الجوع والمجانين يعكسان الحياة في حواري المنصور
يتميز حي المنصور القريب من المنطقة المركزية في العاصمة المقدسة بتعدد ساكنيه من مختلف الجنسيات، كما يشتهر بمساكنه العشوائية، ويؤمه كثير من الحجاج والمعتمرين لتدني قيمة إيجار المساكن
الأربعاء / 27 / جمادى الأولى / 1436 هـ - 18:45 - الأربعاء 18 مارس 2015 18:45
يتميز حي المنصور القريب من المنطقة المركزية في العاصمة المقدسة بتعدد ساكنيه من مختلف الجنسيات، كما يشتهر بمساكنه العشوائية، ويؤمه كثير من الحجاج والمعتمرين لتدني قيمة إيجار المساكن. كانت المنطقة تسمى سابقا بجرول الطندباوي، وحسب التقسيم الإداري تم تقسيمها إلى عدة أحياء، سمي جزء منها بحي المنصور، نسبة إلى الراحل الأمير منصور بن عبدالعزيز - وفقا لعمدة الحي فوزي الهاشمي. وقال الهاشمي إن المنطقة قسمت بعدها إلى أحياء صغيرة وحارات، حملت العديد من المسميات، منسوبة إلى أحداث وقعت في تلك الأحياء على مر السنوات. ويرى أن ضيق الحواري فاقم من أمر تكوم النفايات، وطالب الأمانة بوضع صندوق نفايات ملاصق للبنايات التي تشيد من جديد مثله كصندوق الكهرباء وصناديق البريد، حتى يلتزم المواطن بوضع النفايات فيها ولا يلقيها على قارعة الطريق، فضلا عن إدراج التمديدات الخاصة بأجهزة التكييف ضمن خرائط البنايات الإنشائية لتلافي مشاكل تجمعات المياه والأمراض الناجمة عنها. ودعا أمانة العاصمة المقدسة بإلزام المكاتب الهندسية إدراج اتجاه القبلة ضمن الخرائط الإنشائية في كل غرفة من غرف المنازل أو الفنادق المراد إنشاؤها، وذلك تيسيرا على الحاج والمعتمر. حارتا الجوع والمجانين، تحدث عنهما محمد الزبرناوي بأن حارة الجوع كانت تطلق من قبل الشباب على حارة يسكنها فقراء تأتيهم الهبات العينية والمادية من الميسورين، فيما تقع حارة المجانين على شارع أم القرى يفصل بينها وبين شارع المنصور طريق واحد، حيث كان سكان تلك الحارة من قبائل المجنوني. محمد آدم أحمد الشهير بـ«حبيب» تحدث عن حارة المكوار بقوله إنها جزء من التقسيم الإداري الجديد، وجزء من حارة تتبع لشارع المنصور والطندباوي، وكان شيخها يدعى محمد أمين هارون، وتفرعت الحارات مع التوسع وسوء الفهم فقد أمسك كل شيخ حارة يدير شؤونها، وهم شيوخ متعارف عليهم لدى سكان تلك الأحياء. فيما بين شعيب هوساوي أن مسمى حارة المكوار عائد إلى تكور المياه أيام الأمطار، وقد كانت المنطقة بعد السيل تكثر بها المياه ممتدة من شارع الحج مرورا بجميع الأحياء، منها القشلة، وجبل غراب، وقد تكورت بها المياه، وأصبحت فيها مناطق زراعية، لكن مع تكاثر السكان أزيلت تلك البساتين واحتلت الغابات الاسمنتية مكانها. ويلفت محمد أمين هارون إلى أن الأحياء أصبحت مقسمة إلى حي المنصور، والطندباوي، وحي التيسير، والزهراء، والهنداوية، والخالدية، والنكاسة، والبيبان، والنزهة، لكل منها عمدة حسب الكثافة السكانية في كل حي، وأضاف «كانت مشاكل الحرائق مستمرة في المنازل والعشش التي كان يسكنها الناس خاصة بحارة المكوار والطندباوي». شعيب الهوساوي يرى أن قرب الأحياء من الحرم جعل الشباب يجتهدون في الذهاب يوميا إلى المسجد الحرام خاصة في المواسم وتقديم الإفطار للصائمين والخدمات للحجاج والمعتمرين، وهذه الميزة لا توجد إلا في الأحياء البسيطة. وقال «تميزنا بالرقصات الشعبية والمزمار وكنا ندعو الأحياء المجاورة لمشاركتنا فرحتنا في الأعياد والمناسبات السعيدة ونخدم جميع من يلبي دعوتنا برحابة صدر ونعدّ من الأحياء التي تشتهر بالمراكيز، حيث بعد كل مسافة يوجد مركاز وتجمع لبعض شيوخ الحارات لتبادل الأحاديث».