الطالب الجامعي.. تأثير وسائل التواصل في تشكيل الرأي العام
أصبح من الممكن للطالب الجامعي أن يعتمد بنسبة كبيرة على مصادر التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار والمعلومات التي من شأنها أن تكون رافدا هاما في تشكيل الرأي العام، وبشكل منافس لمصادر الأخبار والمعلومات التقليدية،
الاحد / 15 / صفر / 1436 هـ - 16:45 - الاحد 7 ديسمبر 2014 16:45
أصبح من الممكن للطالب الجامعي أن يعتمد بنسبة كبيرة على مصادر التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار والمعلومات التي من شأنها أن تكون رافدا هاما في تشكيل الرأي العام، وبشكل منافس لمصادر الأخبار والمعلومات التقليدية، فتشكل الرأي العام ليس إلا صورة نهائية من محصلة العوامل السياسية والاقتصادية والنفسية والدينية والاجتماعية. وبطبيعة الحال فإن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تلعب دورها في نشر المعلومات التي تحث على تعزيز الأمن الوطني وروح الانتماء والولاء، جنبا إلى جنب مع المعلومات السلبية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار والأمن واستخدام العوامل الدينية التي تثير سلوك أفراد المجتمع نظرا لطبيعته المتدينة فضلا عن التشكيك في كل ما تنشره وسائل الإعلام الحكومية. ولا يمكن السيطرة على الانفجار المعلوماتي الرهيب الذي تضخه وسائل التواصل الاجتماعي والذي ينهل منه المتلقي ما يحقق له الإشباع في نواحيه التي يتطلبها كالإشباع في المحتوى والإشباع الاجتماعي وغيره. وقد كان 1994م هو أول ظهور لمواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، من خلال موقع THEGLOBE.COM ثم 1995م ظهر موقع TRIPOD، حيث اقتصرت على التواصل بين الأفراد من خلال اللقاءات والتفاعل من خلال غرف الدردشة، ثم تطورت بعد ذلك ليتم ربط المواقع بالايميلات الشخصية كموقع CLASSMATE.COM والذي أنشئ أيضا عام 1995م، وفي 1997م ظهر موقع SIXDEGREES.COM وركز على الروابط غير المباشرة والملفات الشخصية والرسائل المتبادلة، وظهرت بعد ذلك العديد من الوسائل الأخرى حتى جاء 2004م ليعلن عن موقع فيس بوك الذي أحدث الطفرة الكبرى في عالم التواصل الاجتماعي عبر العالم بأسره، تبعه 2007م موقع تويتر الأشهر حتى اليوم على الإطلاق. في جانب البحث عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام للطالب الجامعي، لا تزال الدراسات الاجتماعية والإنسانية المخصصة على الطالب الجامعي السعودي وليدة، والمتصفح لموقع ALEXA WEB INFORMATION COMPANY سيجد وفقا للمعلومات أن أكثر المواقع تصفحا في السعودية هي محرك البحث الشهير جوجل ثم يوتيوب ثم فيس بوك ثم صحيفة سبق الالكترونية ثم ياهو ثم تويتر! حيث نجد انحسارا كاملا في توجه المتصفح عن مصادر المعلومات الرسمية مثل واس والصحف المحلية الحكومية والخاصة. إذا سلمنا بأن أبرز السلبيات التي تشملها المواقع الأكثر تصفحا، رغم إيجابياتها، تأتي في هدر الوقت وانتشار لغة القذف والتشهير وانتهاك الخصوصيات وإثارة الفتن الطائفية والقبلية وترويج كل ما يتنافى مع القيم الإسلامية والشيم العروبية وإفساد الذوق العام وغير ذلك. في دراسة أردنية مماثلة (ع. الدبيسي 2013) أجريت على عدد من الطلبة في الجامعات الأردنية، وجدت أن أكثر المواضيع التي أثارتها شبكات التواصل عن الشأن الأردني أهمها على سبيل المثال التالي: - 39 % إشاعة نمط الثقافة الغربية. - 28 % محاولات ربط الأحداث الجارية في الدول المجاورة بالوضع الداخلي. - 25.8 % الحث والتحريض على المظاهرات والإضراب. - 25 % استخدام العامل الديني لإثارة سلوك أفراد المجتمع. - 15 % انتقاد برامج وخطط الحكومة التنموية وعدم دعمها لتلك الخطط. وبما أن جميع طلبة الجامعات في الوقت الراهن يتمتعون بحرية التواصل على مواقع الشبكة العنكبوتية فستكون المصدر الأهم للحصول على المعلومة والخبر وبالتالي تشكيل الرأي العام، والذي قد يتأثر بدوره بسلبيات الخبر والمعلومة المنشورة عبر تلك المواقع والتي تتعرض إلى التلفيق والتحريف وترويج الشائعات، كما أن العديد من ضحايا الوقوع في فخ التنظيمات الإرهابية والمنخرطين في صفوف الجماعات الإسلامية المحظورة وقعوا في مصيدة «الطُعم الالكتروني» قبل أن يضحوا بأرواحهم كأدوات في أيدي تلك التنظيمات عبر العالم. ضمن الكثير من الأسئلة المقلقة يتبادر السؤال الأهم: كيف يمكن تحصين الشباب الجامعي وتوعيته بأدوات وأساليب التفاعل والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟! الأغلبية من الشباب الجامعي يستعرض معلوماته الأمنية كاملة في السعودية بدءا من عنوان المنزل والعمل ووصولا للهوايات والاتجاهات الفكرية والانتماءات الفلسفية ككتاب مفتوح بصراحة أمام العالم الظاهر والباطن، هذا يشرع أهمية تدريس الطالب الجامعي معايير وأخلاقيات النشر الالكتروني مع الحرص على جانب التنمية الفكرية والوعي الأمني وإشاعة ثقافة تستند إلى الحذر والرصانة والحرص على الخصوصية للنشر المعلوماتي في مواقع الانترنت بعيدا عن كافة مظاهر التحريض والتطرف.