المجتمع والشخصية الثقافية.. البناء والهدم

تسعى حضارات العالم لصنع وجهها الثقافي الذي يتناسب مع تقاليدها وتراثها وفنونها وعقائدها، ومن السُنن الكونية الطبيعية وجود سياقات وبُنى تشكّل كل مجتمع بشري؛ والبناء الاجتماعي هو إطار تنظيمي عام يندرج تحته كافة أوجه السلوك الإنساني في أي مجتمع، ويتضمن مجموعة النظم الاجتماعية ذات القواعد السلوكية المستقرة التي تحكم هذه الأنشطة الإنسانية المتعددة، ويمكن القول بأنها مجموعة الأطر التي تنتظم في إطارها كافة العلاقات الإنسانية، سواء تلك العلاقات البينيّة بين الأفراد أو الأشخاص داخل المجتمع، أو تلك العلاقات التبادلية بين الأفراد في مجتمع مع غيره من المجتمعات.

تسعى حضارات العالم لصنع وجهها الثقافي الذي يتناسب مع تقاليدها وتراثها وفنونها وعقائدها، ومن السُنن الكونية الطبيعية وجود سياقات وبُنى تشكّل كل مجتمع بشري؛ والبناء الاجتماعي هو إطار تنظيمي عام يندرج تحته كافة أوجه السلوك الإنساني في أي مجتمع، ويتضمن مجموعة النظم الاجتماعية ذات القواعد السلوكية المستقرة التي تحكم هذه الأنشطة الإنسانية المتعددة، ويمكن القول بأنها مجموعة الأطر التي تنتظم في إطارها كافة العلاقات الإنسانية، سواء تلك العلاقات البينيّة بين الأفراد أو الأشخاص داخل المجتمع، أو تلك العلاقات التبادلية بين الأفراد في مجتمع مع غيره من المجتمعات. ويتكون البناء الاجتماعي من مجموعة من الأنساق الاجتماعية وهي بمثابة نظم اجتماعية رئيسية تندرج تحتها مجموعة من النظم الفرعية، والنظم الاجتماعية الرئيسية هي: نظام العائلة، النظام السياسي، النظام الديني، النظام الاقتصادي، النظام الثقافي. وتعمل كلٌّ منها في فلك ومحيط خاص بها وفق تفاصيل محددات بنائية لكل منها دون سيطرة نظام على آخر، فالعبرة بالتكامل وليس بالسيطرة؛ لذا فالمجتمعات الطبيعية تنمو نمواً سليماً عند تغذية كل نسق واعتبار كينونته وتأثيره المستقل في المجتمع، والحضارات البشرية مهما تعددت وتباينت فإنها تعطي كل نسق دورته الطبيعية في النمو والتكوّن والتأثير، ولا تسعى بأي حال من الأحوال إلى دفع سيطرة نسق على الآخر حتى لا يتشوّه المجتمع ويختل المسار التكويني له، والحضارات الواعية تبذل كل ما تستطيع لاستقلالية كل نسق عن الآخر بل وتسعى لحماية الأنساق ورعايتها من تسلط الأنساق الأخرى التي قد تقوى في فترة من فترات الطفرات الحضارية غير الطبيعية والتي قد تنتج مجتمعا خديجا، والحضارات الواعية هي التي تسعى للديمومة والصيرورة بسن القوانين التي تحافظ على سلامة البناء الاجتماعي ككل من أي خلل أو ضعف. والثقافة كجزء رئيس من مكونات البناء الاجتماعي؛ هي تمثل التراث الفكري الذي تتميز به جميع الأمم والحضارات عن بعضها بعضا، حيث تختلف طبيعة الثقافة وخصائصها من مجتمع لآخر، وذلك للارتباط الوثيق الذي يربط بين واقع المجتمع وتراثه الفكري والحضاري، كما أن الثقافة تنمو مع النمو الحضاري للمجتمع، وكما أنها تتراجع مع ذلك التخلف الذي قد يصيبه، وهي التي تعبر عن مكانتها الحضارية بالثقافة التي وصلت إليها، وإجمالا فإن الثقافة هي كل مركب يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات. وببساطة يقول ألبير كامو: «لكي تصنع ثقافة لا يكفي أن تضرب بالمسطرة على الأصابع». وألبرت أينشتاين يقول: «الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة».