باولو كويلو.. الإبداع مؤنث والعاطفة أفضل من السعادة
رغم تميز باولو كويلو بالكتابة الروحانية، إلا أنه تجاوز في السنوات الأخيرة هذه السمة السردية لأخرى أكثر رومانسية وعاطفية ومع هذا نجح في دمج السمتين، حيث مزج في روايته الأخيرة «الغانية» صراع العاطفة بالنضج الروحاني
الاثنين / 16 / صفر / 1436 هـ - 18:30 - الاثنين 8 ديسمبر 2014 18:30
رغم تميز باولو كويلو بالكتابة الروحانية، إلا أنه تجاوز في السنوات الأخيرة هذه السمة السردية لأخرى أكثر رومانسية وعاطفية ومع هذا نجح في دمج السمتين، حيث مزج في روايته الأخيرة «الغانية» صراع العاطفة بالنضج الروحاني.
أحداث الرواية
تتكلم أحداث الرواية عن صحفية سويسرية تتبدل حياتها بعد أن أجرت مقابلة مع كاتب فضل العاطفة على السعادة، حيث أثارها هذا التفضيل فتنبثق الأسئلة في داخلها عن معاني الحياة فتبدأ رحلة البحث عنها خائضة -سعيا وراء العاطفة - في علاقات حياتية، فتعيش حالات متنوعة من الإثارة والغضب واليأس، وتقودها هذه التجربة في النهاية إلى النضوج الروحاني.
1- هل أنت نفس الكاتب في القصة والذي يفضل العاطفة على السعادة؟
نعم، بكل تأكيد. فالسعادة مكان ما، إن وصلت إليه فلن تجد ما تفعله فتشعر بالملل، بينما العاطفة هي المكان المتقلب تشبه الأفعوان، لذا هي أكثر إثارة بالنسبة لي.
2- كتبت روايتك من وجهة نظر امرأة، هل وجدت صعوبة ولا سيما وأنك تنقلها من منظورك كرجل؟
إن عملية الإبداع في الأساس هي عملية أنثوية، فالكتابة مؤنثة، وأنا مقتنع بأن لدينا جميعا في أرواحنا، جانبين المذكر والمؤنث وباستطاعتنا توظيفهما في أعمالنا اليومية، لذا فنحن في نهاية اليوم يمكن أن نستخدم هذه الطاقة الإبداعية المؤنثة للكتابة أو فعل أي أمر آخر من الفن أو الإبداع، ولذا لم أنظر لبطلتي على أساس أنها أنثى فقط وعليه، فإن الإجابة على سؤالك ستكون بلا، ليس أمرا صعبا، حتى وإن كان بطل الرواية مذكرا، لأني أكتب باستخدام الطاقة المؤنثة.
3- بطلتك في الرواية لديها هذه الحياة التي يحسدها عليها الجميع، ومع ذلك لم يكن هذا كافيا، هل تعتقد أن البشر غير قادرين على تحمل السلام والسعادة لفترات طويلة؟
يعتمد هذا على مدى العمق الذي تدخله في روحك، يمكنهم تحمل السلام والازدهار والسعادة، ولكن تكمن المشكلة في كونهم لا يشعرون بالثقة في بقائهم على هذه الحالة للأبد، لذا فإن السؤال ليس إذا كان بإمكانهم التعامل مع هذا، بل كيف يمكنهم الاحتفاظ بهذا للأبد، وكما تعلمون فإن هذا أمر مستحيل، لذا يبدأ الناس بتدمير اللحظة الحالية التي يعيشون بها بسبب حذرهم لحماية ازدهارهم وسعادتهم.
4- إن العلاقة على ما يبدو حفزت أمرا ما في البطلة دفعها إلى تغيير حياتها هل لك أن توضح؟
هناك 3 أمور فقط يمكنها تغيير الأشخاص، الحب، المعاناة والمرح.
5- ما هي آراؤك الخاصة بخصوص مثل هذه العلاقات؟
ما ألاحظه هو أن هناك عددا من الأشخاص الذين يدمرون زواجهم بسبب علاقة عابرة مع شخص آخر، وفي الحقيقية أن هذه أمور لا يسهل تقبلها ولا يبرر لك إنهاء علاقة طويلة المدى بسبب أمر ما قد حدث. ولكن في أي حال، عندما كتبت الرواية لم تكن نيتي الحكم على مثل هذه العلاقات، ولكن كان غرضي وصفه كما يراه النساء. وأيضا مناقشة بعض القضايا المهمة جدا، فالرواية في حقيقة الأمر تناقش كيف نتعامل مع تحدياتنا اليومية ومع تحدياتنا الشخصية.
6- هل تشعر بأنك تكتب تحت ضغوط لإرضاء الناس، أم أنك ببساطة تكتب ما تريد قوله؟
إذا ما كنت أشعر بأي ضغط لإرضاء الناس، لما كتبت رواية اسمها «الغانية»، فقد صدم عدد من القراء لأنهم اعتادوا على نوع معين من الكتابة، لذا فإن الإجابة على سؤالك هي لا. لا أشعر بهذا أبدا، وإلا كنت سأكتب عن أمور اعتاد عليها الناس وحتما ستكون نهاية مهنتي لو استجبت لرغبات الناس لأني حينها سأتوقف عن الشعور بالرضا عما أفعله.
7- هل تعمل على كتاب آخر في الفترة الحالية؟
لا، أنا أكتب كل سنتين رواية ومع سرعتي في الكتابة، إلا أني لا أكتب دوما في كل يوم، وقبل هذه المقابلة عدت من نزهة مشي لوجهة غير محددة، احتجتها للتواصل مع أمور مختلفة كالطبيعة مثلا، فأنا لا يمكنني الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر طوال اليوم محاولا كتابة قصة، وإن فعلت ذلك فإن الحياة ستصبح لي ثانوية، ولكن الحياة هي أولويتي الأولى لأكون هنا.