الصحراء .. مدرسة الشجاعة !

فعلاً

فعلاً .. الصحراء والفيافي وترامي الآفاق اللامتناهية تشكل حياة الإنسان كيفما تقتضي ظروفها الصعبة التي لا تعرف الدعة ، والترف ، والخمول ، وتجبره على التتطبع بصفات تمكنه من التعايش مع تقلبات أحوالها ، وتحمل قسوتها ، ولكنها فوق كل هذا تبقى مجالاً خصبًا لسعة الخيال ، وراحة البال ، وميدانًا واسعًا لاكتساب كريم الصفات والأفعال والأقوال .. وهكذا كانت حياة البدو منذ الأزل وحتى اليوم .. هم في صراع دائم مع الطبيعة .. يحتملونها طوعًا أو كرهًا .. يبتكرون وسائلهم وأدواتهم الخاصة للتأقلم معها وفيها ، وهي بالمثل ترفدهم بقيم وعادات تعز على أهل المدن والحواضر .. الشجاعة والكرم ، والمرؤة ، والوفاء ، وإغاثة الملهوف ، وكذلك الصبر على تقلب صروف الأيام ، وقائمة تطول من الشيم الحميدة .. و (الصورة ) هي لوحة ناطقة تحكي عن قوة الإنسان البدوي في السابق وعدم معرفة الخوف إلى قلبه سبيلاً ، بشعره المسدول وهو يحمل (الضب) على كتفه حيًا رمزًا للشجاعة والجلد .