحات المرتبطة بها. وتحقيقا لرغبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في متابعة مشاريع الحرم المكي كشفت رئاسة الحرمين الشريفين عن كونها تتابع تنفيذ مشاريع الحرم المكي الشريف عبر 50 مهندسا مختصا في الإشراف والمتابعة عبر 4 فترات موزعة على ساعات الليل والنهار، وذلك لضمان مسير المشاريع الخاصة بالحرم وفق الجدول الزمني المعتمد لتلك المشاريع، ليتسنى الاستفادة من أجزاء كبيرة منها خلال المواسم القادمة، حيث أوضح مدير إدارة المشاريع برئاسة الحرمين الشريفين المهندس سلطان القرشي أنه رغم تدفق المعتمرين خلال موسم العمرة إلا أن عمليات البناء والتشييد متلاحقة في مرافق الحرم بأرفع الاستعدادات وأحدث التجهيزات، مؤكدا أن هذه الأعمال سوف تستمر خلال فترة العمرة الممتدة إلى منتصف شوال القادم. وكان للمملكة العربية السعودية عبر تاريخها سجل مذهب بالإنجازات في خدمة الحرم المكي الشريف وتوسعته، ورفده بأنواع الخدمات التي يحتاجها الزوار والمعتمرين، بالإضافة إلى توفير كافة سبل الأمن والراحة والمواصلات، وغيرها مما يحتاجه ضيوف الرحمن من الزوار والمعتمرين، وتتعدد تلك التوسعات، إلا أن الكبرى منها تنقسم إلى 3 توسعات. ****************************************************** توسعة الملك عبدالعزيز رحمه الله: بدأت التوسعة السعودية الأولى في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث أولى الحرمين الشريفين اهتماما منذ تشرف بالولاية عليهما، واعتنى بهما عناية بالغة ، فلم يمض وقت يسير على توليه الحكم ودخوله مكة المكرمة في عام 1343هـ حتى أعلن البدء في ترميمات الحرمين الشريفين وبذل كل غال ونفيس في سبيلهما. وكان من أبرز ما أمر بعمله في المسجد الحرام : 1- ترميمه للمسجد الحرام ترميمًا كاملاً ، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وكذلك ترخيم عموم المسجد في سنة 1344هـ. 2- وضع السرادقات في صحن المسجد لما كثرت أعدد الحجاج كثرة هائلة ؛ لتقي المصلين حر الشمس وذلك في سنة 1345هـ. 3- القيام بإصلاح آخر للمسجد الحرام ، شمل الترميم والطلاء ، كما أصلح مظلة إبراهيم ، وقبة زمزم ، وشاذروان الكعبة المعظمة ، وأنفق على ذلك ما يربو على ألفي جنيه ذهبًا، وذلك في سنة 1346هـ. 4- أمر بعمل مظلات قوية ثابتة على حاشية صحن المطاف ، ليستظل تحتها المصلون ، فعملت من الخشب الجاوي وكسي بالقماش الثخين الأبيض، ثم عملت بعد ذلك مظلات ثابتة في أطراف الصحن مثبتة بالأروقة ، تنشر وتلف عند الحاجة ، وبقيت سنوات عديدة يجري تجديدها باستمرار، وذلك في عام 1346. 5- الأمر بتأسيس أول مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في عام 1346 هـ. 6- أمر بتبليط المسعى بالحجر الصوان المربع وأن يبنى بالنورة ، وكان ذلك أول مرة في التاريخ يرصف فيها هذا الطريق منذ فرض الله تعالى الحج على المسلمين ؛ مما كان سببًا في راحة الساعين من الغبار والأتربة. 7- أمر بإزالة نواتئ الدكاكين التي ضيقت المسعى، فصار المسعى في غاية الاستقامة وحسن المنظر. 8- أمر بعمل سبيلين لماء زمزم مع تجديد السبيل القديم . 9- أمر بإصلاح الحجر المفروش على مدار المطاف ، وإصلاح أرض الأروقة، وترميم وترخيم عموم المسجد، وتجديد الألوان، وإزالة كل ما به تلف ، كما تم إزالة الحصباء القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، وذلك في سنة 1354هـ. 10- أمر بتجديد سقف المسعى بطريقة فنية محكمة ، وكانت مظلة السقف ممتدة بطول المسعى من الصفا إلى المروة ما عدا ثمانية أمتار مقابل باب علي رضي الله عنه ، فإنها لم تسقف لأن تركها بغير سقف أجمل وأحسن ، ويبلغ عرض السقف كله عشرين مترًا ونصف المتر ، وقد كتب على هذه المظلة بخط جميل وبحروف بارزة من النحاس السميك مثبت في لوح من الصاج المتين طوله أربعة أمتار وعرضه متر واحد وأربعون سنتيمترًا في أربعة أسطر ما يأتي : « أنشئت هذه المظلة في عهد حضرة صاحب الجلالة محيي مجد العرب والمسلمين ، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ، ملك المملكة العربية السعودية ، وقد تم إنشاؤها في سنة ألف وثلاثمائة وست وستين من الهجرة أثابه الله وأدام توفيقه » . 11- أمر بعمل باب جديد للكعبة مغطى بصفائح من الفضة الخالصة ، محلاة بآيات قرآنية ، نقشت بأحرف من الذهب الخالص، 12- أمر بإصلاح عضادتي باب الكعبة بالفضة الخالصة الموشاة بالذهب . 13- أمر رحمه الله بترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورحباته ترخيمًا كاملاً في سنة 1370هـ. ******************************************************* توسعة الملك سعود رحمه الله: وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود 1- أمر رحمه الله بفتح شارع وراء الصفا ، وصرف مرور الناس والسيارات عن شارع المسعى . 2- أمر بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم في سنة 1373هـ. 3- أنشأ بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم في سنة 1374هـ. 4- تم استبدال الشمعدانات الست بحجر إسماعيل عليه السلام بخمس نحاسية تضاء بالكهرباء. 5- أمر رحمه الله بتبليط أرض المسعى بالأسمنت في سنة 1375هـ. 6- وفي الخامس من ربيع الأول سنة 1375هـ ألقى جلالة الملك سعود رحمه الله خطابه التاريخي بالشروع في توسعة المسجد الحرام التي أمر بها والده الملك عبد العزيز رحمه الله ، وبدئ العمل في 4 ربيع الثاني عام 1375هـ ، وذلك بنزع ملكيات الدور والعقارات الواقعة في أرض التوسعة بعد تقدير أثمانها ، وتعويض أصحابها ، وتضمنت هذه التوسعة بناء ثلاثة طوابق : الأقبية ، والطابق الأرضي، والطابق الأول ، مع بناء المسعى بطابقيه ، وتوسعة المطاف ، وصار بئر زمزم في القبو ، وقد زود قبو زمزم بصنابير الماء ومجرى للماء المستعمل . 7- شملت التوسعة إزالة مبان كانت تضيق على المصلين والطائفين في صحن المطاف ، مثل مظلة زمزم ، وباب بني شيبة ، والمقامات الأربعة ، وشملت أيضًا تحويل مجرى مياه الأمطار بين جبل الصفا والمبنى العثماني ، وتم إحداث الميادين والشوارع ومواقف للسيارات ودورات للمياه ومواضع للوضوء قريبة من المسجد الحرام في جميع جهاته على أحدث نظام في ذلك الوقت. 8- أمر رحمه الله بعمل سلم متحرك للكعبة المشرفة، وكان مغلفًا بالفضة ومنقوشًا بالذهب في سنة 1376هـ. 9- أمر بترميم الكعبة المشرفة ، واستبدال سقفها الأعلى القديم بسقف جديد. 10- أبقى على السقف السفلي بعد ترميمه وتغيير الأخشاب التالفة فيه، وذلك في عام 1377هـ. ************************************************************* توسعة الملك فيصل رحمه الله عندما تولى الملك فيصل الحكم عام 1384هـ واصل رحمه الله إنجاز توسعة المسجد الحرام التي بدأت في عهد الملك سعود رحمه الله، والتي أمر بها أبوهما الملك عبد العزيز رحمه الله. ومن أهم ما حصل في عهده: 1- إزالة البناء القائم على مقام إبراهيم توسعة للطائفين ، ووضع المقام في غطاء بلوري ، وذلك عام 1387هـ . 2- وجه رحمه الله ببناء مبنى لمكتبة الحرم المكي الشريف، وذلك في عام 1391هـ. وجه ببناء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في موقعه الجديد في أم الجود ، وتوسيع أعماله وذلك في عام 1392هـ. ********************************************* توسعة الملك خالد رحمه الله: قام الملك خالد رحمه الله بإتمام ما تبقى من عمارة وتوسعة المسجد الحرام ، وبدأ ذلك في السابع من رجب عام 1396هـ ، حيث تم في عهده أيضًا: 1- افتتاح مصنع الكسوة بعد تمام البناء والتأثيث ، وذلك عام 1397هـ . 2- توسيع المطاف سنة 1398هـ في شكله الحالي ، وفرش أرضيته برخام مقاوم للحرارة جلب من اليونان مما زاد من راحة المصلين والطائفين في الظهيرة. 3- نقل المنبر والمكبرية ، وتوسيع قبو زمزم ، وجعل مدخله قريبًا من حافة المسجد القديم في جهة المسعى ، وجعل فيه قسمان : قسم للرجال ، وقسم للنساء ، وركبت صنابير لشرب الماء البارد ، وجعل للبئر حاجز زجاجي . 4- وجه رحمه الله بصنع باب الكعبة المشرفة في عام 1399هـ بشكل بديع، وبنفقات عظيمة، كما تم صنع باب للسلم الداخلي للكعبة الموصل إلى سطحها . وفي تلك السنة تم إزالة باب بني شيبة والمنبر الرخامي من المطاف ، كما تم تبليط المطاف كاملاً بالرخام الأبيض. 5- التنظيف الشامل لبئر زمزم بعد القيام بأول عملية استكشافية للبئر في عام 1400هـ. **************************************************** توسعة الملك فهد رحمه الله: في عام 1403 أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بنـزع ملكيات عقارات السوق الصغير غرب المسجد الحرام ، وتعويض أصحابها بمبالغ مرضية ؛ تهيئة لتوسعة كبرى للمسجد الحرام أمر بها رحمه الله، وقد بلغت مساحة أراضي العقارات المنزوع ملكياتها 30 ألف متر مربع، فهيئت كساحات مؤقتة للصلاة قبل البدء بأعمال البناء عليها. وفي عام 1406هـ أمر رحمه الله بتبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة ، ولم يكن يستفاد من السطح إلا لأعمال الكهرباء ، وكانت شبكات الكهرباء المنتشرة في مواضع متفرقة من السطح تعيق المصلين ، فأمر خادم الحرمين الشريفين أن تجمع جميع شبكات الكهرباء في قباب جميلة ، وقد بلغت مساحة السطح 61ألف متر مربع ، يتسع لـ90 ألف مصل ، وكان من قبلُ غير مهيأ للصلاة فيه، كما أمر بإنشاء 5 سلالم كهربائية بالمسجد الحرام ؛ لتسهيل الصعود والنـزول إلى السطح والطابق الأول، وبناء 5 جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال . وفي يوم 2 من شهر صفر عام 1409هـ في حفل كبير حضره أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وأعيان البلاد وجموع من المواطنين وضع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية ، وذلك بعد أربع سنوات من انطلاق العمل في توسعة المسجد النبوي ؛ ليجري العمل في التوسعتين في وقت واحد . ويقع مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في الناحية الغربية ، بالمنطقة التي كانت تعرف بالسوق الصغير ، الواقعة بين باب العمرة وباب الملك عبد العزيز . وقد تم المشروع على عدة مراحل نظرًا لضخامته : المرحلة الأولى : تم إعداد الموقع بإحاطته بسياج من الألواح الخشبية والحديدية ، ثم تغيير مواقع الخدمات التي كانت في الموقع ، فقد كان فيه مبان وأنقاض ، وتحته شبكات قديمة تمد سكان المنطقة بالخدمات مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف ، وكان العمل يقتضي تحويل هذه الخدمات إلى موقع آخر مع الحرص على عدم انقطاع أي خدمة منها ، ثم فتح طرق لتيسير حركة المصلين وغيرهم في المنطقة حيث إنها تكتظ دائمًا بالحركة والنشاط على مدار الساعة . المرحلة الثانية: وقد تم في هذه المرحلة حفر المنطقة ونقل الأتربة والمخلفات. المرحلة الثالثة : وقد تم فيها صب أساسات الجدران والأعمدة وكمرات الربط ، وربطت قاعدة التوسعة الثانية مع قواعد التوسعة الأولى بكمرات الربط المكونة من الخرسانة . المرحلة الرابعة : بعد الفراغ من أعمال صب القواعد والأساسات أعيد الردم ورصد التربة وسويت حسب الأصول الهندسية ، ثم صبت الطبقة الخرسانية وحددت مسارات شبكات الصرف والتغذية الداخلية للمياه والتمديدات الكهربائية والتهوية والتكييف ومكافحة الحريق وغيرها من الأنظمة . وعند صب سقف القبو عملت فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة الشكل لتدفع الهواء الساخن خارج المسجد الحرام عبر مجار خاصة متصلة بمجاري التكييف . وكذلك تم في هذه المرحلة تركيب الحوامل التي تحمل تمديدات وقنوات مجاري الهواء والتصريف والتمديدات الكهربائية المعلقة في سقف الطابق السفلي . المرحلة الخامسة : وقد مدت في هذه المرحلة الخطوط الحديدية الخاصة بالتمديدات الكهربائية والتكييف . وقسم مبنى التوسعة إلى 15 وحدة مستقلة ، والهدف من ذلك هو التوفيق بين مقتضيات الهيكل الإنشائي وبين المقتضيات المعمارية ، وخصصت كل وحدة بدراسة منفصلة فيها بيان تحملها وكفاءتها لمقاومة الأحمال الرأسية والأفقية، وتحمل الأعمدة تيجانًا من الرخام الأبيض الناصع قد زخرفت بزخارف محفورة ، وأحيط تربيع التيجان بحزام ذهبي ، وفوق التيجان تبدأ العقود والأقواس ، وهي ملبسة بالحجر الصناعي المنقوش بنقوش جميلة ، وقد كتب في جانبي العقود لفظ الجلالة (الله) بحروف بارزة مطلية بالذهب وفوق العقود تأتي السقوف ، وهي في هيأتها مثل السقوف في التوسعة الأولى في الزخرفة ، والطابق الأرضي كله مسقوف إلا ما هو تحت القباب التي يأتي ذكرها ، فإنه لم يسقف وترك على شكل فناء واسع مفتوح على سقف الطابق الأول ، وارتفاع الطابق الأرضي (9.80م) ومساحته عشرون ألف متر مربع . المرحلة السادسة : وتم فيها بناء الطابق الأول وجدرانه وأعمدته وسقفه مماثلاً للطابق الأرضي في الشكل والصفة ، وجعل في وسط سطح المبنى ثلاث قباب تغطي الجزء الأوسط ما بين التوسعتين بمحاذاة المدخل الرئيسي وهو (باب الملك فهد) ، وترتكز كل قبة على أربعة أعمدة يبعد بعضها عن بعض مسافة (9.15م) وارتفاعها (17م) ، وتحملها على مقرنصات من الداخل ، كما زخرفت القباب بشبابيك علوية من خشب الساج . ربط التوسعات: وتم ربط التوسعة الثانية بالتوسعة الأولى عن طريق فتحات واسعة ، وذلك بعد نقل مواقع الأبواب التي كانت قبل التوسعة الثانية في جهة السوق الصغير مع المحافظة على العناصر الإنشائية للتوسعة الأولى . وينبغي الإشارة إلى أنه كلما تم صب الأعمدة والجدران والمآذن كان يتبعه العمل بتركيب السقوف والأحجار الصناعية والرخام في الجدران والأعمدة ، وكانت تفرش أرض المسجد بالخرسانة ، ثم بالرخام ، وكذلك كان يتم تركيب تيجان الأعمدة والشبابيك والأبواب وغير ذلك من الأعمال التكميلية . وقد انتهي من أعمال التوسعة رسميًا في 30/11/1413هـ . ******************************************************** توسعة الملك عبدالله رحمه الله: تعد توسعة الملك عبدالله للحرم المكي الشريف التوسعة الأكبر على مر العصور والتاريخ حتى يومنا هذا، حيث تبلغ تكلفتها الإجمالية 40 مليار ريال ليتم تنفيذها من خلال 3 محاور رئيسية: الأول: توسعة الحرم المكي، لترتفع الطاقة الاستيعابية بعد إنهاء أعمال التوسعة لـ2 مليون مصل. الثاني: الساحات الخارجية، وتحوي دورات مياه وممرات وأنفاق ومرافق أخرى مساندة تعمل على انسيابية الحركة في دخول وخروج المصلين. الثالث: منطقة الخدمات المتعلقة بالتوسعة وخدماتها كالتكييف ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وغيرها. ويتسع مشروع توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام، والتي تتسع لنحو 1.6 مليون مصل، ويهدف المشروع إلى توفير مساحات للمصلين، إضافة إلى تطوير الساحات الخارجية للحرم التي تضم دورات مياه، وممرات وأنفاق، ومرافق مساندة، تشمل محطات للنقل ومستشفى ومراكز صحية وخدمية، ويضم مبنى التوسعة الجديدة أكبر وحدة مركزية للتكييف في العالم، ومحطة لتجميع النفايات بنظام تفريغ آلي، ومحطة التوليد الاحتياطي لتوفير جميع الخدمات المطلوبة بمبنى التوسعة الجديدة. وأوضح وكيل إدارة المشاريع المهندس محمد الوقداني إن من أهم ما تتميز به توسعة الملك عبدالله للحرم المكي وجود مهابط للطائرات المروحية في أعالي الجسور من مباني التوسعة، إذ ستستخدم المروحيات في خدمات الإخلاء الطبي مشروع المطاف: ويقع مشروع الملك عبدالله رحمه الله لتوسعة المطاف على مساحة تربو عن 25 ألف متر مربع، تشكل ضعف إجمالي مسطحات المرحلة الأولى، حيث ارتفعت الطاقة الاستيعابية إلى 75 ألف طائف في الساعة بعد اكتمال المرحلة الثانية، والتي بدأت من حيث انتهت الأولى، شمال صحن المطاف، وصولا إلى المحور المؤدي إلى باب الملك فهد في التوسعة السعودية الثانية، مرورا بباب العمرة والمنطقة المقابلة له باتجاه صحن المطاف. سباق الزمن: وقطعت توسعة المطاف في الحرم المكي الشريف شوطا كبيرا في تنفيذ أعمالها خلال المرحلة الأخيرة بعد أن استمرت في هذه المرحلة نحو الـ6 أشهر شملت إزالة المباني الغربية الجنوبية من الرواق العثماني والمصليات والأبواب الخارجية من جهة قصر الصفا، بالإضافة إلى صب أول أعمدة خرسانية، في التوسعة قبل 3 أشهر في مطلع ربيع الأول الماضي لتصعد بعض أساسات التوسعة على الأرض تمهيدا لرفع البنيان بعد إكمال ترتيبات الخدمات في تلك المنطقة، وهو ما يساوي قرابة الـ30% من أعمال المرحلة الأخيرة لتوسعة المطاف بحسب إدارة المشاريع برئاسة الحرمين الشريفين. وكانت توسعة المطاف في مرحلتها الأخيرة قد أمضت 5 أشهر منذ تسوير المنطقة الثالثة منها والواقعة بين بابي الملك فهد والملك عبدالعزيز وفصل التيار الكهربائي عنها لنقل أدواتها الكهربائية والثريات وجميع الخدمات التي تقع بها من مفارش وسقيا ومصاحف وغيرها، لتبدأ أعمال الإزالة بعد ذلك والتي شملت جهة باب الملك عبدالعزيز والمكبرية الجنوبية للمؤذنين، لتتسارع أعمال المرحلة الأخيرة من التوسعة المقرر انتهاؤها بنهاية العام الهجري الحالي 1436. وتماشيا مع الجدول الزمني المقرر لأعمال التوسعة أوضح مدير إدارة المشاريع برئاسة الحرمين المهندس سلطان القرشي أن التوسعة تسير وفق جدول زمني محدد، وذلك لحساسية المكان وأهميته البالغة لدى جميع المسلمين في شتى بقاع الأرض، مبينا أن رئاسة الحرمين تفتح بين الفينة والأخرى منافذ جديدة في الجهات التي تشغلها أعمال التوسعة للعمل على انسيابية حركة الزوار والمعتمرين إلى الحرم بدون تأثير أعمال التوسعة على دخولهم وخروجهم من الحرم. وأكد القرشي أن أعمال التوسعة موافقة تماما للخطة الموضوعة مسبقا، مبينا أن جميع الأعمال المقرر إنجازها في هذه الفترة تم إنجازها على أرض الواقع، مؤكدا في ذات الوقت أن كافة أعمال التوسعة لا تؤثر على عملية العمرة والزيارة لضيوف الرحمن القادمين من كل فج عميق. وتعويضا للمواقع التي تشغلها توسعة المطاف بمرحلتها الثالثة أكد القرشي أن المرحلة الأولى ستتاح للمصلين بكافة طوابقها، لافتا إلى أن الدخول لصحن المطاف من الجهة الغربية للمسجد الحرام عبر الدور الأرضي لتوسعة الملك فهد، ومن الجهة الشرقية من خلال أبواب السلام بقبو المسعى وأبواب المسعى الأرضي مروراً بالمرحلة الأولى ما بين الصفا إلى باب الفتح وتصل مساحة توسعة الملك عبدالله الشمالية إلى 750 ألف متر مربع وكمية الحديد المستخدمة في المشروع تصل إلى 280 ألف طن وكميات الخرسانة إلى أكثر من 850 ألف طن. *********************************************** ترميم الكعبة المشرفة: ومما تم عمارةً للمسجد الحرام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله ترميم الكعبة المشرفة ترميمًا شاملاً لم يحدث مثله منذ سنة 1040هـ . الترميم الأول : فبعد مرور حوالي 375عاماً من ترميم الكعبة المشرفة عام 1040هـ ظهرت قشور وفجوات على سطح الحجارة الخارجية لجدار الكعبة المشرفة ، ونخر وشقوق في مونة الفواصل التي بين الحجارة للأجزاء العليا والسفلي من الحوائط . وانطلاقًا من الرعاية والعناية المتواصلة لخادم الحرمين الشريفين بالمسجد الحرام والكعبة المشرفة ، جاء أمره السامي الكريم في أوائل شهر ذي الحجة من عام 1414هـ بإصلاح الفواصل الخارجية والتقشرات والفجوات التي ظهرت على الحجارة ، وما يحتاجه جدار الكعبة المشرفة الخارجي من إصلاح ، وتم التنفيذ وفق الخطوات التالية : • إزالة المونة التي بين الفواصل إلى العمق الذي يحتاج إزالته . • شفط ما بين صخور الحجارة من أتربة وعوالق ، وتنظيفها جيدًا ، وغسلها ، ثم تجفيفها بالهواء المضغوط . • جيء بصخور مماثلة لصخور الكعبة المشرفة ، ثم طحنت ، وعمل منها عجينة ، بعد معالجتها معالجة خاصة بمواد ماسكة ، تكسبها صلابة أشد من صلابة الصخر . • تبليط السطح بصخور ، وسد فجواتها بهذه المادة الصلبة . • حقن الفواصل الفارغة بعجينة ماسكة ، أدخلت في الفراغات التي بين الصخور بواسطة جهاز ضغط خاص . • عمل الفواصل على شكل خطوط بارزة بين الصخور كما هو مشاهـد اليوم في جدران الكعبة . الترميم الثاني : من الإنجازات الرائعة في عهد خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ الترميم الشامل للكعبة المشرفة الذي انطلق يوم العاشر من شهر محرم من عام 1417هـ بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين . وقد سار العمل بالتدرج على النحو التالي : 1. إقامة ستار خشبي أبيض حول الكعبة المشرفة ، بحيث لا يظهر منها سوى الحجر الأسود ، مع إقامة باب للدخول في الناحية الشمالية الغربية وباب للخروج في الناحية الجنوبية الغربية . 2. تمكين أعداد كبيرة من الطائفين من مشاهدة ما حل بداخل الكعبة من شقوق ظاهرة تحتاج معه الكعبة إلى ترميم كامل ، وهذا العمل سنة سنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عند تجديده بناء الكعبة المشرفة . 3. إزالة اللوحات التاريخية ، وحفظها لإعادتها بعد انتهاء الترميم. 4. إزالة السقف والأعمدة الحاملة له لكونه الأكثر تعرضًا للتلف . 5. أزيل البلاط عن جدران الكعبة ، ثم حفرت المواد الماسكة للقطع الحجرية وهي (الخلطة التقليدية المستخدمة في البناء ) . 6. فك الأحجار المكونة للجسم الداخلي للجدر التي تحتاج إلى ترميم بعد ترقيمها . 7. الكشف على الجدار الخارجي للكعبة ؛ حيث لم يلاحظ عليه أي عيوب إنشائية ، وظهر أن البطانة الداخلية إنما كانت حشوة للفراغات التي بين الصخور في الحوائط الخارجية ، والتي تأخذ في شكلها الداخلي المدفون ما يشبه جذور الأضراس في داخل اللثة ، تطول هذه الجذور وتقصر وتكون مدببة في الغالب عند نهاياتها مشكِّلة فراغات فيما بينها . 8. لوحظ وجود تلف كبير للشدات الخشبية الموجودة في الحوائط بفعل الأرضة والفطريات والرطوبة ، وهذا الوضع يحدث كثيرًا للمادة الخشبية في كل بناء . 9. الشروع في تنفيذ الترميم وفقًا للخطوات التالية . وقد شرع في هذا العمل العظيم على خطوات : الخطوة الأولى : بعد إزالة السقف أزيلت المواد الماسكة في الفواصل التي بين الصخور الرئيسة في الصفوف (المداميك) الأربعة العليا مع عدم المساس بالجزء الخارجي من الحجارة ، وأخرجت حجارة الحشوة والحجارة الباطنية ، ورقمت ، ونظفت ، وغسلت ، تهيئة لإعادتها إلى أماكنها لاحقًا ، ثم كسيت الفواصل بمواد ماسكة ذات قدرة عالية جدًّا علي الالتصاق بالصخر ، ثم ألصقت حجارة الحشوة بمواد إسمنتية ، ذات مواصفات خاصة من حيث شدة التماسك ، وعدم التقلص ، وغرست فيما بينها قطع معدنية خاصة بشكل يربط بين أحجار الواجهة الخارجية وأحجار البطانة الداخلية للكعبة المشرفة . وأصبحت في هذه الحالة الصفوف (المداميك) الحجرية الأربعة العليا مكتملة التماسك ، بحيث لا تتأثر بما يتم أسفل منها من أعمال . الخطوة الثانية : قسمت الحوائط إلى شرائح عمودية متعرجة ، حسب تداخل الحجارة ، ويتراوح عرض الشريحة بين (1.5م و1.7 م ) حسب تداخل الصخور . وبعد ذلك تمّ فك الأحجار الداخلية للشريحة العليا من أعلى حتى منسوب أرض الكعبة الداخلي ، الذي يرتفع عن أعلى المطاف بحوالي (2.2 م) مع الإبقاء على الواجهة الخارجية كما هي ، ورقمت الحجارة المفكوكة . . الخطوة الثالثة : وفي بدايتها تمّ حفر حفرة في أرض الكعبة المشرفة من منسوبها الذي هي عليه إلى منسوب المطاف على عمق (2.2 م ) للتعرف على مدى الحاجة إلى النزول بالترميم إلى عمق القاعدة ، وبعد الحفر والمعاينة وجد أن الحال فيها أفضل بكثير مما عليه الحال في الحوائط العليا للكعبة ، إلا أن بوادر التأثيرات السلبية كانت ظاهرة ، وذلك فيما إذا ترك الوضع على ما هو عليه . وبناء عليه تم الحفر الكامل لأرضية الكعبة المشرفة ، ثم ترميمها بالأسلوب الذي تم به ترميم الحوائط العليا ، إلا أنه من باب الاحتياط امتد العمل إلى أسفل منسوب المطاف ، بما يتراوح بين نصف المتر وثلاثة أرباع المتر تقريبًا ، وهى المسافة التي تصل إلى الأحجار القوية المتماسكة والتي لا تحتاج إلى إعادة بناء ، وإذا كان من الطبيعي في أي ترميم معماري شامل لأي مبنى أن يكون الكشف فيه عن حال الأساسات وتقييمها، إلا أن أسلوب الكشف والتقييم يختلف من مكـان إلى آخر، فالكعبة ذات مكانة وقدسية ، بنيت على قواعد لها خصوصيتها ، لذا فإن طبيعة تقييم أساساتها يجب أن يراعى فيه تلافي ما يخدش تلك القدسية من تجاوز إلى باطن القواعد الأساسية أو غير ذلك. وكما هو معلوم فإن العنصر الأساسي في تكوين سقف الكعبة المشرفة هو الخشب ، والنوع الأمثل الذي يصلح استخدامه في سقف الكعبة يجب أن تكون له مواصفات معينة منها : 1 ـ مقاومة الأحمال لأطول عمر افتراضي ممكن . 2 ـ انخفاض درجة الانكماش لدرجة قريبة من الانعدام . 3 ـ مقاومة التغيير في الأجواء الحارة الجافة . 4 ـ مقاومة الأرضة والفطريات والحشرات الدقيقة والرطوبة المتسربة . 5 أن يزيد طول الجذوع على 10 أمتار.