الثورات العربية بلا شعراء ولا قصائد مخلدة
يطرح الشعراء والمهتمون بالأدب العربي المعاصر تساؤلاتهم حول دور الشعر والشعراء في الأحداث التي تعيشها المنطقة العربية من ثورات وخلافها، معتبرين الشعر نتاجا لواقع يعيشه الشاعر، في الوقت الذي رمى بعضهم المسؤولية على عاتق وسائل التواصل الاجتماعي، التي سيطرت بطريقة أثرت على الشعر سلبا
الاحد / 15 / صفر / 1436 هـ - 21:00 - الاحد 7 ديسمبر 2014 21:00
يطرح الشعراء والمهتمون بالأدب العربي المعاصر تساؤلاتهم حول دور الشعر والشعراء في الأحداث التي تعيشها المنطقة العربية من ثورات وخلافها، معتبرين الشعر نتاجا لواقع يعيشه الشاعر، في الوقت الذي رمى بعضهم المسؤولية على عاتق وسائل التواصل الاجتماعي، التي سيطرت بطريقة أثرت على الشعر سلبا.
- «لا ينك ر أحد دور الشعر في رصد نبض الشعوب على مر العصور، ، فالشعر ثورة في حد ذاته غير أن السؤال الذي ينبغي أن يكون الآن هل تغيرت صورة الشعر بصورة تواكب تتابع الأحداث الثورية الجديدة ؟ والحقيقة أن الشعر المعاصر لم يواكب تلك السرعة التي تصاعدت بها أحداث الثورات العربية برغم وجود قصائد مهدت لها؛ كقصيدة أحمد مطر اللغز. وقد لجأ كثير من الشعراء إلى تمثل روح الشابي وأحمد شوقي، ولعل هذا يرجع إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وسيطرة حركة السرد على الإبداع، فبعض الروايات مهدت للثورات العربية كرواية العنقاء لبسمة حمدي التي مهدت للثورة التونسية، وأجنحة الفراشة لمحمد سلماوي ».
الدكتورة نانسي إبراهيم
كلية الآداب بجامعة قناة السويس
- «مما لا شك فيه أن الإرث الثقافي والشعري الثوري السابق للثورات العربية غني بما يكفي ليكون ملهما وحاضرا لأزمنة قادمة، كونه أكثر الوسائل التعبيرية قربا بالناس وبالمتغير السياسي في الماضي، بالإضافة لكونه الناطق الرسمي الوحيد لذلك يتم إسقاطه على الحاضر تحت سطوة الاسم، وهذا لا يعني أن الثورة العربية ليس لها شعراؤها، بالعكس فعدد الشعراء وكثرة وسائط التواصل قدمت مجموعة مميزة من الأسماء الشابة، لكن المتغير السياسي وكثرة وسائل التلقي أسهمت في الحد من تكريس الأسماء الجديدة، مما جعل المتابع غير قادر على المتابعة للنتاج الهائل فلم يبرز اسم محدد ».
زين العابدين الضبيبي
شاعر يمني
- «يولد في الثورات شعراء وقصائد خالدة، لكن في الثورة العربية هذه لم نسمع شيئا، في الواقع الربيع العربي ليس بثورة إنما هو انتفاضة شعبية تقوم على التحركات الشعبية العفوية، وتنتهي بها . لذلك كل الثورات العظيمة التي شهدها العالم الحديث والقديم سبقها مشهد عظيم من الفن والأدب في كل مجالاته ثم واكبت الثورة بتحركها فبرز شعراء باسم هذه الثورة وتلك، إنما ما سبق الربيع العربي مشهد ثقافي عاجز وخائب لم يتمكن حتى من استشعار الانتفاضات الشعبية هذه، بل فوجئ بها وهذا ما شهدناه وعرفناه من خلال المواقف المرتبكة لكبار المثقفين العرب»
بلال المصري
شاعر لبناني
- «بين الثورة والشعر ارتباط تاريخي عميق، يندفع الشعر فتنطلق الثورة أو العكس، وتلتهب حناجر الشعراء مدوية بأناشيد الثورة ، وتخرج الجماهير هاتفة بتلك القصائد فتخلد القصائد الثورية، هذا ما حدث غالبا في ميادين الثورات على مر الزمان. ولكن الثورات العربية ضربت صفحا عن ذلك كله فلم تولد قصائد من رحم الثورة، وهذا يسوق تساؤلا كبيرا، فدائما ما تنجب الثورات شعراءها، فما الذي اختلف ؟ إن أول ما يتبادر إلى الذهن هو غياب الشعر في هذه الاتجاهات الحياتية وعطفا عليه افتقدت الثورات لذلك الحضور الدائم، إضافة إلى أن الثورات ولدت في ظل المواقع الالكترونية، وهذا ما ساعد في تقليص دور الشعر، والذي يبدو عليه الواقع أن هذا ليس زمن الشعر ».
عبدالله ناجي - شاعر سعودي