أهازيج حجازية تسوق للأكلات الشعبية في المهرجانات
رغم وجود العديد من المواقع الالكترونية التي تقدم وصفات متنوعة لطريقة صنع البليلة، التي تبدع في طريقة تقديمها وتشكيلها بأنواع عدة من البهارات، إلا أن البليلة التي تباع سواء في الحارات أو خلال تواجدها في المهرجانات الشعبية ما زالت هي الأفضل، بحسب الزبائن، إذ إن صنع البليلة المنزلية لم يعد مغريا مقارنة بتحليق الزبائن حول صاحب البليلة وهو يردد عبارات الترحيب والتشويق لتذوق الأكلة
الثلاثاء / 19 / جمادى الأولى / 1436 هـ - 13:15 - الثلاثاء 10 مارس 2015 13:15
رغم وجود العديد من المواقع الالكترونية التي تقدم وصفات متنوعة لطريقة صنع البليلة، التي تبدع في طريقة تقديمها وتشكيلها بأنواع عدة من البهارات، إلا أن البليلة التي تباع سواء في الحارات أو خلال تواجدها في المهرجانات الشعبية ما زالت هي الأفضل، بحسب الزبائن، إذ إن صنع البليلة المنزلية لم يعد مغريا مقارنة بتحليق الزبائن حول صاحب البليلة وهو يردد عبارات الترحيب والتشويق لتذوق الأكلة. لا يكاد يخلو مهرجان سنوي أو فصلي من تواجد ركن لبيع البليلة، أحد أهم المأكولات الشعبية التي انتشرت في مختلف المجتمعات على مستوى المملكة، وتحديدا في منطقة الحجاز، ويعتبر هاشم العبدلي، أحد رواد صناعة البليلة في الحجاز، ويبدأ عمله من بعد صلاة الفجر مستعينا بالله على كسب زرقه، منذ نحو أربعين عاما، إذ ورث الخبرة عن أجداده ووالده، مؤكدا أن مذاقها لم يختلف منذ ذلك الحين. صغر حجم مكان البيع، لم يحرم هاشم العبدلي من البشاشة التي تعلو محياه وهو يقدم خدماته للزبائن، إذ استطاعت تلك الابتسامات أن تتفوق على كل شيء، وتكسب ود المتحلقين حوله وهم ينتظرون اكتمال خلطة البليلة، كما أسهمت الأهازيج المشهورة التي ينادي بها العم هاشم في توجيه أنظار الناس لعربته، ومنها «بليلة بلو وعلى النبي صلو»، «بليلة زمان فن وأمان»، مؤكدا أن زبائنه لا يملون من سماع تلك الأهازيج سواء كانوا صغارا أم كبارا، بل على العكس ترتسم الابتسامة على محياهم حين يقبلون إلى بسطات البليلة. وأفاد هاشم العبدلي خلال حديثه لـ«مكة» بأن البليلة تتكون بشكل أساسي من الحمص المغلي، وتمر بمراحل الإعداد والتجهيز، حيث تنقع فيها البليلة في الماء لفترة من الوقت حتى تتفتح حبات الحمص، ثم توضع على النار ساعة كاملة، ومن ثم يضاف إليها الملح والكمون والخل الأسود، وتزين بقليل من الخل والطرشي والفلفل الحار، بحسب رغبة الزبون. وأشار إلى أن نفس البائع له دور كبير في إخراج البليلة في شكلها النهائي، مشيرا إلى أنه يستخدم الصحون الفخار والأزيار والميلامين والجدور والاستيل، وهي من أجود أنواع الأواني التي تسهم في حفظ البليلة، ثم تخرج البليلة ساخنة وصالحة للبيع. وأكد أن زبائنه الدائمين لا يستغنون عنه في أغلب المهرجانات الوطنية والعامة في جميع أنحاء المملكة مثل بريدة والقصيم والطائف وعنيزة والرياض وحتى الأحساء، إذ إن إقبال الزبائن على البليلة لم يعد له موسم معين، بل هو مستمر طوال العام، موضحا أن للبليلة فوائد عدة، فهي لا تحتوي على دهون أو سعرات حرارية ولا مواد ضارة للأعصاب، كما أنها تسد الشهية وتقلل من الوزن، وتحتوي على ألياف كثيرة وسهلة الذوبان في الماء، وتعمل على تقليل الكوليسترول في الدم.