شفرة فيفا استعصت على الإسرائليين

هنا من قلب فيفا، تشعر أنك تقرأ صفحة من التاريخ المضيء، وتتجول داخل ماض عريق، وتتنسم نفحات الوطنية الصادقة المنبعثة من بين الأحياء والأشياء، وتأخذك الطبيعة الخلابة في أحضانها بعيدا، مثلما تأسرك القلوب بطيبتها وبساطتها، هنا يتعانق الماضي بكل أصالته مع الحاضر الجميل في تناغم مطبوع على الحب وقبول الآخر بكامل الأريحية والفرح، والتقنية هنا مجرد وسيلة للتواصل وإنجاز المعاملات، ولكنها لم تغير شيئا في جمال النفوس وصفاء الوجدان

هنا من قلب فيفا، تشعر أنك تقرأ صفحة من التاريخ المضيء، وتتجول داخل ماض عريق، وتتنسم نفحات الوطنية الصادقة المنبعثة من بين الأحياء والأشياء، وتأخذك الطبيعة الخلابة في أحضانها بعيدا، مثلما تأسرك القلوب بطيبتها وبساطتها، هنا يتعانق الماضي بكل أصالته مع الحاضر الجميل في تناغم مطبوع على الحب وقبول الآخر بكامل الأريحية والفرح، والتقنية هنا مجرد وسيلة للتواصل وإنجاز المعاملات، ولكنها لم تغير شيئا في جمال النفوس وصفاء الوجدان. أكسبتهم الطبيعة المتنوعة ما بين الجبل والأودية وشلالات المياه الأهالي قوة في الأجسام والفكر، فكان الناتج شجاعة في الحرب ودهاء في السياسة، وتحكي ذاكرة التاريخ التي ما زالت ترددها ألسنة مجالس فيفا كيف لعبت اللهجة المحلية لأهل فيفا دورا كبيرا في الحرب ضد إسرائيل في 1967، عندما طلب الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر من الملك فيصل عبدالعزيز – رحمهما الله – حل معضلة التصنت الإسرائيلي على أجهزة المراقبة المصرية، فما كان من الملك فيصل - الذي كان قريبا من أهله ومواطنيه - إلا أن بعث له برجال من أهالي فيفا الشجعان الذين يتحدثون واحدة من أصعب اللهجات العربية التي يتكلم بها أهل الجزيرة العربية، وبعد إرسالهم إلى مصر تم استيعابهم ضمن قسم الاتصالات الحربية، وتلقوا تدريبا مكثفا فيها واستطاعوا بالفعل إرباك حسابات المخابرات الإسرائيلية بسبب صعوبة فك شفرة لهجتهم، مما سهل تمرير المعلومات بها دون أن تكون مفهومة لدى جهاز المراقبة في الجيش الإسرائيلي، مما حدا بإسرائيل إلى البحث عن أصل اللهجة المستخدمة، وكان لذلك اثر كبير في موازين القوى أثناء تلك الحرب.