تفاعل

نكت تضحك السفهاء وتبكي الألباء

ما بين الحين والآخر تطلق وسوم لهاشتاقات بأسماء مختلفة، وصيغ جذابة، مفادها تنكيت وضحك على أفراد وجماعات مجتمعنا، الغريب أن فئام من مجتمعنا يمررها للآخرين، ويتم تداولها وكأنها تهنئة أعياد، دون أن تحرك فيه الحمية والغيرة لما فيه استحقار ووصف يستهجن عن ذكره، بل وصل الأمر للتنكيت على خاصته ومجتمعه الذي ترعرع فيه ورضع عاداته وتقلد صفاته.

لم يصل الأمر لهذا الحال إلا بعد أن تمت تهيئتهم شيئا فشيئا، حتى تقبلوا الأمر بصدر رحب بما سبق إطلاقه من أوسم ساخرة على عامة المجتمع ولم يلق ردعا، ولا استنكارا، فأضحى الأمر في نظرهم طبيعيا لا يستهجن منه.

قد لا يعلم هؤلاء الفئام الذين يجهلون حقيقة هذه النكت، أنها دس للسم في العسل، وإنما هي حرب فكرية، مفادها التقليل من شأن المجتمع، وإظهار أفراده بالمظهر السيئ، وتجسيدهم بالشخصيات الحمقى التي لا تعي ولا تفهم.

لا أشك في من سوق لمثل تلك الوسوم والهاشتاقات البدائية التي غسلت أذهان الكثير من أفراد المجتمع، وأن من قام بتأليف وصنع تلك النكت الساخرة المنتقصة لأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا وعاداتنا، إنما هم محرضون حاقدون، وحاسدون لمجتمعنا، ولا يكنون حبا ولا يبتغون لنا خيرا ولا يريدون لنا علوا.

عشمي في أولي الألباب أن يجهضوا تلك السخافات، وأن يقاوموا ويعلنوا حربا لا هوادة فيها على تلك النكت الساخرة بكل ما أوتوا من قوة، وأن يخبروا الجهلاء ويعلموهم وأد تلك النكت الساخرة.

في مسك الختام، آمل ألا نخلف للأجيال القادمة تاريخا أسود يعكس عنا صورة بشعة سيئة، ولا نحملهم ما قد جنته أيدينا ورضيت به أنفسنا، من هوان وخنوع يبقى لهم عارا وعيرة.