معرفة

صالح علماني وسيط الإلهام والدهشة

u0635u0627u0644u062d u0639u0644u0645u0627u0646u064a
أمضى المترجم صالح علماني أكثر من ربع قرن من حياته في ترجمة الأدب اللاتيني والأدب الإسباني، فلسطيني الجنسية ولد في سوريا، تحديدا في حمص عام 1949.

يقول صالح علماني «في عام 1970 غادرت إلى برشلونة لدراسة الطب ثم تركته لدراسة الصحافة، لكنني صمدت سنة واحدة فقط، عملت بعدئذ في الميناء واختلطت بعالم القاع كأي متشرد. وبينما كنت أتسكع في أحد مقاهي برشلونة ذات مساء قابلت صديقا كان يحمل كتابا نصحني بقراءته. كانت الطبعة الأولى من «مئة عام من العزلة، لغابرييل غارسيا ماركيز». عندما بدأت قراءتها، أصبت بصدمة عجيبة، وبعدها قررت أن أترجمها إلى العربية. وبالفعل ترجمت فصلين من الرواية ثم أهملتها».

في 1979 كانت ترجمته الأولى لرواية «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه، لماركيز»، وحققت حضورا قويا في الوسط الثقافي، وكتب عنها الكثيرون واعتبروها إبحارا في مساحة مجهولة بأمريكا اللاتينية، مما دفع علماني بعدها إلى تمزيق نص روائي كان قد كتبه سابقا، وقال «أن أصبح مترجما جيدا أفضل من أن أكون روائيا فاشلا». وبعدها انخرط في ترجمة روايات الآخرين.

وحتى نهاية 2017 ترجم علماني مئة كتاب عن أدب أمريكا اللاتينية، وما زال المشروع مستمرا على الرغم أن معدل الترجمة تراجع من عشر صفحات كل يوم إلى أربع، إلا أن الهمة ما زالت مستمرة، وعلماني ما زال يرى أن الطريق أمامه مستمر.

في ترجمته لكتاب «عشت لأروي، لماركيز»، قال علماني «لا توجد ترجمة أفضل من النص الأصلي في أي لغة، خاصة الشعر»، معترفا بأنه لا يقدم على ترجمة عمل ما لم يقع في حبه، حيث رفض بعض الأعمال التي لم ترق له واعتذر عن ترجمتها.

لا يعتبر علماني تقليد العرب لروايات أمريكا اللاتينية مفيدا وجيدا في الرواية العربية، «لأن اللاتينيون قرؤوا الروايات الروسية والفرنسية بشكل خاص وغيرها، حتى وصلوا إلى أسلوبهم المختلف الحالي، لكن نستطيع معرفة أننا نجحنا عندما يبحث عنا العالم ليترجم أعمالنا، لا حينما نسوق أنفسنا له».