تفاعل

أوفوا الكيل احتراما وهيبة للمعلم

u0628u0646u062fu0631 u0627u0644u062du0646u064au0634u064a
بادئ ذي بدء، يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

قم للمعلم وفه التبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

لله درك يا ابن شوقي حينما قلت هذا البيت، عرفانا وشكرا منك لأطباء الجهل، ومعلمي الأجيال، لله درك حينما حسبت أن يدوم الشكر من بعدك لمن أحسن التعليم وتفانى في عمله. لكن الحال من بعدك اختلف يا ابن شوقي فأضحى المعلم يشنع عليه ويستخف به فلا يجد إلا جحودا، ولا يلقى إلا تطاولا عليه ضربا وشتما، فلا بذلوا له الندى، ولا كفوا عنه الأذى.

بودي أن يذكروا شيئا من أفضاله، فهو الأمان على طلابه حين يكونون بين أسوار المدرسة، فتهنأ الأم نوما بعد سهر ليل، ويطمئن الأب بعد قلق مستديم.

بودي أن يذكروا أنه الطبيب المعالج لطلابه إن حصل لهم عارض صحي. وبودي أن يذكروا أنه المطعم إذا جاع طلابه ولم يكن ثمة ما يجدونه. وبودي أن يذكروا أنه سينزع رداءه لينعم طالبه بالدفء. وأن يذكروا أنه علم طلابه الأخلاق قبل الحروف والأعداد.

كل هذا ولم يعد للمعلم احترام يقدره، ولا تقدير يبجله، ولا هيبة تصونه.

بودي أن يخطوا على خطى أفضل الخلق رسول الله صل الله عليه وسلم في تواضعه لمعلمه جبريل - عليه والسلام، وكذا موسى عليه السلام مع الخضر.

الأمر في غاية الأهمية، فلا بد أن ترد إليه حقوقه، ومنها احترامه وتقديره، وتبجيله حبا فيه، وهيبته صيانته له.

فمن هنا أهيب بالأسر أولا بأن تزرع الاحترام في نفوس النشء لمعلمي الأجيال، ومهندسي الحضارات، ومن ثم يأتي دور الوزارة ثانيا بأن توفي الكيل له باستصدار أنظمة لها من القوة ما يحسب له ألف حساب.

أختم بنصيحة تكتب بالذهب على قلادة من زمرد، ولتقلد فوق الصدور، ولتحفظ غيبا في القلوب «إن سقط المعلم سقط المجتمع»، فبالعلم تقوم حضارات وبدونه تسقط.