مخاطر العولمة الثقافية
يعيش المجتمع الإسلامي اليوم في ظل عولمة ثقافية خلقت صراعا فكريا بين أتباعه، وتستهدف هذه العولمة عقول شبابه وتشويه عقيدتهم وتقاليدهم وآدابهم
الاحد / 13 / ربيع الأول / 1436 هـ - 23:00 - الاحد 4 يناير 2015 23:00
يعيش المجتمع الإسلامي اليوم في ظل عولمة ثقافية خلقت صراعا فكريا بين أتباعه، وتستهدف هذه العولمة عقول شبابه وتشويه عقيدتهم وتقاليدهم وآدابهم. إنه صراع فكري يحمل في طياته وثناياه فكرا منحرفا، يهدف إلى انسياق الشباب وراء الأفكار الهدامة، التي تروج لها أبواق الإعلام المعادية، وتسعى من خلالها إلى تشويه صورة الإسلام الناصعة البياض، وإلى هدم البقية الباقية من الدول الإسلامية المتماسكة من داخلها، أو هي كما يقولون أسلحة الجيل الرابع من الحروب المعاصرة، لذا فإنه لا مناص أمام المسلمين من العودة إلى القيم والمثل العليا، تعيدهم إلى الاعتصام بالمبادئ الإسلامية الصحيحة، وتضعهم على طريق الوسطية الإسلامية والاعتدال الفكري، وتخرجهم من دائرة هذا الصراع الفكري الذي صنعته هذه العولمة الثقافية، ونشأ عنها تيارات وأحزاب وتنظيمات منحرفة، تتسمى باسم الإسلام والإسلام منها براء مثل: تنظيم داعش، وحزب الله، الذي هو في حقيقته (حزب للشيطان)، وما يسمى بالإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات والأحزاب الضالة. وقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله ومتعه بموفور الصحة والعافية، خطورة هذا الأمر على المجتمع الدولي بصفة عامة، والمجتمع الإسلامي بصفة خاصة، وحذر الغرب من احتمال وصول داعش خلال شهر إلى قارة أوروبا، وخلال شهرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ونجم عن هذا التحذير إنشاء تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة هذا التنظيم، الذي تشكل وضم بين جنباته أفرادا ينتمون إلى أكثر من ثمانين دولة، تجمعوا في العراق وسوريا، وخطرهم كبير وضررهم أكبر، ولذلك جاء تحذير خادم الحرمين الشريفين منهم، ومن فكرهم المتطرف، بسبب فهمهم الخاطئ لأحكام الدين الإسلامي، مما أدى إلى تشددهم وتطرفهم وغلوهم، وبالتالي تشويههم لصورة الإسلام السمحة في أذهان الشرق والغرب على حد سواء، كما أثمرت دعوة خادم الحرمين الشريفين لعلمائنا بضرورة التحرك لبيان خطورة فكرهم، وتوجيه الشباب وتحذيرهم من الانخراط في صفوف هذا التنظيم المنحرف، أو التأثر بفكرهم المتطرف، واستجاب سماحة مفتي عام المملكة وبقية علمائنا، حفظهم الله، لهذه الدعوة وقاموا بجهود مباركة، أرجو أن تستمر وتتواصل في هذا الشأن وغيره، فالشباب هم عماد الوطن، ولا يجب أن يتركوا فريسة للوحوش الضارية من هؤلاء الخوارج، الذين يسعون بكل ما أوتوا من سبيل للتغرير بشبابنا، والزج بهم في أتون هذه الفتنة، التي امتد أثرها وجعلت الحليم في حيرة. والله الهادي إلى سواء السبيل.