التكية المصرية تحاكي دور الجمعيات الخيرية
برزت التكية أو المبرة المصرية، كإحدى صور المساعدة بأمر من إبراهيم باشا، وكانت تقدم لبعض الدول الفقيرة في دول العالم بصورة عامة وللمسلمين بصورة خاصة، ومن الأماكن التي أنشئت فيها التكية: المدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة
الثلاثاء / 12 / جمادى الأولى / 1436 هـ - 14:45 - الثلاثاء 3 مارس 2015 14:45
برزت التكية أو المبرة المصرية، كإحدى صور المساعدة بأمر من إبراهيم باشا، وكانت تقدم لبعض الدول الفقيرة في دول العالم بصورة عامة وللمسلمين بصورة خاصة، ومن الأماكن التي أنشئت فيها التكية: المدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة. وعرفت التكية بالمكان الذي يقدم فيه الطعام للفقراء، حيث أنشئت في تهامة والحجاز في 1816م، وكان يقدم فيها أرز وخبز لفقراء المدينة المنورة ومكة المكرمة، حيث يبلغ طولها 89م وعرضها 50م، وهي متقنة البناء، ومبناها مكون من دور واحد، وكان يستقبل نحو 4 آلاف محتاج يوميا. التكية المصرية أنشئت في 970 هـ وظلت حتى سقوط الدولة العثمانية، وهي مكان مخصص لصنع الأطعمة التي تقدم للحجاج والمعتمرين في مكة والمدينة، وللقادمين من شتى بقاع العالم الإسلامي، وكانت في مكة المكرمة موقوفة للحجاج، وجرت العادة منذ بداية الإسلام أن تتولى دولة الخلافة حماية ورعاية الحجاج والمعتمرين وتقديم ما يلزم لهم من غذاء وخلافه. ويرد إلى التكية الفقراء في الصباح والمساء، فيتناول أحدهم في كل مرة رغيفين وشيئا من «الشربة»، وربما أعطي أكثر من ذلك بحسب حاجته. وكانت تصرف يوميا إعانات من الخبز والأرز واللحوم والسمن للمحتاجين، في حين تزاد الكميات في كل يوم خميس، وكذلك طوال أيام رمضان والحج. وكان عدد الأشخاص المستفيدين يوميا من تكية مكة في الأيام العادية يبلغ نحو 400 شخص، ويزيد العدد في رمضان وما يليه من شهور ليصل إلى أكثر من 4 آلاف شخص في اليوم الواحد وكذلك خلال موسم الحج. وللتكية ناظر ومعاون وكتبة، حيث يعملون جميعا على خدمة الفقراء، كما تحوي طاحونة للقمح، وتضم مطبخا واسعا يشمل ثمانية أماكن مخصصة لوضع الأواني من الحجم الكبير «قزانات»، إضافة إلى مخبز ببابين ومخزن وحجر للمستخدمين، وفي مدة الحج يقطنها بعض عمال المحمل كالطبيب والصيدلي وكاتب القسم العسكري، وكانت خدمة تكية مكة والإنفاق عليها ميدانا للتسابق بين حكام الأسرة العلوية، كما كان للخديوي عباس حلمي الثاني فضائل على التكية.