الرأي

ولي العهد في أمريكا.. ردود الفعل الداخلية

مانع اليامي
على المستوى الدولي، السعودية اليوم محل اهتمام بالغ غير مسبوق، اهتمام يزداد تصاعدا على وقع تحركات ولي العهد السعودي، الكثير من الملفات المهمة لتجويد الأمن والاستقرار العالميين على طاولة لقاءاته مع المسؤولين هنا وهناك، والشفافية دائمة الحضور، بكل وضوح لم يعد المجال مفتوحا في السياسة السعودية، وقد نفد صبرها للسكوت عن تخبطات الدول التواقة لخلخلة استقرار مفهوم الدولة في الشرق الأوسط بقيادة إيران لزرع الفتن في المنطقة بأدوات الأيديولوجيا كمدخل عاطفي لتمرير التطرف والإرهاب.

من الطبيعي أن تواجه الميليشيات التابعة التي تشكل أذرع العمل البذيء بالوكالة من نافذة تشويه المنطقة وزرع الحواجز في وجه السلام واستتباب الأمن تمهيدا للتحرك العسكري، نعم من الطبيعي أن تواجه بقوة. مرحلة التبريد على أمل عودة الحمقاء إلى جادة الصواب تشبه الأمل في تخلي الحاقدين عن حقدهم، الأمر أكثر تعقيدا حال اجتمعت الحماقة مع الحقد.. هنا تصعب المداراة ويتعذر قبول الوضع عطفا على النتائج المتوقعة من هذا التزاوج البغيض المفضي إلى كل شر في كل وقت.

للتاريخ، سعت السعودية سنوات طويلة وما زالت تردع الشر بالخير، وحينما كان الحزم خيارا ظهر العزم شامخا من بوابة هدوء الدبلوماسية السعودية.

عموما، لن يخط الراصد المتتبع لزيارات ولي العهد السعودي الدولية رسائله المهمة لكل الشعوب، تحقيق السلام العالمي محور التحرك على كل المستويات. في زيارته الأخيرة لأمريكا وهي الأولى بعد توليه ولاية العهد الزيارة التي التقى خلالها الرئيس الأمريكي «دونالد ترمب» وأهم أعضاء الإدارة الأمريكية ظهر للعالم أجمع عبر المتاح من تفاصيل الزيارة إسهام الأمير الشاب في نضوج العلاقات الأمريكية السعودية على أساس من العدالة والسلام والازدهار الاقتصادي.

إجمالا، ردود الفعل الدولية قدرت كثيرا سعي الأمير الشاب الطموح لوضع بلاده في المكان اللائق بها على الخارطة الدولية، الآن وليس غدا.

على المستوى الداخلي ، وهذا هو المهم عندي، يتمتع ولي العهد بشعبية واسعة جدا، السعوديون اليوم يدركون أن الأمير محمد بن سلمان يحمل همومهم ويتحدث عنها معهم ومع الخارج بشفافية تمهد لتجاوز كل العقبات، وهذا يكفيهم تفاؤلا بالمستقبل، يثقون في برنامجه الإصلاحي الداخلي المنبثق من الرؤية الوطنية الكبيرة.

الناس في الداخل بدؤوا صراحة يلمسون المعنى الحقيقي لتوطين الوظائف وخفض البطالة ويثقون في المسارات الاستثمارية القادمة.

ختاما، انخفضت الأصوات المأجورة الممانعة للتقارب المذهبي في البلاد والمؤكد أن تستوعب الوظيفة العامة القيادية كل الأطياف، مما يعني زوال مرحلة التشدد الانتهازية ومعها كل التقارير الوردية وإحلال قاعدة تكافؤ الفرص وسيادة قانون البقاء للأصلح. لا يتسع المجال لتتبع تفاصيل البرنامج الإصلاحي والخلاصة «أن الأمير رد المعتدي وأشعل جذوة الأمل».. وبكم يتجدد اللقاء.

alyamimanae@gmail.com