غالبا ما نسمع عن قصص مثل: ألف موزارت سيمفونيته الأولى في سن الرابعة، وأن بوبي فيشر لقب بالأستاذ الكبير في الشطرنج في سن الـ15 فقط، وناديا كومانتشي حققت الدرجة الكاملة في الجمباز بعمر 14. ونشاهد على التلفاز مسابقات الموهبة والمنافسات التي يذهل فيها المشاركون الجمهور بموهبتهم ومهاراتهم. وما ينساه معظم الناس أن العديد من المهارات تتطلب ساعات من العمل الشاق، وقد يملك الشخص الموهبة في مجال ما ولكن إتقانها يكون نتاج ساعات طويلة من الصقل والتدريب. القدرة الطبيعية مقابل المهارة المصقولة يملك الأطفال القدرة على تعلم المهارات الجديدة بسرعة، ومرونة دماغ الطفل مذهلة للغاية، وهذا ما يسمح للأطفال بتعلم لغتين أو 3 لغات بكل سهولة. ويتقن الأطفال الرياضة والعزف على الآلات الموسيقية وغيرها من المهام المعقدة بشكل أسرع من البالغين. ووفقا لـBrainFacts.org فإن حجم القشرة أمام الجبهية تتزايد كثافته خلال فترة الطفولة، ويصل ذروته في فترة المراهقة، ويبدأ بالتناقص خلال العشرينات. لذا يمكن القول بأنه عند بلوغ 30 عاما فإن الدماغ يكون وصل لمرحلة النضج ولا يملك تلك القدرة المميزة على التعلم التي يمتلكها دماغ الطفل. تفسير الموهبة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن المصدر الأول لمعرفة الطفل هو أبويه، ففي حالة موزارت كان والده ليوبولد موزارت ملحنا وعازف كمان شهير ومؤلف كتاب عن العزف على الكمان. وبلا شك فإن موزارت قد نشأ في بيئة موسيقية فذة. وحتى عندما كان لا يزال رضيعا فإنه أحيط بالموسيقيين الآخرين، وكان والده يعزف البيانو والكمان لساعات طويلة. وبدون تعليمات وتوجيهات والده وإشرافه على تطوير مهارات ابنه قد يتساءل المرء هل كان سيكون لموزارت كل هذا الصيت والشهرة؟ ومع هذا لا يمكننا نسب مهارات الطفل للوالدين فحسب، فهناك أطفال تمكنوا على الرغم من الظروف الصعبة في أسرهم من إظهار مواهب ناجحة. وهذه الفكرة ليست ضد القدرة الطبيعية ولكن الموهبة وحدها لا تكفي للنجاح. إلى أي مدى الموهبة مهمة؟ ويقول موقع هفنجتون بوست: يبدو أن المجتمع العملي يتفق مع إحدى قصص إيسوب، فالسلحفاة تمكنت من هزيمة الأرنب البري لأنه أخذ قيلولة، والعمل الشاق يتفوق على الموهبة. وحتى الأشخاص الذين يملكون الموهبة في مجال ما سواء كان ذلك في الموسيقى أو حتى البرمجة يتعين عليهم قضاء ساعات طويلة في التدريب لصقل مهاراتهم. ويمكننا القول إنه دائما ما يكون هناك شخص موهوب أكثر منك، لذا لا تهدر وقتك في الشعور بعدم كفاءتك لأن هناك من يتقن الشيء «بشكل طبيعي»، فإن لم تكن أرنبا بريا كن السلحفاة. وبالتأكيد هناك عدة أرانب نائمة على جانب الطريق ويمكنك أن تتجاوزها بالعمل الدؤوب. ركز على ما يمكنك فعله والخطوات التي يجب أن تتخذها لمعالجة ضعفك، وبذلك ستكون أكثر عضو قيم في فريق عملك.