أثبتت دراسة حديثة أن الطلاب الذين خضعوا لتمارين التأمل العميق حققوا نتائج أفضل من أقرانهم في مادة الرياضيات، بنسبة أعلى 15% من الطلاب الذين خضعوا لبرنامج المسؤولية الاجتماعية. وأشار موقع (تايم) إلى أن الباحثين أرادوا اختبار مدى فعالية برنامج يشجع على التعلم الاجتماعي والعاطفي مع تمارين للتأمل العميق تسمى «MindUP»، طورتها مؤسسة جولدي هاون، وتستخدم في مدارس عبر الولايات المتحدة وكندا وغيرهما. وعند مقارنة نتائج طلاب التأمل العميق بطلاب برنامج المسؤولية الاجتماعية، كانت درجات الرياضيات في المجموعة الأولى أعلى 15% من برنامج المسؤولية الاجتماعية، ودرجات السلوكيات الاجتماعية أفضل 24%، وكان الطلاب بنحو 24% أقل عدوانية، كما اعتبروا أنفسهم أكثر إيجابية بنحو 20%، فيما تفوقوا على أقرانهم وحققوا نتائج أفضل في السيطرة المعرفية ومستويات الإجهاد والسيطرة العاطفية والتفاؤل والتعاطف والعدائية. ووضع معدو الدراسة 99 طالبا من الصفين الرابع والخامس في مجموعتين، تلقت إحداهما أربعة أشهر من برنامج التأمل العميق، والمجموعة الأخرى حصلت على أربعة أشهر من برنامج المسؤولية الاجتماعية الذي يستخدم عادة في مدارس كندا العامة. في الفصول التي تتبع برنامج الوعي التام، يتم تطبيق تمارين لتحسين الحواس مثل التأمل بالروائح أو مذاق الطعام، وكذلك تمارين لتحسين الإدراك مثل رؤية القضية من منظور طرف آخر، ويقوم الأطفال أيضا بتمارين تأمل ثلاث مرات في اليوم، مع التركيز على وتيرة تنفسهم، وأيضا تتضمن الدروس تقديم الامتنان وعمل الخير للآخرين. وحلل الباحثون جميع المقاييس بعمق على مدار أربعة أشهر، مثل تقييم السلوكيات ومستويات الكورتيزول وتقارير الأطفال عن أنفسهم بخصوص رفاهيتهم، إضافة إلى تقارير أقرانهم عن مدى تفاعلهم الاجتماعي، ودرجاتهم في مادة الرياضيات، وكانت النتائج مثيرة للاهتمام، خصوصا وأن التدخل كان في نهاية السنة الدراسية، والتي عادة ما تكون من أصعب الأوقات للطلاب للسيطرة على أنفسهم. وقالت الباحثة المشاركة كمبيرلي اي سكونرت ريشل من جامعة بريتش كولومبيا «لم أكن أتوقع أنه سيكون لدينا كل هذه النتائج الإيجابية على مختلف المستويات التي حللناها». وبينت سكونرت ريشل أن إدراج مثل هذه البرامج لا يؤثر سلبا على البرامج الأكاديمية، بل في الحقيقة تزيد هذه البرامج من حصيلة الدرجات في المواد، وبإدراجها في المدارس فإننا لا نساعد الطلاب على أن يكونوا أكثر قدرة وأنجح أكاديميا فحسب، بل نجعل الطلاب أكثر تعاطفا وأقل توترا، لافتة إلى أن الأمر ما زال يحتاج لمزيد من الأبحاث، ولكن مثل هذه التدخلات تعد واعدة.