15 سفيرا نبويا للملوك والأمراء يكشفون وجها لعالمية الدعوة الإسلامية

تعتبر كتابة الرسائل وإيفاد الرسل من الأمور المعروفة على مر العصور، وقد انتهج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب لإيصال دعوته إلى الآفاق، وكانت الرسائل النبوية التي أرسلها في عهده صفحة بارزة من صفحات السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، حيث أنها تكشف وجها من وجوه التطبيق العملي الملموس لعالمية الدعوة الإسلامية، باعتبارها خاتمة الأديان

تعتبر كتابة الرسائل وإيفاد الرسل من الأمور المعروفة على مر العصور، وقد انتهج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب لإيصال دعوته إلى الآفاق، وكانت الرسائل النبوية التي أرسلها في عهده صفحة بارزة من صفحات السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، حيث أنها تكشف وجها من وجوه التطبيق العملي الملموس لعالمية الدعوة الإسلامية، باعتبارها خاتمة الأديان. وكان انتشار الإسلام بالسفارات النبوية كان انتشارا واسعا في تسعة أقطار هي: اليمامة، وعمان، والبحرين، واليمن في أربع مناطق شاسعة منها حضرموت، وكان انتشاره محدودا في الحبشة، لأن إسلام النجاشي لا يؤدي بالضرورة إلى إسلام شعبه كافة، وهذا كما جاء في كتاب 'سفراء النبي صلى الله عليه وسلم' والذي فصل أعمال أولئك السفراء الذين أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم في اختياره لهم. ---------- الهدف والمهمة: كان هدف السفارات النبوية هو الدعوة إلى اعتناق الدين الإسلامي والدعوى والإصلاح، فكان سفراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين بعثهم إلى الملوك والرؤساء في زمانه دعاة إلى الإسلام، ولكنهم صفوة الدعاة إلى الله، لأن إسلام ملك أو رئيس يؤثر تأثيرا عظيما في أتباعه. ---------- مصطلح السفير في الفصحى القديمة: في حديث علي ابن أبي طالب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنهما، أنه قال لعثمان 'إن الناس قد استسفروني بينك وبينهم' أي جعلوني سفيرا. ---------- وبلغ عدد السفراء النبويين 15 سفيرا، استشهد واحد منهم وهو في طريقه إلى ملك بصرى، فقتل قبل أن يبلغ رسالته إليه، ومزقت رسالة نبوية واحدة ولم تمزق غيرها من رسائل النبي صلى الله عليه وسلم حتى من الذين لم يسلموا. ورفض اعتناق الاسم بشدة وبالتهديد كلا من: كسرى أبرويز بن هرمز ملك الفرس، والحارث بن شمر الغساني ملك الغساسنة في الشام، وصرف بالحسنى السفير النبوي كلا من: هرقل قيصر الروم، والمقوقس ملك مصر، والذي قدم هدية للرسول الكريم، بمعنى أن أربعة ملوك بقوا على دينهم ولم يسلموا، إلا أن ملكين منهم صرفا سفيري الرسول بالعنف، وملكين منهم صرفا بالحسنى، وقد أسلم الآخرون وأسلم مع قسم منهم كثير من أتباعهم، وأسلم مع قسم آخر قليل من أتباعهم. الملكين الذين لم يسلما وصرفا السفيرين النبويين بالعنف: 1- كسرى أبرويز: كان معروفا بالصّلف والعنجهية والتكبر والتهور، فساقته هذه العيوب إلى أن يخسر ملكه وحياته في ثورة قادها عليه ابنه. 2- الحارث بن شمر الغساني، ملك الغساسنة بالشام: لم يكن أمره بيده، بل بيد سيده ملك الروم هرقل، وكان لا يفكر بعقله بل بعقل سيده، وقد افتعل الحماسة في مجابهة السفير النبوي وهدد وتوعد وأرعد وأزبد، فلما عرف أن هرقل لا يرضى عن حماسته المفتعلة أصبح غضبه حلما وتشدده تساهلا، وأكرم السفير النبوي وأعاده إلى المدينة سالما. أما هرقل قيصر الروم، والمقوقس ملك مصر اللذان لم يسلما، ولكنهما أعادا السفيرين النبويين بالحسنى، فكانا يخافان على ملكهما وحياتهما من شعبهما، ومعاملتهم للسفيرين بالحسنى دليل على أنهما لم يخفقا في مهمتهما، كما أن السفيرين اللذين قصدا كسرى وملك الغساسنة كان اخفاقهما لأسباب خارجة عن ارادتهما، ولا سبيل لهم للتغلب على تلك الأسباب، بمعنى أن السفراء الـ13 المتبقيين نجحوا في أداء مهماتهم نجاحا باهرا، والذي ارتبط نجاحهم باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، فتميزوا بسمات خاصة أهلتهم لتحمل أعباء واجباتهم الثقيلة الصعبة بكفاءة واقتدار في أقصى الظروف والأحوال. ---------- السفراء: 1- جعفر بن أبي طالب (أول سفير في الإسلام)، أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة، في 8 ق هـ (النتيجة: أسلم النجاشي الأول) 2- عمرو بن أمية الضمري الكناني، أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة، في أواخر عام 6 هـ (النتيجة: أسلم النجاشي الثاني) 3- دحية بن خليفة الكلبي، أرسل إلى هرقل قيصر الروم، في أواخر عام 6 هـ (النتيجة: صرف السفير بالحسنى) 4- عبدالله بن حذافة السهمي، أرسل إلى كسرى أبرويز بن هرمز ملك الفرس، في أوائل عام 7 هـ (النتيجة: مزق الكتاب النبوي) 5- حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، أرسل إلى المقوقس ملك مصر، في أواخر عام 6 هـ (النتيجة: أهدى للنبي، وصرف السفير بالحسنى) 6- شجاع بن وهب الأسدي، أرسل إلى الحارث بن شمر الغساني ملك الغساسنة بالشام، في أواخر عام 6هـ (النتيجة: لم يسلم) 7- سليط بن عمرو العامري القرشي، أرسل إلى هوذة بن علي الحنفي ملك اليمامة، في أواخر عام 6 هـ (النتيجة: أسلم) 8- عمرو بن العاصي القرشي السهمي، أرسل إلى جيفر وعبد ابنا الجلندي في عمان، في أواخر عام 8 هـ (النتيجة: أسلما) 9- العلاء بن الحضرمي، أرسل إلى المنذر بن ساوى العبدي في البحرين، في أواخر عام 6 هـ (النتيجة: أسلم) 10- الحارث بن عمير الأزدي، أرسل إلى ملك بصرى في الشام، في أواسط عام 8 هـ (النتيجة: استشهد السفير قبل وصوله) 11- المهاجر بن أبي أمية القرشي المخزومي، أرسل إلى الحارث بن عبد كلال الحميري في اليمن، في عام 9 هـ (النتيجة: أسلم) 12- جرير بن عبدالله البجلي، أرسل إلى ذو الكلاع وذو عمرو في اليمن، في عام 11 هـ (النتيجة: أسلما) 13- معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي، أرسل إلى الحارث وشرحبيل ونعيم بن عبد كلال، في أواخر عام 9 هـ (النتيجة: أسلموا) 14- أبو موسى الأشعري، أرسل إلى الحارث بن عبد كلال وإخوته، في أواخر عام 9 هـ (النتيجة: أسلموا) 15- عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي، أرسل إلى الحارث بن عبد كلال وإخوته وبنو الحارث ابن كعب في نجران، في أواخر عام 10 هـ (النتيجة: أسلموا) ---------- سيرة السفراء: 1- جعفر بن أبي طالب : جعفر بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخو علي بن أبي طالب لأبويه وهو جعفر الطيار وكان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه و سلم خلقا وخلقا أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل. 2- عمر بن أمية الضمري: أبو أمية عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبيد الله بن ناشرة بن كعب بن جدى، ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكنانى الضمري الصحابي الحجازي، أسلم قديما، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وأول مشاهده بئر معونة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثه في أموره. 3- دحية بن خليفة الكلبي: هو دحية بن خليفة بن فضالة بن فروة الكلبي، أسلم قديما، وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشاهده كلها بعد بدر، وأرسله رسول الله بكتاب إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى هرقل. 4- عبد الله بن حذافة السهمي : عبدالله بن حذافة بن قيس السهمي القرشي، أبو حذافة : صحابي أسلم قديما، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى، وهاجر إلى الحبشة، وقيل : شهد بدرا، وأسره الروم في أيام عمر، ثم أطلقوه، وكانت فيه دعابة، وشهد فتح مصر، وتوفي بها في أيام عثمان . 5- حاطب بن أبي بلتعة : هو أبو محمد، وقيل: أبو عبد الله حاطب بن أبى بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة بن صعب بن سهل بن العتيك بن سَعَّاد، ابن راشدة بن جزيلة، ابن لخم بن عدى حليف للزبير بن العوام . 6- شجاع بن وهب الأسدي : شجاع بن وهب بن ربيعة الأسدي، من بني غنم: صحابي ، شجاع من أمراء السرايا، قديم الإسلام، شهد المشاهد كلها، وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وقتل شجاع بن وهب يوم اليمامة سنة 12 وهو ابن بضع وأربعين سنة، وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. 7- سليط بن عمرو القرشي : سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري أخو سهيل بن عمرو وكان من المهاجرين الأولين ممن هاجر الهجرتين، وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا ولم يذكره غيره في البدريين وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي الحنفي وإلى ثمامة بن أثال الحنفي وهما رئيسا اليمامة. 8- عمرو بن العاص : عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، أبو عبد الله : فاتح مصر، وأحد عظماء العرب ودهاتهم وأولي الرأي والحزم والمكيدة فيهم، كان في الجاهلية من الأشداء على الإسلام، وأسلم في هدنة الحديبية، وولاه النبي صلى الله عليه وسلم إمرة جيش 'ذات السلاسل' وأمده بأبي بكر وعمر، كما أرسله الرسول إلى ملكا عمان فأسلما وخليا بينه وبين الصدقة والحكم فيما بينهم، فلم يزل عندهم حتى توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم. 9- العلاء بن الحضرمي : العلاء بن الحضرمي واسم الحضرمي عبدالله بن عباد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج بن أبي بن الصدف وقيل: عبدالله بن عمار - وقيل: عبدالله بن ضمار - وقيل: عبد الله بن عبيدة بن ضمار بن مالك، ولا يختلفون أنه من حضرموت حليف حرب بن أمية ولاه النبي صلى الله عليه وسلم البحرين، وتوفي النبي وهو عليها فأقره أبوبكر خلافته كلها ثم أقره عمر وتوفي في خلافة عمر سنة 14هـ وقيل: توفي سنة 21هـ واليا على البحرين واستعمل عمر بعده أبا هريرة . 10- الحارث بن عمير الأزدي : الحارث بن عمير الأزدي أحد بني لهب بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه إلى الشام إلى ملك الروم وقيل: إلى ملك بصرة فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني: فأوثقه رباطا ثم قدم فضربت عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره فلما اتصل خبره للنبي بعث البعث الذي سيره إلى مؤتة وأمر عليهم زيد بن حارثة في نحو ثلاثة آلاف فلقيتهم الروم في نحو مائة ألف . 11- المهاجر بن أبي أمية : المهاجر بن أمية بن المغيرة القرشي المخزومي، أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها وأمها وكان اسمه الوليد، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه وقال لأم سلمة: 'هو المهاجر' 12- جرير بن عبد الله البجلي : جرير بن عبد الله بن جابر وهو الشليل بن مالك بن نصر بن ثعلبة ابن جشم بن عويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد ابن نذير بن قسر وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث البجلي، يكنى أبا عمرو وقيل أبا عبد الله . 13- معاذ بن جبل : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم الجشمي وأدي الذي ينسب إليه هو: أخو سلمة بن سعد القبيلة التي ينسب إليها من الأنصار، وقد نسبه بعضهم في بني سلمة وقال ابن إسحاق: إنما ادعته بنو سلمة لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس لأمه وسهل من بني سلمة، وكان معاذ يكنى أبا عبد الرحمن وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمره لما أسلم 18 سنة. 14- أبو موسى الأشعري : عبد الله بن قيس بن سليم بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب أبو موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم، وأمه ظبية بنت وهب امرأة من عك أسلمت وماتت بالمدينة، ذكر الواقدي أن أبا موسى قدم مكة فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية وكان قدومه مع إخوته في جماعة من الأشعريين ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. 15- عمرو بن حزم: عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل نجران وهم بنو الحارث بن كعب وكان عمره 17 سنة بعد أن بعث إليهم خالد بن الوليد فأسلموا وكتب لهم كتابا فيه الفرائض والسنن والصدقات والديات. وتوفي بالمدينة سنة 51هـ وقيل: سنة 54هـ وقيل : سنة 53هـ وقيل: إنه توفي في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة، والصحيح أنه توفي بعد الـ50 لأن محمد بن سيرين روى أنه كلم معاوية بكلام شديد لما أراد البيعة ليزيد .