جبل المدافع يعانق الصمت

ظل جبل المدافع، طوال سنوات خلت، يزمجر بدوي ينطلق من قمته لينتشر في أرجاء مكة مؤذنا بموعد «بلة العروق» ورحيل يوم من أيام رمضان،أو دخول صيام يوم جديد، فنشأت ألفة بين ذاك الصوت والسكان الذين تتعلق مسامعهم بالمدفع المعلق بلونه الأصفر وعجلاته الضخمة، وشرارات البارود تنطلق من فوهته

u062cu0628u0644 u0627u0644u0645u062fu0627u0641u0639 u0643u0645u0627 u0628u062fu0627 u0639u0642u0628 u0625u0632u0627u0644u062au0647 u0644u0635u0627u0644u062d u0627u0644u062au0648u0633u0639u0629 (u064au0627u0633u0631 u0628u062eu0634)

ظل جبل المدافع، طوال سنوات خلت، يزمجر بدوي ينطلق من قمته لينتشر في أرجاء مكة مؤذنا بموعد «بلة العروق» ورحيل يوم من أيام رمضان،أو دخول صيام يوم جديد، فنشأت ألفة بين ذاك الصوت والسكان الذين تتعلق مسامعهم بالمدفع المعلق بلونه الأصفر وعجلاته الضخمة، وشرارات البارود تنطلق من فوهته. يشير عدد من قدامى سكان مكة المكرمة إلى أن تسمية ذلك الجبل بـ»جبل المدافع» جاء نظرا لاحتضانه مدافع بأحجام مختلفة للإعلان عن دخول رمضان، وكذلك موعدي الإفطار والإمساك طوال الشهر. وقبيل أن يدخل ضمن توسعة المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف، كان جبل المدافع أحد أحياء مكة السكنية القديمة، فرزح زمنا تحت البناء العشوائي، إذ إن الطرق الضيقة والمتعرجة صعودا وهبوطا كانت تشكل استحالة لمركبات الإنقاذ من الدفاع المدني والهلال الأحمر للصعود إلى حيث الحي السكنى، لكن الوعورة لم تمنع السكان من البقاء واستقبال آخرين بسبب القرب من المسجد الحرام، ووجود أكثر من طريق يؤدي إليه، وهو ما يعتبره مراقبون السر في وجود خليط من مختلف الجنسيات من العالم الإسلامي، ولم تمنعهم قلة الخدمات من ملازمة هذا الموقع. ويقع الجبل في الناحية الشمالية الغربية من الحرم، ممتدا من شماله إلى جنوبه، ويحده من الناحية الشمالية الحجون والمدابغية، ومن الجنوبية جبل قرن وجبل هندي، ومن الناحية الشرقية السليمانية والمعلاة والفلق، ومن الناحية الغربية جرول ودحلة المغاربة، والتي سميت بذلك نسبة إلى أول من سكن هذا الجبل وهم من المغرب. وكون جبل المدافع يدخل ضمن المناطق المشمولة بخطة تطوير مكة، فقد نزعت الجهات المعنية نحو 4600 عقار، منها العقارات التي تعترض محطة تحويل الكهرباء التابعة لمشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي الشريف والساحات المحيطة به. ويتهيأ الموقع عقب تسوية أرضه ليتحول إلى جزء مهم من أكبر مشروعين للتوسعة يشهدهما الحرمان الشريفان عبر التاريخ.