حول العين لا يتحسن إذا تجاوز الطفل أربعة أشهر
حول العينين لدى الأطفال لا يعد مشكلة جمالية فحسب، بل تتعداها إلى التأثير على قوة الإبصار أيضا، وهو من الحالات الشائعة، وعلاجها يتم ببساطة فقط إذا تم اكتشافها وملاحظتها في وقت مبكر، وعولجت لدى طبيب مختص له خبرة كافية في هذا الشأن.
الأربعاء / 27 / جمادى الأولى / 1436 هـ - 13:15 - الأربعاء 18 مارس 2015 13:15
حول العينين لدى الأطفال لا يعد مشكلة جمالية فحسب، بل تتعداها إلى التأثير على قوة الإبصار أيضا، وهو من الحالات الشائعة، وعلاجها يتم ببساطة فقط إذا تم اكتشافها وملاحظتها في وقت مبكر، وعولجت لدى طبيب مختص له خبرة كافية في هذا الشأن.
حالة شائعة
وأوضح استشاري طب وجراحة العيون بمجموعة د.سليمان الحبيب الطبية والحاصل على الزمالة في طب وجراحة العيون الدكتور راشد فطاني لـ»مكة» أن الحول يعد حالة شائعة تصيب الأطفال الذكور والإناث على حد سواء، إضافة إلى إمكانية حدوثه في مرحلة لاحقة من العمر، آخذين بعين الاعتبار أن الحول قد يصيب أكثر من فرد في العائلة، كما أنه قد يصيب الأشخاص الذين ليس لهم أقارب مصابون بهذه الحالة. وبين الدكتور فطاني أن الحول هو عيب بصري، تكون فيه العينان غير مستقيمتين، وتنظران إلى اتجاهين مختلفين، حيث تكون إحداهما متجهة للأمام مباشرة، بينما الأخرى تنحرف إلى الداخل أو الخارج أو إلى أعلى أو للأسفل، كما أن عدم الاستقامة هذا قد يكون ملحوظا دائما أو أنه يظهر ويختفي.
6 عضلات
وأكد وجود ست عضلات تتحكم في حركة العين، ولكي يمكن تثبيت وتركيز كلتا العينين على هدف مرئي واحد، يجب أن يكون هناك توازن وتنسيق في العمل بين العضلات الست الموجودة حول كل عين، مشيرا إلى أن عدم استقامة العينين في مرحلة الطفولة قد يسبب تدن في القدرة البصرية، أو كسل في إحدى العينين، حيث يستقبل المخ الصورة الآتية من العين المستقيمة التي ترى بشكل أفضل، متجاهلا الصورة الآتية من العين الأخرى غير المستقيمة، ما يؤدي إلى كسلها، ويلاحظ أن مثل هذا الكسل يؤدي أيضا إلى فقدان القدرة على إدراك البعد الثالث للأشياء (أي الصورة المجسمة والعمق).
ازدواجية الرؤية
وأفاد بأن الكبار الذين يصابون بالحول غالبا ما تكون الرؤية لديهم مزدوجة، لأن المخ تعود على استقبال الصورتين المرسلتين من كلتا العينين ودمجهما وقتما كانت العينان مستقيمتين، أما في حالة الحول، فإن المخ لا يستطيع دمج الصورتين ولا يستطيع أن يتجاهل أيا منهما، والنتيجة تكون ازدواجية في الرؤية، بينما عند الأطفال الصغار المصابين بهذه الحالة، فإن المخ يقوم باستقبال الصورة المنقولة عن العين التي توفر رؤية أفضل، ويتجاهل الصورة الآتية من العين الأخرى، واستمرار هذا التجاهل يؤدي بمرور الوقت إلى تدني الرؤية في العين غير المستقيمة، وبشكل دائم ويعرف هذا بالكسل البصري. وبين وجود أنواع كثيرة للحول، منها ما يعرف بالأنسي، ويختلف ما بين تكيفي وخلقي، وكذلك يوجد الحول إلى الخارج ويعرف بالحول الوحشي.
استشارة الطبيب
ونبه استشاري طب وجراحة عيون الأطفال إلى أنه في حالات قد يلاحظ على بعض الأطفال الرضع وجود حول نتيجة لكون الأنف عريضا ومفلطحا، مع وجود ثنية داخل الجفن، والتي قد تخفي العين عند التحديق جانبا، الأمر الذي قد يظهر العينين وكأن بهما حولا، وهو ما يسمى بالحول الكاذب، وهذه الحالة تتحسن مع نمو الطفل، أما الحول الحقيقي فلا يتحسن مع نمو الطفل إذا تجاوز عمره أربعة أشهر، وبإمكان طبيب العيون تمييز حالات الحول الحقيقي من الحول الكاذب، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص في حالة الشك بوجود حول في عين الطفل.
الفحص الدوري
وشدد على ضرورة إجراء فحص للأطفال من قبل الطبيب المختص أثناء مراحل الطفولة، للكشف عن أي احتمال لوجود أمراض في العين، ويكون هذا الأمر مهما إذا كان أحد الأقارب يعاني من وجود حول أو كسل بالعين، مؤكدا أن الغرض الأساسي من علاج الحول يتلخص في الحفاظ على القدرة البصرية للعين وحمايتها من الكسل، وكذلك تحقيق استقامة العينين، إضافة إلى العمل على استعادة القدرة على الإبصار بكلتا العينين في وقت واحد.
حلول منوعة
وأشار إلى علاج الحول يختلف من حالة لأخرى، باختلاف السبب المؤدي للإصابة، حيث قد يشمل العلاج استخدام النظارات الطبية أو إجراء عملية جراحية، لتعديل وضع عضلات العين، وكذلك استئصال الماء الأبيض حال وجوده، إضافة إلى تصحيح أي عيوب أخرى تكون السبب في انحراف العين عن وضعها الطبيعي، كما يمكن علاج كسل العين وذلك بتغطية العين السليمة بهدف تحسين القدرة البصرية في العين المصابة إن لزم الأمر. وبين أن جراحات الحول تتم بتغيير موقع التصاق العضلات بالعين للأمام أو للخلف أوتغيير الموقع تماما، من أجل تحقيق استقامة العينين، ومن الممكن أن يتحقق ذلك بالجراحة بعين واحدة أو بالعينين معا، بحسب الحالة نفسها، ويتم ذلك عادة تحت التخدير العام، مشددا على أن جراحة الحول ليست بديلا عن استخدام النظارات الطبية أو الوسائل العلاجية الأخرى.
نمو بصري سليم
ودعا الدكتور فطاني إلى الحرص على إجراء التدخل الجراحي لعلاج الحول في سن مبكرة، إذا كان هناك داع للعلاج الجراحي، مشيرا إلى أنه كلما تم ذلك في مراحلة مبكرة كلما تحسنت الفرصة أمام الطفل لتحقيق نمو بصري سليم في كلتا العينين. وقال: من المهم التأكد هنا على أن قرار توقيت إجراء العملية يتم من قبل طبيب العيون المختص حسب كل حالة على حدة وليس بناءا على رغبة الوالدين، فالإجراء الجراحي يعتمد في مقداره ونوعه بناءا على جداول عالمية معروفة ومتداولة، وتستقيم العينين في أغلب الحالات، إلا أن بعضا منها قد يحتاج لجراحة ثانية.